شن الطيران السوري مئة غارة على مدينة الزبداني مدشناً معركة أطلقتها قوات النظام و «حزب الله» للسيطرة على المدينة في شمال غربي دمشق وقرب حدود لبنان بهدف تأمين طريق دمشق - بيروت، بالتزامن مع شن مقاتلي المعارضة هجوماً على حي جوبر شرق العاصمة، في وقت سيطرت فصائل إسلامية على موقع استراتيجي في حلب شمال البلاد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «محيط مدينة الزبداني شهد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف آخر، إثر هجوم عنيف بدأه حزب الله اللبناني وعناصر الفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري) على الزبداني، في محاولة للتقدم فيها والسيطرة عليها، ترافق مع قصف عنيف من قوات النظام على تمركزات للمقاتلين ومناطق في المدينة وأطرافها، وتنفيذ الطيران الحربي أكثر من 20 غارة على مناطق في المدينة ومحيطها».
وكانت المناطق ذاتها تعرضت أمس لأكثر من 90 ضربة بالبراميل المتفجرة والصواريخ من طائرات النظام الحربية والمروحية، تمهيداً لبدء الهجوم. وعمد مقاتلو المعارضة الجمعة إلى تنفيذ «هجوم استباقي» على حاجز الشلاح عند المدخل الشرقي للمدينة، في محاولة للسيطرة عليه، لكنهم لم ينجحوا. وأوقع الهجوم العديد من القتلى في صفوف الطرفين.
وشكلت الزبداني قبل بدء النزاع ممراً للتهريب بين سورية ولبنان، وهي من أولى المدن التي انتفضت ضد النظام في منتصف آذار (مارس) 2011، ودخلت تحت السيطرة الكاملة لفصائل المعارضة منذ أواخر 2013. وتشرف الزبداني على الطريق بين الشام وبيروت، ويقيم فيها أكثر من 65 ألف شخص، بالإضافة إلى أعداد من النازحين من مناطق أخرى، وفق سكان.
وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، أن «كتائب الثوار صدت هجوم النظام وحزب الله على مدينة الزبداني من جهة قلعة الزهراء ومنطقة الجمعيات غرب المدينة، تحت غطاء ناري كثيف بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والقذائف المدفعية وعشرات الصواريخ أرض- أرض، إضافة لغطاء جوي يساند الهجوم». وأشارت إلى أن «الثوار تمكنوا من التصدي للهجوم وإفشال العملية العسكرية، حيث تم إجبارهم على التراجع إلى مواقعهم بعد مواجهات عنيفة أوقعوا خلالها قتلى وجرحى في صفوفهم».
وأعلنت القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية، التي تضم أكبر الفصائل المعارضة بينها «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش، بدء معركة جوبر شرق العاصمة، قابلتها قوات النظام بشن 20 غارة. وأشار «المرصد» إلى سقوط قذائف على أحياء شارع بغداد وفي منطقة الزبلطاني وقرب مقبرة الدحداح ومنطقة برج 8 آذار في الزبلطاني المجاور لحي جوبر.
في الشمال، قال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «سيطرت غرفة عمليات فتح حلب المؤلفة من مجموعة فصائل مقاتلة بينها لواء صقور الجبل وحركة نور الدين زنكي ولواء الحرية الإسلامي، بشكل كامل على مركز البحوث العلمية الواقع عند الأطراف الغربية لمدينة حلب» بعد معارك بدأت بعد ظهر الجمعة. ورأى أن «هذا الإنجاز هو تقدم استراتيجي بارز بالنسبة إلى معركة حلب خلال السنتين الماضيتين»، مشيراً إلى أن السيطرة على المركز «تعرض للخطر حي حلب الجديدة والأحياء الغربية الأخرى الواقعة تحت سيطرة النظام».
وكان عناصر المعارضة تمكنوا في 17 أيار (مايو) من الاستيلاء على حي الراشدين المتاخم لمركز البحوث. وقال خبراء أنه بفقدانه مركز البحوث العلمية، فقد النظام خط دفاع مهماً، ما يجعل سيطرته على الأحياء في غرب حلب أكثر هشاشة. في الوقت نفسه، تواصلت المعارك «بشكل عنيف جداً» في محيط حي جمعية الزهراء، وفق «المرصد» الذي تحدث عن تقدم لقوات النظام.
في شمال شرقي البلاد، دارت معارك كر وفر بين قوات النظام و «داعش» جنوب مدينة الحسكة سيطر خلالها الطرف الأول على حي النشوة الشرقية، وسط استمرار المعارك في أحياء عدة «حيث تدور معارك متفاوتة العنف بين الطرفين، وتعتمد بشكل رئيسي على القناصة من الطرفين»، وفق «المرصد».
وبثت «داعش» فيديو اظهر إعدام عناصره بمسدسات 25 من القوات النظامية في المسرح الروماني الأثري في مدينة تدمر التي سيطر عليها التنظيم في 20 ايار (مايو) الماضي، علماً ان عملية الاعدام حصلت في 27 ايار. كما تضمن الفيديو عملية تفجير سجن تدمر بعدما تم نقل الـ 25 منه الى المسرح لاعدامهم.
تفاصيل
شن الطيران السوري حوالى مئة غارة على مدينة الزبداني مع بدء عملية عسكرية واسعة من القوات النظامية و «حزب الله» على المدينة شمال دمشق قرب حدود لبنان، في وقت اندلعت مواجهات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية شرق العاصمة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «محيط مدينة الزبداني شهد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف آخر، إثر هجوم عنيف بدأه حزب الله اللبناني وعناصر الفرقة الرابعة على الزبداني، في محاولة للتقدم فيها والسيطرة عليها، ترافق مع قصف عنيف من قوات النظام على تمركزات للمقاتلين ومناطق في المدينة وأطرافها، وتنفيذ الطيران الحربي أكثر من 15 غارة على مناطق في المدينة ومحيطها».
وكانت المناطق ذاتها تعرضت أمس لأكثر من 90 ضربة بالبراميل المتفجرة والصواريخ من طائرات النظام الحربية والمروحية، تمهيداً لبدء الهجوم.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، أن «وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع المقاومة اللبنانية، بدأت عملية عسكرية واسعة في مدينة الزبداني (...) بعد أن أحكمت الطوق على التنظيمات الإرهابية المتحصنة في المدينة. وأضافت أن هذه الوحدات «تتقدم حالياً باتجاه أهدافها من محاور عدة، وتكبد الإرهابيين خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد».
وعمد مقاتلو المعارضة الجمعة إلى تنفيذ «هجوم استباقي» على حاجز الشلاح عند المدخل الشرقي للمدينة، في محاولة للسيطرة عليه، لكنهم لم ينجحوا.
وأوقع الهجوم العديد من القتلى في صفوف الطرفين.
وشكلت الزبداني قبل بدء النزاع ممراً للتهريب بين سورية ولبنان، وهي من أوليات المدن التي انتفضت ضد النظام في منتصف آذار (مارس) 2011، ودخلت تحت السيطرة الكاملة لفصائل المعارضة منذ أواخر 2013.
في نيسان (أبريل)، نفذ مقاتلو «حزب الله» والقوات النظامية عملية عسكرية واسعة طردوا خلالها مقاتلي المعارضة من منطقة القلمون الحدودية مع لبنان والتي تشكل الزبداني امتداداً لها، إلا أن المئات من المقاتلين تحصنوا في مناطق جبلية على الحدود، فنفذ «حزب الله» عملية جديدة الشهر الماضي نجح خلالها في إبعادهم من الحدود.
وتشرف الزبداني على الطريق بين الشام وبيروت، ويقيم فيها أكثر من 65 ألف شخص، بالإضافة إلى أعداد من النازحين من مناطق أخرى، وفق سكان.
من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، إن «كتائب الثوار صدت هجوم النظام وحزب الله على مدينة الزبداني من جهة قلعة الزهراء ومنطقة الجمعيات غرب المدينة، تحت غطاء ناري كثيف بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والقذائف المدفعية وعشرات الصواريخ أرض- أرض، إضافة لغطاء جوي يساند الهجوم». وأشارت إلى أن «الثوار تمكنوا من التصدي للهجوم وإفشال العملية العسكرية، حيث تم إجبارهم على التراجع إلى مواقعهم بعد مواجهات عنيفة أوقعوا خلالها قتلى وجرحى في صفوفهم».
وكانت الفصائل العسكرية في مدينة الزبداني تمكنت أول من أمس، من توجيه ضربة استباقية، بعد إعلان النظام نيته اقتحام المدينة وحشده المئات من عناصر «قوات الدفاع الوطني» و «حزب الله»، حيث قامت بهجومٍ مباغت في عملية أطلقت عليها «البركان الثائر»، ونجحت في السيطرة على حاجزَي الشلاح والقناطر، إضافةً إلى بناء الثلج وبناء سناك التنور في محيط الشلاح وقتل عدد كبير من الجنود.
في شرق دمشق، قال «المرصد» إن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في أطراف حي جوبر من جهة الزبلطاني، بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي 4 غارات على مناطق في حي جوبر، ما أدى لأضرار مادية».
كما سقط المزيد من القذائف التي استهدفت مناطق وسط العاصمة، حيث سقطت قذائف على مناطق في شارع بغداد وفي منطقة الزبلطاني وقرب مقبرة الدحداح ومنطقة برج 8 آذار في الزبلطاني، فيما كانت سقطت عدة قذائف على أماكن قرب شارع 29 أيار ومحيط ساحة الأمويين، ما أدى لسقوط جرحى وقتيل على الأقل، وفق «المرصد».
من جهة أخرى، أفادت شبكة «الدرر الشامية»، بأن «المعارك احتدمت شرق دمشق وسط غارات جوية وقصف بالأسلحة الثقيلة» من القوات النظامية. وأفاد ناشطون بأن «اشتباكات عنيفة تدور في منطقة المواصلات خلف سوق الهال بالزبلطاني شرق دمشق، بعد هجومٍ مفاجئ من كتائب الثوار على مواقع قوات الأسد، بالتزامن مع استهدافهم لبرج الثامن من آذار الذي يتحصن فيه جنود النظام، بعدة صواريخ وقذائف الهاون، في حين قامت قوات الأسد باستخدام كافة أنواع الأسلحة من مدفعية ودبابات والطيران الحربي لصد تقدم الثوار».
وتحدثت عن ثلاث غارات شنها الطيران على حي جوبر ومناطق في الغوطة الشرقية لدمشق. |