قصفت قوات النظام السوري مخيم اليرموك جنوب دمشق، وسط اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل تسعة مسلحين في المخيم الذي تحاصره القوات النظامية وسُجِّلت فيه ثلاث إصابات بالكوليرا. تزامن ذلك مع إحياء «يوم القدس» في العاصمة السورية، في وقت دعا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مجلس الأمن الى «إدانة العدوان المشترك» الذي تشنّه قوات النظام و «حزب الله» على الزبداني، ودعم إقامة مناطق آمنة. وبدأت السلطات التركية حملة ضد تنظيم «داعش» واعتقلت 21 يُشتبه في انتمائهم إلى التنظيم.
وأفادت «مجموعة العمل الفلسطيني» على صفحتها في «فايسبوك» أمس بأن «الاشتباكات العنيفة» تواصلت في اليرموك بين «النصرة» و «داعش»، من جهة، والقوات الحكومية و «الجبهة الشعبية- القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل من جهة ثانية، وذلك في محور ثانوية اليرموك قرب البلدية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين، ليرتفع عدد القتلى إلى تسعة خلال يومين من المواجهات. وأشارت المجموعة إلى «تعرُّض المخيم لقصف عنيف بقذائف هاون وصواريخ»، وهو ما أكده «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ويسيطر «داعش» على 60 في المئة من المخيم الذي تفرض عليه قوات النظام حصاراً منذ نحو سنتين.
إلى ذلك، أشار موقع «كلنا شركاء» المعارض، إلى اكتشاف ثلاث إصابات بالكوليرا بين أطفال المخيّم خلال الأيام القليلة الماضية. وعزا السبب إلى النقص في الرعاية الصحية وتلوُّث مياه الشرب، مضيفاً أن «الرقم مرشح للزيادة في بلدات الجنوب الدمشقي المحاصر».
في المقابل، شارك مئات من الفلسطينيين الذين يقيمون في دمشق، في إحياء يوم القدس العالمي في الأحياء القديمة من العاصمة، علماً أن الذي أطلق ذكرى هذا اليوم هو أول مرشد لـ «الثورة الإسلامية» في إيران، الإمام الخميني عام 1979. وأُقيم الاحتفال هذا العام قرب المسجد الأُموي الأثري في دمشق القديمة.
في غضون ذلك، قال ناشطون معارضون إن المعارك استمرت أمس في الزبداني بعد هجوم قوات النظام و «حزب الله» من أربعة محاور للسيطرة على المدينة، فيما وزّع موالون للنظام صور منشور يحضّ فيه الجيش النظامي مقاتلي المعارضة على تسليم أنفسهم. وأكد «المرصد» أن القوات النظامية شنت نحو 35 غارة على الزبداني ومحيطها، لافتاً إلى مقتل أربعة مدنيين بقصفٍ على مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
ووجّه «الائتلاف» رسالة الى مجلس الأمن دان فيها «العدوان المشترك الذي يشنه نظام الأسد وميليشيا حزب الله على مدينة الزبداني»، ودعا المجلس إلى «اتخاذ الإجراءات اللازمة لإدانة العدوان ودعوة الحكومة اللبنانية إلى التزام الاتفاقات ومنع ميليشيا حزب الله من شن هجمات على الشعب السوري من داخل الأراضي السورية أو خارجها»، كما حضّ مجلس الأمن على «دعم إنشاء منطقة آمنة في سورية لحماية المدنيين وتخفيف الأضرار الناجمة من الغارات الجوية العشوائية».
إلى ذلك، أفادت وكالة «الأناضول» للأنباء التركية، بأن السلطات التركية اعتقلت أمس 21 شخصاً يشتبه في انتمائهم الى «داعش»، خلال عملية دهم واسعة نفّذتها الشرطة في أربع مدن، بينها إسطنبول. وبين المشتبه فيهم الذين اعتُقِلوا فجراً، ثلاثة أجانب لم تحدد جنسياتهم، كانوا يستعدون للتوجُّه الى سورية للقتال إلى جانب «داعش».
وتأتي هذه العملية ضد «الجهاديين» بعد محادثات أجراها في أنقرة هذا الأسبوع وفد من كبار المسؤولين الأميركيين بينهم الجنرال جون آلن منسق عمليات التحالف الدولي- العربي ضد «داعش». واتَّفق الطرفان على التعاون والتنسيق ضد التنظيم.
قتلى في حلب والنظام يحض مقاتلي الزبداني على الاستسلام
واصل الطيران السوري لليوم السادس أمس غاراته على مدينة الزبداني وسط استمرار المواجهات شمال غربي دمشق وقرب حدود لبنان وسط مطالبة مقاتلي المدينة بالاستسلام، بالتزامن مع تجدد المعارك في مخيم اليرموك جنوب العاصمة، في وقت قتل عدد من عناصر القوات النظامية في معارك حلب شمالاً.
وقال نشطاء معارضون أمس أن المعارك استمرت أمس في الزبداني بعد هجوم قوات النظام و «حزب الله» من اربعة محاور للسيطرة على المدينة، فيما نشر موالون للنظام صور منشور حض فيه الجيش النظامي مقاتلي المعارضة على تسليم انفسهم، هي عبارة عن «بطاقة مرور آمن سيتم رميها بعد ساعات من الجو من قبل الجيش العربي السوري للمسلحين في الزبداني». وكتب على هذه البطاقة: «يسمح لحامل هذه البطاقة من عبور حواجز الجيش لتسليم نفسه، وتضمن لحاملها حسن المعاملة والعودة إلى أهله بعد تسوية وضعه لدى الجهات المختصة». وجاء فيها: «عند اقترابك من حواجز الجيش تأكد من عدم حملك لأي نوع من السلاح، اقترب ببطء، ويجب أن يكون محيط صدرك مكشوفاً. احمل هذا المنشور بيدك، وضع يدك الأخرى حول رأسك، وأهلاً ومرحباً بك».
من جهة أخرى، نعت مواقع الكترونية لبنانية قريبة من «حزب الله» 12 مقاتلاً قتلوا في الزبداني.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» انه «ارتفع الى ما لا يقل عن 15 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي منذ صباح اليوم (امس) على مناطق في مدينة الزبداني ومحيطها، ترافق مع إلقاء الطيران المروحي 16 برميلاً متفجراً على الأقل، استهدفت مناطق في المدينة، إضافة الى قصف عنيف من قبل قوات النظام وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الاسلامية ومسلحين محليين من طرف والفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) وحزب الله اللبناني من طرف آخر في محيط المدينة». كما قصفت قوات النظام مناطق في جرود القلمون، فيما تعرضت مناطق في بلدة الطيبة وقرية مغر المير ومناطق في وادي بردى ومناطق اخرى لقصف عنيف.
وفي جنوب دمشق، قال «المرصد» ان قوات النظام قصفت بعد منتصف ليل الخميس- الجمعة مناطق في مخيم اليرموك الذي شهد المخيم منذ اسابيع اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بـ «الجبهة الشعبية – القيادة العامة» بزعامة احمد جبريل من طرف وفصائل اخرى، حيث قتل 6 عناصر من «الجبهة الشعبية – القيادة العامة».
كما قصفت قوات النظام بقذائف مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، أعقبه تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في أطراف المدينة ومحيطها، «ما أدى لاستشهاد 4 مواطنين وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة»، وفق «المرصد».
في الجنوب، قامت الفصائل الاسلامية في ريف درعا بعملية تبادل بينها وبين قوات النظام، حيث سلمت الفصائل الاسلامية جثة 11 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين كانوا قد قتلوا في وقت سابق في اشتباكات مع الفصائل الاسلامية، فيما استلمت الفصائل الإسلامية أكثر من 40 مواطنة، كنَّ معتقلات في سجون قوات النظام، بحسب «المرصد» الذي اشار الى سقوط قذائف على مناطق في قرية الجنينة بريف السويداء الشمالي الشرقي ما ادى الى استشهاد 3 مواطنين على الأقل وسقوط جرحى.
في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» ونشطاء ان ثلاثة مدنيين قتلوا بغارة على بلدة اورم الجوز في ريف إدلب، بالتزامن مع جرح ثلاثة آخرين بقصف على قرية ابديتا بجبل الزاوية. وقصف الطيران الحربي منطقة بالقرب من مدرسة الثورة بمدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ آذار (مارس) الماضي.
في حلب، أعلنت «كتائب أبو عمارة» اغتيال ضابط في المخابرات الجوية في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، عبر زرع عبوة ناسفة داخل سيارة الضابط وتفجيرها من بُعد بَعد صعوده إليها، فيما أفادت «غرفة عمليات فتح حلب» بمقتل عناصر عدة لقوات النظام بينهم ضابط، في هجماتٍ غرب حلب جراء استهداف تجمُّع لهم في محيط حي حلب الجديدة بقذائف المدفعية.
وأشارت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة الى «مواجهات عنيفة بين كتائب الثوار وقوات الأسد في الجهة الغربية لمدينة حلب، تتركز على أطراف حي حلب الجديدة، الخاضع لسيطرة نظام الأسد، في محاولة للثوار التقدم على ذلك المحور، وذلك بعد سيطرتهم على مركز البحوث العلمية منذ ايام». كما «استهدفت قوات الأسد المتمركزة في الأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية أحياء حلب المحررة بأكثر من 20 صاروخ أرض- أرض قصير المدى شديد الانفجار، في حين ألقى الطيران الحربي برميلين متفجرين على حي بني زيد، ما أدى الى وقوع أضرار مادية».
من جهته، قال «المرصد» ان «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين من طرف آخر، في محيط قريتي حندرات وباشكوي بريف حلب الشمالي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في حين سقطت فجر اليوم (امس) قذائف هاون عدة على مناطق في حي صلاح الدين ما ادى الى استشهاد مواطنين اثنين وسقوط جرحى، بينما استشهد 3 مقاتلين من الكتائب الاسلامية خلال اشتباكات مع قوات النظام وقوات الدفاع الوطني في محيط قرية قريع بريف حلب الجنوبي». |