التاريخ: تموز ١١, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
البابا حذّر في بوليفيا من اضطهاد مسيحيّي الشرق الأوسط: حرب عالمية ثالثة وإبادة لا بدّ من وقفها
دعا البابا فرنسيس خلال زيارته لبوليفيا الى وقف "الإبادة" للمسيحيين في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، وتحدث عن "حرب عالمية ثالثة" يتعرض فيها المسيحيون للتعذيب والاضطهاد. وطغت هذه الرسالة - الصرخة على المعاني الأخرى التي حرص الحبر الأعظم على إبرازها في زيارته لأميركا اللاتينية.

قال البابا في سانتا كروز :"نرى اليوم العديد من إخواننا المسيحيين يتعرضون للاضطهاد والتعذيب في الشرق الأوسط ومناطق أخرى". وأبلغ ممثلين للعمال ومزارعين بلا أراض وسكان أصليين ومهاجرين وناشطين ضد العولمة أنه "في هذه الحرب العالمية الثالثة التي نعيشها في مواقع متفرقة، نشهد شكلاً من الإبادة الجارية والتي لا بد أن تتوقف".

وهو كان عبَّر سابقاً عن قلقه من أعمال العنف التي يتعرض لها المسيحيون في سوريا والعراق حيث يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على مساحات شاسعة من اراضي البلدين. وقدم البابا خلال زيارته لبوليفيا "طلب مغفرة متواضعاً، ليس فقط عن ذنوب الكنيسة نفسها، بل كذلك عن الجرائم في حق السكان الأصليين خلال ما يعرف بغزو القارة الاميركية".

وكان حذر في وقت سابق خلال لقاء مع أساقفة ورجال دين من خطر تحول الكنيسة نخبة معزولة عن الناس العاديين، وتحول الكهنة من "رعاة" الى "أسياد". وجدّد أمس التحذير من مخاطر "الانزلاق الى اللامبالاة أو السير خلف الأنماط الرائجة من دون "الالتزام" لتخفيف معاناة الناس. ولاحظ ان هناك كهنة يخجلون من التكلم بلغاتهم المحلية لانهم الآن يتقنون لغات معروفة".
وحضّ على "تغيير فعلي" على المستوى العالمي "ليصير الاقتصاد في خدمة الشعوب".

وفي اللقاء العالمي الثاني للحركات الشعبية الذي شارك فيه ثلاثة آلاف شخص، حذّر من أنه "عندما تتحكم رؤوس الأموال بخيارات الانسان، والتعطش الى المال هو ما يحرك الانظمة الاجتماعية والاقتصادية، فهذا معناه نهاية الانسان والطبيعة". وأضاف: "علينا ألا نخشى القول إننا نريد تغييراً فعلياً، تغييراً في البنى... علينا الإقرار بأن الامور ليست على ما يرام في العالم، فهناك الكثير من المزارعين بلا أراض وأسر بلا مأوى وعمال بلا حقوق وعدد لا يحصى من الناس الذين تمتهن كرامتهم". وشدد على وجوب "الاعتناء بالأرض الام التي تتعرض للنهب والدمار والانتهاك من دون عقاب".

وكان البابا فرنسيس اغتنم المحطة الأولى من جولته في الاكوادور لتوجيه نداء ملح الى عدم "تجاهل أرضنا الام". وكرر دعوته إلى الاندماج والعدالة الاجتماعية في قداس صباح الخميس في سانتا كروز حضره مليون شخص، منتقداً ثقافة "النبذ" التي "تحاول تحويل كل شيء سلعة استهلاكية". وذكَر بأن "المسيح يقول لنا باستمرار علينا أن نتوقف عن النبذ"، وانتقد "المنطق الذي يريد فرض نفسه في العالم اليوم، منطق يقوم على تحويل كل شيء سلعة قابلة للتبادل والاستهلاك، ويجعل كل شيء قابلاً للتفاوض مستبعداً الذين لا ينتجون".

وتناول في قداسه الذي حضره آلاف من السكان الاصليين البوليفيين المتحدرين من اتنيات عدة والذين تقدمهم الرئيس إيفو موراليس، المنسيين والمستبعدين في العالم، والنساء "اللواتي يتحملن أعباء خيبات الأمل والأحزان والآلام، وهو ظلم لا يبدو ان له نهاية".

السجن
وفي ختام زيارته لبوليفيا تفقد سجن بالماسولا الذي يعتبر من الأكثر اكتظاظاً وعنفاً وحيث تُعتبر عقوبة السجن المؤبد إعداماً غير معلن. وقد التقى سجناء ودعاهم الى التحلي بالصبر والأمل أثناء تنفيذ عقوبتهم في مكان معد لـ800 شخص لكن فيه خمسة آلاف شخص، من الرجال والنساء، كل أربعة من خمسة منهم ينتظرون المحاكمة. كما يقيم فيه نحو 120 ولداً مع ذويهم المحتجزين في وضع غير صحي نفسياً وجسدياً ترفضه المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان. وتفيد تلك المنظمات أن في بوليفيا العدد الأكبر من السجناء الذين ينتظرون المحاكمة في أميركا اللاتينية بنسبة 84 في المئة، في مقابل 71 في المئة للباراغواي. وفي البلاد 15 ألف سجين بينما السجون معدة نظرياً لخمسة آلاف سجين فقط.
وقال القس أوريليو بيسووا إن السجناء قدموا منحوتة خشبية إلى البابا، الذي سمع شهادات من بعضهم.