استعاد المقاتلون الاكراد بلدة عين عيسى قرب مدينة الرقة "عاصمة الخلافة" التي اعلنها تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، فيما تتواصل الاشتباكات في مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي، وأقامت تركيا مخيما جديدا ضخما لاستقبال 55 الف لاجىء سوري. أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية استعادت عين عيسى التي كان مقاتلو "داعش" قد اجتاحوها في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وكان مقاتلو "داعش" هاجموا البلدة الاثنين في إطار هجوم أوسع شنوه على مناطق تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" وتبعد عين عيسى 50 كيلومترا شمال مدينة الرقة.
واعلن المرصد ان طائرة بلا طيار تشارك في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" قتلت عضوا بارزا في التنظيم المتشدد في مدينة الرقة. واوضح ان الغارة الجوية قتلت زعيما من الأوزبك في التنظيم يعمل في مجال الامن بينما كان جالسا في سيارة امام فندق بوسط المدينة.
وجاء في بيان للائتلاف أن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا 25 غارة جوية على أهداف تابعة لـ"داعش" في سوريا وفي العراق الثلثاء في أحدث موجة من الغارات اليومية على التنظيم المتشدد.
وأضاف أن 14 غارة وجهت الى أهداف بالقرب من مدن الفلوجة وحديثة وكركوك ومخمور والموصل والرمادي وسنجار وتلعفر، وأصيبت فيها وحدات تكتيكية ومواقع قتالية وأسلحة وسيارات مفخخة.
وفي سوريا وجهت 11 غارة جوية الى وحدات تكتيكية ومركبات ومواقع قتالية بالقرب من مدن الحسكة والرقة وكوباني وتل أبيض. وعلى جبهة اخرى، قال المرصد ان اشتباكات تدور في محيط مبنى البحوث العلمية وقرب منطقة بنيامين القريبة من منطقة حلب الجديدة غرب حلب بين القوات السورية وفصائل اسلامية.
وكان الجيش السوري قد تمكن صباحاً من صد هجوم للمعارضة المسلحة للسيطرة على حي الزهراء في مدينة حلب، فيما اتهمه ناشطون معارضون باستخدام غاز الكلور خلال صده هذا الهجوم. وشهد محيط مدينة الزبداني اشتباكات بين الجيش ومقاتلي المعارضة، مما أدى إلى مقتل أحد أفراد "حزب الله" وسقوط عدد كبير من الجرحى.
ونقلت الصحف التركية عن مدير الوكالة الحكومية المكلفة ادارة الكوارث فؤاد اوكتاي ان تركيا تبني في جنوب البلاد مخيما جديدا ضخما يمكنه استيعاب حتى 55 الف لاجىء سوري. وقال لصحيفة "ميلييت" ان "الاعمال على وشك الانتهاء في المخيم القادر على استيعاب 55 الف شخص في كيليس" قرب الحدود مع سوريا.
وهذا المخيم الذي سيكون الاكبر تقيمه تركيا لاستقبال دفعة جديدة من اللاجئين في حال تقدم الجهاديين في "داعش" الى الحدود التركية من محافظة حلب. ورأى اوكتاي انه "في حال حصول حركة نزوح كبيرة سيصل 100 الف شخص الى تركيا".
ومنذ بداية النزاع الدائر بين نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة في آذار 2011، فرّ اكثر من 1,8 مليون سوري من بلادهم الى تركيا من حيث يحاول البعض كل يوم الوصول سرا الى اوروبا. بلجيكا استقبلت مسيحيين الى ذلك، اعلنت الحكومة البلجيكية انها نفذت عملية منذ ايار سمحت باخراج 244 مسيحيا من مدينة حلب السورية واستقبالهم في بلجيكا لاجئين ومعظمهم عائلات مع اطفال. وصرح وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز خلال مؤتمر صحافي في بروكسيل بان العملية الانسانية التي اعلن عنها أمس والتي ترمي الى "انقاذ" السوريين الأكثر ضعفا، تعتبر "قطرة في بحر" مقارنة بحجم ازمة الهجرة، معربا عن الامل في ان "يساهم ذلك في ان تتخذ دول اخرى خطوات مماثلة".
واختير المسيحيون من حلب ثانية كبرى مدن سوريا التي يتقدم فيها المتمردون الاسلاميون، بمبادرة من "لجنة عمل" يديرها ديبلوماسي وطبيب نفسي بلجيكيان. وغادر المسيحيون حلب ضمن مجموعات صغيرة "على سبع مراحل".
ووصلوا الى الحدود اللبنانية "بوسائلهم الخاصة بعدما عبروا مناطق خطيرة جدا في سوريا"، ثم تولت امورهم السفارة البلجيكية في بيروت . وقال الوزير ان السفارة نظمت عملية اصدار تأشيرات اللجوء بعد "عملية تدقيق" اجرتها اجهزة الاستخبارات. وقال وزير الدولة لشؤون اللجوء والهجرة تيو فرانكن: "سيمنحون وضع الحماية النهائية" الذي يسمح لهم "بتكوين مستقبل لهم في بلجيكا". واضاف: "يمكنني القول ان آخر شيء يريدونه هو ان يكونوا عبئا على الضمان الاجتماعي". وبعد منحهم وضع اللاجئين في بلجيكا تستدعي دائرة الاقامة المعنيين للتأكد من بدء عملية البحث عن وظيفة مع تأمين دورات التدريب المناسبة وخصوصا تعلم اللغة.
استقبلت بلجيكا 5500 لاجىء سوري من كل الطوائف منذ نشوب الحرب في سوريا في 2011 وفقا للحكومة البلجيكية. وقال مصدر ان "98% من السوريين الذين يطلبون اللجوء يحصلون عليه".
|