قام وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر بزيارة لم يعلن عنها سابقاً لبغداد امس ليطلع بنفسه على تفاصيل الحملة على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وقت تحاول القوات العراقية استعادة السيطرة على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار.
هذه الزيارة الاولى يقوم بها كارتر للعراق منذ صار وزيرا للدفاع في شباط. وأفاد أنه سيلتقي خلال قادة أميركيين وزعماء سياسيين عراقيين بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي. وتسعى القوات العراقية الى عزل أجزاء من الرمادي بمساعدة غارات جوية للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قبل شن هجوم شامل لاستعادة المدينة. وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد انتزع السيطرة على الرمادي قبل شهرين موسعاً نطاق سيطرته على وادي الفرات غرب بغداد وموجهاً ضربة قوية الى العبادي وجيشه المدعوم من الولايات المتحدة.
وأوضح كارتر أنه يسعى الى الوقوف بنفسه على تفاصيل الحملة. وهو كان قال قبيل الزيارة: "سألتقي بنفسي قادتنا العسكريين"، كما سيلتقي زعماء سنة، ملاحظاً أن المشاركة السنية في الحملة أساسية لنجاحها. ورأى مسؤول دفاع أميركي كبير أن العراق أظهر قدراً من "قوة الدفع الإيجابية" في تواصله مع السنة خلال الاشهر الاخيرة، وأن كارتر يأمل في تعزيز هذه الأجواء. وشعر سكان الأنبار - وهم سنة في معظمهم - بالاستياء من حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي التي اتهموها بالاهتمام بمصالح الشيعة وقمع السنة.
قتلى في هجمات في غضون ذلك، قتل 21 شخصاً على الاقل الاربعاء في هجمات استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية في بغداد، بينها تفجيران انتحاريان تبناهما "داعش". وسجلت هذه الهجمات غداة مقتل 23 شخصاً على الاقل في تفجيرين بسيارتين مفخختين استهدفا أيضاً مناطق ذات غالبية شيعية، تبناهما كذلك التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد منذ العام الماضي.
وقال ضابط في الشرطة برتبة عقيد: "استشهد 16 شخصا على الاقل وجرح 30 في تفجير سيارة مفخخة في شارع تجاري بمنطقة البياع" في غرب العاصمة. الى ذلك، قتل خمسة أشخاص وجرح 16 في هجوم استهدف منطقة الشعب ذات الغالبية الشيعية.
وأشار الضابط في الشرطة والمصدر في وزارة الداخلية الى ان الهجوم شنّه انتحاريان يرتديان حزامين ناسفين على نفطة تفتيش مشتركة للجيش والشرطة، وان ضحاياه كانوا من القوات الامنية.
وتبنى "داعش" عبر "ولاية بغداد" التابعة له، هذا الهجوم. وجاء في بيان تداولته حسابات مؤيدة للجهاديين في مواقع التواصل الاجتماعي، ان انتحاريا هو "أبو سفيان الانصاري" نفذ "عملية استشهادية بحزام ناسف وسط حاجز تفتيش للجيش الرافضي في منطقة الشعب". وأضاف انه بعد تجمع القوات الامنية في المكان، "انغمس بهم اخونا الاستشهادي الثاني أبو معصب... وفجر حزامه الناسف".
واستهدف اكثر التفجيرات دموية الثلثاء منطقة بغداد الجديدة شرق العاصمة، حيث قتل 19 شخصا على الاقل وأصيب 43 في تفجير سيارة مفخخة استهدف سوقاً تجارية. كما انفجرت سيارة في اليوم نفسه في منطقة الزعفرانية جنوب بغداد، مما أدى الى مقتل أربعة أشخاص على الاقل وجرح عشرة.
وتبنى "داعش" في بيان تفجيري الثلثاء، قائلاً إنهما استهدفا مقاتلين في فصائل شيعية مسلحة تقاتل الى جانب القوات الامنية لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها منذ هجومه الكاسح في العراق في حزيران 2014. الا ان المصادر الامنية والطبية شددت على ان الضحايا مدنيون.
وكان هجوم انتحاري ضخم قد استهدف قبل أيام سوق منطقة خان بني سعد ذات الغالبية الشيعية في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، وأودى بحياة 90 شخصاً على الاقل. وقد تبناه التنظيم. ويذكر ان السلطات العراقية أعلنت في كانون الثاني "تحرير" محافظة ديالى من "داعش"، الا ان الاخير عاد في الاسابيع الاخيرة الى تنفيذ تفجيرات انتحارية وهجمات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة. وتمكنت القوات العراقية يدعمها مسلحون موالون لها غالبيتهم من فصائل شيعية، وغارات جوية للائتلاف الدولي، من استعادة مناطق يسيطر عليها التنظيم. الا ان الاخير لا يزال يسيطر على مناطق اساسية، أبرزها مدينة الموصل في الشمال ومدينتا الفلوجة والرمادي في الغرب.
تنصل من المالكي على صعيد آخر، نفى الناطق باسم الرئاسة العراقية خالد الشواني أمس أن تكون تصريحات نائب الرئيس العراقي نوري المالكي ضد السعودية ممثلة لرأي الرئاسة والحكومة "واصفاً إياها بـ"مواقف شخصية". وقال في تصريح خاص لقناة "سكاي نيوز" الاخبارية التي تتخذ دبي مقراً لها إن "الرئيس العراقي فؤاد معصوم يكن الاحترام والتقدير للمملكة العربية السعودية ويسعى لتوطيد وتحسين العلاقات معها"، مشيراً إلى أن الرئيس العراقي ساهم الى حد كبير في إعادة العلاقات العراقية - السعودية إلى مجراها الصحيح. |