التاريخ: تموز ٢٧, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
مقتل جنديّين تركيّين بانفجار في ديار بكر وأنقرة تريد "مناطق آمنة" في شمال سوريا
قتل جنديان تركيان في انفجار سيارة مفخخة بجنوب شرق تركيا فيما دافعت واشنطن عن حق تركيا، في ضرب "حزب العمال الكردستاني" بعد سلسلة من الغارات الجوية التي تهدد الهدنة الهشة السارية منذ عام 2013 بين انقرة والحزب.

أعلنت مصادر تركية رسمية مقتل عسكريين تركيين اثنين وجرح أربعة آخرين مساء السبت في انفجار سيارة مفخخة استهدف قافلة عسكرية في محافظة ديار بكر ذات الغالبية الكردية بجنوب شرق تركيا.

ولم تتبن أي جهة العملية، بينما هدد "حزب العمال الكردستاني" بقطع الهدنة مع انقرة اثر الغارات الجوية التي شنها الجيش التركي الجمعة والسبت على معسكرات للحزب في شمال العراق.
وفي بيان بموقعها الالكتروني، نسبت هيئة اركان الجيش التركي الهجوم الى "المنظمة الارهابية والانفصالية"، التي تصف بها السلطات التركية عادة "حزب العمال الكردستاني".
وقالت، ان سيارة مفخخة انفجرت عند وصول قافلة مدرعات تابعة للقوات الخاصة للدرك لتعزيز وحدة دركيين أخرى تدخلت بعد احتراق ثلاث آليات على طريق في منطقة ليجي. وأضافت ان ضابطي صف في قوة الدرك قتلا في الانفجار الذي أدى الى انقلاب سيارتهما.

وكانت "قوات الدفاع الشعبي" الجناح العسكري لـ"حزب العمال الكردستاني" نددت في بيان بموقعها الالكتروني بالقصف التركي، معتبرة انه "عدوان". وقالت إن تركيا "انهت من جانب واحد" وقف النار. وانه "وسط هذا القصف الجوي الكثيف، لم يعد للهدنة اي معنى".
وأصدر حزب الشعوب الديموقراطي الموالي للأكراد بياناً جاء فيه انه "من غير المقبول أن يجعل إردوغان وحكومة العدالة والتنمية حربهما ضد الشعب الكردي جزءاً من حربهما ضد الدولة الإسلامية".
وأشار مكتب محافظ ديار بكر الى ان "عملية واسعة اطلقت للعثور على منفذي هذا الهجوم الشنيع".

وتبنى "حزب العمال الكردستاني" الاربعاء قتل شرطيين في مدينة جيلان بينار على الحدود مع سوريا. وقال ان هذه العملية كانت رداً على الهجوم الانتحاري الذي استهدف في مدينة سوروج ناشطين مؤيدين للقضية الكردية وأوقع 32 قتيلاً ونحو مئة جريح.
وكانت طائرات مقاتلة وقوات برية تركية هاجمت مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا ومعسكرات لـ"حزب العمال الكردستاني" ليل الجمعة - السبت في العراق، في حملة قالت أنقرة إنها ستساعد على إقامة "منطقة آمنة" في أجزاء من شمال سوريا.

ووسعت تركيا الى حد كبير دورها في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منذ التفجير الانتحاري في سوروج ، كما تعهدت استهداف المقاتلين الأكراد. وصرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي السبت بأن "هذه العمليات ليست مجرد عملية واحدة وستستمر ما دامت تركيا تواجه تهديداً".

وأوضح مكتب في بيان أن الغارات الجوية ليل الجمعة - السبت أصابت مواقع للتنظيم المتشدد في سوريا وأخرى تابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق بما في ذلك مستودعات ومناطق معيشة، وأن القوات البرية التركية هاجمت "داعش" و"حزب العمال الكردستاني" بالتزامن.
واضطلعت أنقرة للمرة الأولى بدور بارز في المعركة بعد التفجير الانتحاري في سوروج.

مناطق آمنة
وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي أن الأراضي التي تم تطهيرها من مسلحي "داعش" في شمال سوريا ستصير "مناطق آمنة" بطبيعة الحال. وقال: "أيدنا دوماً وجود مناطق آمنة ومناطق حظر طيران في سوريا. الأشخاص الذين نزحوا يمكنهم الانتقال الى تلك المناطق الآمنة".
وسعت تركيا منذ وقت طويل الى إقامة "منطقة حظر طيران" أو "منطقة آمنة" في شمال سوريا، لكن سعيها قوبل باعتراض من واشنطن التي تقول إن الضغط العسكري المباشر على "الدولة الإسلامية" هو السبيل الأمثل لإنهاء القتال في المنطقة وأزمة اللاجئين وليس إقامة "منطقة آمنة".

واتفقت أنقرة مع واشنطن الأسبوع الماضي على السماح لقوات الائتلاف الدولي باستخدام القواعد التركية في شن الغارات على "داعش" مما يقصر كثيراً المسافات وقد يجعل الحملة الجوية أكثر فاعلية. ولم يعرف ما اذا كان الاتفاق يتضمن إقامة منطقة آمنة أو عازلة.

احتجاجات في أنقرة وباريس
وتسببت الأعمال العسكرية باحتجاجات داخل تركيا حيث استخدمت الشرطة في أنقرة قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق تظاهرة من نحو ألف شخص، كما شهدت باريس تظاهرة شارك فيها نحو 1500 شخص دعماً للأكراد.

وقال صالح مصطفى وهو طبيب كردي شارك في المسيرة: "تركيا تلعب دوراً مزدوجاً. تحاول إقناع الإعلام الدولي بأنها تضرب داعش لكن الواقع أنها تضرب الأكراد هناك في شمال العراق".

واعلنت السلطات التركية أنها لن تسمح لمتظاهرين بتنظيم مسيرة سلام في اسطنبول كانت مقررة أمس، مشيرة إلى أن قرارها يرجع إلى مخاوف من "الأعمال الاستفزازية" و"التكدس المروري".
وأوردت وسائل إعلام محلية أنباء عن هجمات على رجال شرطة في حي يسكنه أكراد في اسطنبول. وباتت هذه الهجمات شائعة أخيراً اذ قتل ضباط آخرون الأسبوع الماضي. واتهم "حزب العمال الكردستاني" الشرطة بالعمل مع "الدولة الإسلامية".

واشنطن تدافع عن انقرة
في غضون ذلك، دافع البيت الابيض عن حق تركيا في ضرب "حزب العمال الكردستاني". وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي الذي يرافق الرئيس الاميركي باراك اوباما في زيارته لكينيا، من نيروبي إن الولايات المتحدة تعتبر الحزب "منظمة ارهابية"، وان "من حق (تركيا) القيام بأعمال ضد اهداف ارهابية". كما رحب بالهجمات التركية على "داعش". واضاف: "رأينا بالتأكيد تحركاً تركياً أكثر حسماً في سوريا والعراق في الايام الأخيرة... نشجع مختلف شركائنا في هذه المعركة على العمل معاً".