قال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله إن الولايات المتحدة «ستبقى من وجهة نظرنا الشيطان الأكبر وستبقى كذلك قبل التوقيع على الاتفاق النووي وبعده، ونحن نفتخر ونعتز بأن تُعاقَب المقاومة في مواجهتها المشروع الصهيوني- الأميركي في المنطقة، وأيضاً المشروع التكفيري الذي تدعمه أميركا».
وتناول نصر الله الشأن الحكومي اللبناني، وقال: «يمكن أن يكون الخيار عند رئيس الحكومة (تمام سلام) أن يستقيل في جلسة مجلس الوزراء الخميس الماضي، هذا ما تناقلته وسائل الإعلام، لكن مداخلات خارجية ودولية منعت هذه الخطوة، وأنا أرى أن الاستقالة لن تُقدّم أو تؤخّر، ونحن في «حزب الله» لن نقوم بوساطة لأننا طرف، والحل في عودة الحوار بين «المستقبل» و «التيار الوطني الحر» للاتفاق على آلية العمل في مجلس الوزراء».
وتطرَّق في خطاب ألقاه مساء أمس في حفلة تخريج «أبناء شهداء المقاومة»، إلى ما قبل التوقيع على الاتفاق النووي، وما تردّد أن إيران ستبيع «حزب الله» وأنها تستخدم المقاومة «خدمة لمشروعها النووي، وتوقيع الاتفاق عليه، وعندما تصل إليه ستبيعكم». وقال إن إيران ليست كذلك، لأن «علاقتها بنا علاقة عقائدية جهادية».
وتابع نصرالله: «لا نريد من يراهن على أن إيران ستبيعنا أن يصدّق كل ما قاله وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، ولا الرئيس حسن روحاني، ولا السيد علي خامنئي، وإنما عليه أن يصدّق ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن إيران رفضت أن تناقش معنا أي ملف الآن ما عدا النووي».
واستدرك: «نحن نتعاطى بكل ثقة واطمئنان مع إيران، والوقائع جاءت لتؤكد صحة ما نقوله وأن إيران ليست من الدول التي تبيع حلفاءها كالآخرين الذين باعوا حلفاءهم واستغلوهم».
ورأى أن ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما عن المقاومة، وأيضاً ما قاله كيري يؤكد أنها حاضرة في معادلات المنطقة وفي حساباتها، «خصوصاً في حسابات أكبر قوة في العالم وهي الولايات المتحدة». وقال: «أنفقوا المليارات لضربنا، وسخّروا الكثير من الوسائل وقاموا ضدنا بعدد من الحروب، لكن النتيجة كانت دائماً عكسية، خلافاً لما كانوا يراهنون عليه من أجل ضرب المقاومة».
وقال نصرالله: «إن إدراج اسمنا على لائحة الإرهاب من الولايات المتحدة لن يُقدِّم أو يؤخِّر، وليس جديداً أن يُدرجوا اسمنا على هذه اللائحة». ولفت إلى أن «هناك من يفرُض عقوبات مالية على مسؤولين في حزب الله في محاولة لضربنا معنوياً، بعدما عجزوا عن تصفيتنا جسدياً، خصوصاً أن لا أموال لإخواننا في البنوك العالمية ولا في غيرها، ولا يقومون بزيارات إلى الخارج ولا تعطوهم سمات» (تأشيرات).
وحمل على الولايات المتحدة لاستهداف عدد من التجار ورجال الأعمال اللبنانيين، وقال إن «هذا الاستهداف مدروس، علماً أنّ ليست لدينا مشاريع مالية أو استثمارية في الخارج، ونحن نأخذ مالاً من إيران ولا نحتاج إلى «ويكيليكس» لكشف الدعم الإيراني، لأننا نفتخر بأننا نتلقّى دعماً من هذا النوع، وهو كافٍ لنا، وليست لدينا أموال نشغّلها لا مع هذا التاجر ولا مع ذاك».
ودعا الحكومة اللبنانية إلى تحمُّل مسؤولياتها في مواجهة الحملات التي تستهدف التجار ورجال الأعمال اللبنانيين، «لأن من واجبها توفير الحماية لهم». وزاد: «الحكومة لا تفعل ذلك، ولا مصرف لبنان وحاكميته أيضاً، ولن أدخل في التفاصيل، خصوصاً أن تشويه سمعة الحزب والمسّ بمصداقيته الأخلاقية لا يستندان إلى أي دليل، والأكاذيب لن تفعل فعلها في تشويه صورتنا أو سمعتنا، لا سيما في تسريب أكاذيب عن اتّجارنا بالمخدرات وتبييض الأموال».
نصرالله: التهديد بالاستقالة لا يفيد وليحاور «المستقبل» «التيار الوطني»
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن «أولوية النفايات شغلت اللبنانيين «وأنا أخجل أن نتحدث عن هذا الموضوع وأشرح كيفية معالجته»، لافتاً إلى أن «الحكومة اللبنانية والوزارات المعنية التي تفشل في معالجة ملف النفايات، الذي هو ملف عادي في أي دولة في العالم، وتدخل في الحسابات السياسية والطائفية والمناطقية والشخصية ويعاني اللبنانيون ما يعانونه، هي دليل فشل ذريع». وحذّر خلال «احتفال لتخريج أبناء الشهداء» من استقالة الحكومة لأنها بذلك تأخذ لبنان إلى المجهول.
وقال: «عندما كانوا يطالبوننا بتسليم السلاح كنا نقول لهم اعملوا دولة حقيقية أولاً ولاحقاً تكلموا بالموضوع». ولفت إلى أن «الدولة تعجز عن حل موضوع النفايات مع العلم أن له حلولاً علمية وفنية موجودة في العالم، ويمكن تحويل تهديد النفايات إلى فرصة تأتي بالأموال إلى البلد، بحسب بعض الخبراء». وسأل: «هل إدارة الدولة جدية وصادقة ونزيهة ومخلصة وهمها بيئة سليمة ورفع النفايات بأقل كلفة ممكنة على اللبنانيين؟ أقول هذا غير موجود وهذه مسؤولية الحكومة».
وأكد أن «التثبيت الواقعي لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة في لبنان يحمي البلد من أي تهديد إسرائيلي وإرهابي». ودعا إلى «التوحد على محاربة حجم الخطر التكفيري بعيداً عن أي حسابات ضيقة لأنها مسألة أمن قومي لبناني، والتعاون من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلد وعدم التفريط بهما».
في الشأن الحكومي، طلب «بت المسائل العالقة. قلنا إننا في مشكلة وهناك قوى أساسية في البلاد تقول إنها تريد أن تناقش آلية عمل الحكومة وآلية اتخاذ القرارات فيها، لأننا اتفقنا في البداية على آلية تم تعديلها ثم تم تجاوزها». وسأل: «لماذا لا يحسم هذا الموضوع؟ ويتم تأجيله من أسبوع إلى أسبوع؟ من يؤجل على ماذا يراهن؟ وماذا ينتظر؟ إذا كنا ننتظر وضعاً اقليمياً أو دولياً فأنتم دعوتم قبل أيام إلى أن لا نراهن على الأوضاع الإقليمية والدولية، قلناها قبل لكن لم تصدقونا. يريدون التنظير أن الاتفاق النووي ليس له انعكاسات على لبنان، اتركوه، لا تراهنوا. انسوا الوضع الاقليمي والدولي». وسأل: «ما هو الخيار أمام اللبنانيين؟ في حال عدم التفاهم والحوار لن نصل إلى نتيجة، البلد سيضيع. لا نهوّل على بعضنا. البلد سيذهب إلى الفراغ وأنتم ستأخذونه إليه».
وقال: «تكتل التغيير والإصلاح لديه مطالب ونقاش. تفضل يا تيار المستقبل أَجرِ نقاشاً. أنت معني بالآلية بشكل أساسي والتعيينات أيضاً والأمور الأخرى. تفضل اعمل نقاشاً وحواراً مع تكتل التغيير. تديرون ظهوركم. فلينزل المستقبل من برجه العاجي بعد الثلثاء (الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء) ويلتق مع تكتل التغيير لنقاش مباشر». وأَضاف: «طالبنا تيار المستقبل في آخر جلسة حوار في عين التينة بأن يناقشوا. بدل المعالجات الجادة هناك تلويح بالاستقالة». وتابع: «تأخذون البلد إلى الفراغ عبر التهديد بالاستقالة التلويح لن يقدم أو يؤخر في شيء، بل هو مضر ويأخذ البلاد إلى المجهول». |