التاريخ: تموز ٢٧, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
مقاتلو الزبداني يرفضون تكرار نموذج القصير
أكدت فصائل معارضة ومسؤولون في المجلس المحلي للزبداني في شمال غربي دمشق رفضهم تكرار تجربة القصير في حمص وسط البلاد، وإخراج المقاتلين وأهلها منها، في وقت سلم ممثلو الزبداني ورقة مقترحات إلى الأمم المتحدة تضمنت وقفاً للنار وتشكيل قوة مشتركة لحفظ الأمن فيها وإدارة شؤون المدينة.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس ان الطيران المروحي ألقى بعد منتصف ليل السبت- الأحد عدداً من «البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة الزبداني، ترافق مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين الفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) وحزب الله اللبناني من جهة والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى في المدينة، في محاولة من حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة منذ الرابع من الشهر الجاري في محاولة للسيطرة على المدينة»، لافتاً إلى مقتل خمسة في ريف دمشق بينهم 4 مقاتلين من الكتائب الإسلامية والمقاتلة خلال «اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الزبداني والغوطة الغربية، وطفل من بلدة بلودان استشهد متأثراً بجروح أصيب بها جراء إصابته برصاص قناص في وقت سابق». وأضاف انه تأكد مقتل «ما لا يقل عن تسعة من مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة خلال اشتباكات عنيفة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في جرود القلمون الشرقي، في حين استهدف التنظيم تمركزاً لقوات النظام عند أطراف القلمون بالقرب من إحدى المحطات الحرارية، ومعلومات مؤكدة عن قتلى من قوات النظام».

في موازاة ذلك، أفاد «المرصد» بسقوط «عشرات القذائف الصاروخية التي أطلقتها الفصائل الإسلامية على مناطق في بلدتي نبل والزهراء، اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية والمحاصرة من قبل جبهة النصرة والفصائل الإسلامية، أعقبه قصف من قبل قوات النظام على مناطق في بلدة عندان»، إضافة الى استمرار سقوط القذائف على بلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب حيث «دمرت الفصائل الإسلامية بصاروخ موجه آلية لقوات الدفاع الوطني في محيط بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية والمحاصرتين من قبل جبهة النصرة والفصائل الإسلامية».

وقالت شبكة «أورينتز نت» السورية أمس أن «مفاوضات تجري في الأروقة الخلفية للمشهد العسكري» إزاء وقف القصف على بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام والزبداني، ذلك عبر اتصالات مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.

وأشارت الشبكة إلى أن «ثوار الزبداني» الممثلين للمجلس المجلي والمقاتلين بعثوا رسالة إلى دي ميستروا تضمنت «وقفاً فورياً لإطلاق النار من دون قيد أو شرط في كامل المدينة» على أن «يشكل مجلس محلي مؤلف من عشرة أعضاء من الطرفين مناصفة ومن أهالي المدينة» في إدارة شؤون الزبداني وأن يقوم المجلس بـ «تشكيل قوة تنفيذية لحفظ الأمن في المدينة كما، يتم بحث موضوع السلاح الثقيل وجمعه، على أن يبحث أيضاً مع ملف المعتقلين وإصدار عفو خاص عن كافة المطلوبين من كلا الطرفين، إضافة إلى إدخال المواد التموينية والمحروقات ومواد البناء».

وقالت إن أهالي الزبداني «يتخوفون من موضوع إخلاء المقاتلين ما يعني وبحسب عدد منهم دخول حزب الله إلى المدينة لتصير المدينة تحت هيمنة الحزب كمدينة القصير تماماً». ونقلت عن عبد الله السيد عضو لجنة التفاوض قوله انه «ضد إخلاء المقاتلين لأن ذلك سيرافقه نزوح مدنيين ما يعني أزمة حقيقة سيتعرض لها الأهالي المتبقين على أطراف الزبداني». لكنه أكد «التواصل مع الامم المتحدة وعدة أطراف دولية بمايتعلق بالواقع الميداني والإنساني في المدينة»، لافتا الى ان «النظام وميليشياته رفضوا أي مبادرة لا تنص على خروج المقاتلين من المدينة وهذا أمر مرفوض قطعياً لعدم تكرار ما جرى في القصير ويبرود ومنع أي خلل في التركيبة السكانية للمنطقة وبخاصة جر البلد حول جعلها كانتوناً شيعياً». ونفى وجود أي مقاتل أجنبي في الزبداني التي تضمن أبناءها فقط.

وكان المجلس المحلي للزبداني كلف «حركة الشام الإسلامية» التفاوض مع الأمم المتحدة لإخراج المدنيين من الزبداني، علماً أن دي ميستورا دان تعرض المدنيين في القرى الشيعية الموالية للنظام في ريفي حلب وإدلب والزبداني لقصف عشوائي. وأفيد بتعرض الزبداني لحوالى 600 برميل منذ بدء هجوم النظام و «حزب الله» في 3 الشهر الجاري.

وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن مقاتلات النظام الأسد واصلت أمس «حملتها الجوية الشرسة على المدن والقرى المحررة في محافظة إدلب، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين»، مشيرة إلى أن «الطيران الحربي استهدف الطريق الدولي ومنطقة المطاعم جنوب مدينة معرة النعمان بالصواريخ الفراغية، ما أدى إلى مقتل رجل وزوجته. كما شن الطيران الحربي غارات جوية عدة استهدفت محيط مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب الشرقي، في حين أغار على بلدة خان السبل جنوب مدينة سراقب. ونفذ على مدينة إدلب المحررة غارة بالصواريخ الفراغية استهدفت حي القصور، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات».

وفي حلب المجاورة، قتل خمسة أطفال على الأقل بينهم أربعة أشقاء خلال الليل إثر سقوط قذيفة صاروخية أطلقها مقاتلو المعارضة على أحد أحياء مدينة حلب. وقال «المرصد» أنه «استشهد 5 أطفال هم 4 أشقاء وطفلة قريبتهم، جميعهم دون سن الـ14 نتيجة سقوط قذيفة صاروخية أطلقتها فصائل إسلامية على منزلهم في حي الشهباء الجديدة الخاضع لسيطرة قوات النظام بمدينة حلب».

وبدأت المعارك في حلب في صيف 2012، وانقسمت المدينة منذ ذلك الحين بين أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة، وأخرى تحت سيطرة النظام.

ويقصف النظام بانتظام مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة أو الجهاديين في مدينة حلب وريفها من طائرات حربية أو بالبراميل المتفجرة. ويستخدم كذلك بدرجة أقل المدفعية وصواريخ من طراز أرض - أرض.

وحصد هذا القصف آلاف القتلى وأوقع أضراراً بالغة، لا سيما في مدينة حلب التي كانت تعتبر قبل الحرب العاصمة الاقتصادية لسورية. كما يطلق مقاتلو المعارضة أيضاً قذائف على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام أسفرت عن سقوط الكثير من الضحايا.

في الجنوب، قالت «الدرر» أن قوات النظام «واصلت تشديدَ حصارها على مدينة التل في ريف دمشق لليوم الرابع على رغم وجود هدنة مع سكان المدينة». وذكرت مصادر محلية أن «قوات الأسد واصلت إغلاقَ جميع الطرق المؤدية إلى مدينة ‏التل، والتي تكتظّ بعشرات آلاف النازحين من المناطق المجاورة، ومنعت المدنيين من الدخول والخروج إلى دمشق باستثناء سماحها بالمرور للموظفين وطلاب الجامعات، وذلك لليوم الرابع على التوالي».

ويأتي ذلك بعد مقتل جندي لقوات النظام على طريق التل - منين كان دخل المدينةَ التي تشهد هدنةً منذ أكثر من سنة. وواصل أمس الطيران الحربي تحليقه بكثافة في سماء مدينة التل، والتي شهدت عمليات قصف في الأيام الماضية بقذائف عدة استهدفت منطقةَ وادي موسى.

في ريف درعا بين دمشق والأردن، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة الغارية الشرقية «ما أدى إلى استشهاد مواطنتين اثنتين وسقوط جرحى»، وفق «المرصد» الذي قال: «ألقى الطيران المروحي براميل عدة متفجرة على مناطق في بلدة الطيبة، فيما نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في الطريق الواصل بين بلدتي الجيزة وكحيل، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، بينما استهدفت الفصائل الإسلامية تمركزات لقوات النظام في حاجز حميدة الطاهر بحي السحاري وتمركزات لها في درعا المحطة بمدينة درعا، وتمركزات لقوات النظام في بلدة خربة غزالة، ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها».

وقالت شبكة «زمان الوصل» أن «أعداداً كبيرة من قتلى النظام شوهدت في مستشفى درعا، بينما تم نقل المصابين إلى مدينة ازرع». وقدرت المصادر «عدد القتلى بأكثر من 60 عنصراً لقوا مصرعهم خلال الساعات الـ48 الماضية».

وفي آخر التطورات الميدانية، أشارت المصادر إلى أن فصائل «الجبهة الجنوبية» استهدفت مساء السبت «حاجز السكة والاتصالات بالمدفعية الثقيلة وإلى أن كتيبة الهندسة والصواريخ تمكنت من تدمير بناء نادي الضباط بصاروخ أرض – أرض محمول على ناقلة».

واستهدفت «فصائل الثوار» في وقت سابق مقار المخابرات الجوية وفرع الأمن السياسي، إضافة إلى المجمع الحكومي وفندق الشرق وهو أحد مقار العناصر الموالية للنظام، وفق الشبكة.