التاريخ: تموز ٦, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
القاهرة تقيّد التغطية الإعلامية لقتلى الجيش
السيسي في شمال سيناء أعلن إحباط "إمارة" إسلامية
نفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الغبار عن لباسه العسكري وحمل نجوم المشير للمرة الاولى منذ استقالته من منصب وزير الدفاع، وبعد 465 يومًا من آخر ظهور عسكرياً له، وذلك خلال زيارة لشمال سيناء السبت، الامر الذي أثار جدلاً واسعاً.

ولئن كان السيسي ابلغ أفراد القوات المسلحة أنه زار سيناء باللباس العسكري "تقديراً لكم، احتراماً لكم"، فان الجدل في شأن هذا اللباس تجاوز أبعاد الزيارة أحياناً، وتداول عدد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لزيارة الرئيسي المصري مصحوباً بتعليق صوتي للإعلامية لميس الحديدي، وهي أيضاً زوجة الاعلامي عمرو أديب، ينطوي على انتقاد للزيارة.

وهذا المقطع الذي حمل عنوان "هجوم لميس على الرئيس السيسي" أبرزته الصفحات المنسوبة الى "الاخوان المسلمين" والمؤيدة للجماعة. ونقلت شبكات اخبارية عن الحديدي قولها في الشريط: " السيسي خائف حتى وهو وسط الجيش المصري".

الا أن صحيفة "المصري اليوم" كشفت أن الفيديو "مُفبرك"، إذ ان الشريط الأصلي يوضح أن الإعلامية المصرية وجهت حديثها الى الرئيس المعزول محمد مرسي في آذار 2013، بعدما عرضت مقطع فيديو مسجلاً لعملية حماية مرسي، لدى أدائه صلاة الجمعة في مسجد المنطقة العسكرية المركزية بالعباسية.

وقالت الحديدي في مقطع الفيديو الأصلي: "لم نر هذه الصورة من قبل، ما هذه الثكنة العسكرية التي تصلي فيها يا ريس أنت وسط الجيش المصري... واضح إنك قلق من الجيش المصري حتى تضع حرساً تابعاً للحرس الجمهوري وأنت وسط رجال القوات المسلحة، هذا معناه أنك خائف حتى وأنت تصلي".
وكان مرسي في الشريط واقفاً في الصف الأول مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، اذ كان وزيراً للدفاع، وعدد كبير من قادة القوات المسلحة.
 
"ولاية اسلامية"
وفي كلمة له أمام عدد من ضباط الجيش وجنوده خلال زيارته المفاجئة لشمال سيناء، قال الرئيس المصري إن المتشددين الذين هاجموا عدداً من المكامن العسكرية في شمال سيناء الأسبوع الماضي حاولوا إقامة ولاية إسلامية، لكن الجيش تصدى لهم وكبدهم خسائر "غير متصورة"، في اشارة الى الاشتباكات العنيفة في المنطقة المضطربة بين الجيش وعناصر جماعة "ولاية سيناء "التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينتي الشيخ زويد ورفح.وأكد ان "كلمة تحت السيطرة لا تكفي، الامور مستقرة تماماً"، لافتاً الى ان "مساحة سيناء ستة الاف كيلومتر مربع، بينما رفح والشيخ زويد والعريش لا تمثل خمسة في المئة من مساحتها ... وان حجم القوات الموجودة في سيناء، واحد في المئة والقوات الجوية التي تتدخل تمثل واحداً في المئة ايضاً والجيش قادر على أن يقدم ألف مرة أكثر مما فعله". واضاف ان "الهجوم على القوات في الشيخ زويد... كان يهدف الى ارسال صورة غير حقيقية عن الأمن والاستقرار في مصر، والنيل من كرامة مصر وشعبها، لكن أبناء الشعب المصري من رجال القوات المسلحة استبسلوا في الدفاع عن شرف مصر بكل عزة واقتدار".

وقال الجيش إن 17 من جنوده وأكثر من 100 متشدد قتلوا في الاشتباكات والعمليات العسكرية التي حصلت الأربعاء الماضي.
وأفادت مصادر أمنية الجمعة أن القوات التي تمشط المنطقة عثرت على رفات أربعة جنود آخرين.

ووصف السيسي نظام الرئيس المعزول محمد مرسي الذي ينتمي إلى "الاخوان المسلمين" بأنه كان "دينياً فاشياً" وقال إن رسالة المتشددين كانت "احنا ... بعد سنتين بنعلن أن في ولاية إسلامية (بمفهومهم يعني) في سيناء. يعني احنا هنفذ ده بالقوة.... ما تتصوروش حجم الخسائر... اللي غير متصور في أهل الشر اللي كانوا قاموا بالعمل ده يوم الأربعاء اللي فات".

وقدر السيسي عدد قتلى المتشددين بما لا يقل عن 200.
ومثل هجوم الأربعاء تصعيداً كبيراً للعنف في شبه جزيرة سيناء التي تتاخم إسرائيل وقطاع غزة، وهو ثاني هجوم كبير تشهده مصر الأسبوع الماضي. وقتل النائب العام هشام بركات الاثنين في انفجار سيارة مفخخة في القاهرة.

وحمل وزير الخارجية المصري سامح شكري في بيان "الاخوان المسلمين" المسؤولية عن الهجمات الاخيرة، وخصوصا اغتيال النائب العام. ورأى شكري أن "التنظيم العالمي للاخوان المسلمين والجماعات المرتبطة به أعلنت الحرب على مصر خلال شهر رمضان".
 
اجراءات قانونية
الى ذلك، أعلن مسؤولون أنه سيكون في مقدور السلطات المصرية اتخاذ اجراءات قانونية ضد الصحافيين الذين ينشرون حصيلة "خاطئة" لقتلى قوات الجيش في هجمات الجهاديين اذا تناقضت مع حصيلة البيانات الرسمية، وذلك بموجب مشروع قانون جديد للارهاب.
وقضت محكمة مصرية بمعاقبة 25 شخصاً، بينهم 14 يحاكمون غيابياً، بالسجن المشدد عشر سنين في قضية تتصل بأعمال العنف أعقبت عزل محمد مرسي عام 2013.