التاريخ: تموز ٤, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
سنتان على عزل مرسي ومصر في النفق ومقتل 35 متشدداً في غارات للجيش في سيناء
بعد سنتين من عزل الجيش الرئيس المصري محمد مرسي، لم تخرج مصر بعد من النفق اذ شهدت في الأيام الأخيرة هجمات لا سابق لها من حيث الأهداف والاتساع، وتحدثت مصادر أمنية عن مقتل 35 متشدداً في غارات جوية على أهداف لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي اتهمت اسرائيل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بدعمه.

وأوضحت المصادر أن القتلى شاركوا في القتال الذي شهدته محافظة شمال سيناء الأربعاء وأدى إلى مقتل مئة متشدد و17 من أفراد الجيش، بينهم أربعة ضباط، استناداً الى بيان الناطق العسكري.

واقتحم الجيش، بدعم جوي، قواعد المتشددين جنوب مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء ودمروا مركبات ومنشآت لتخزين الأسلحة. كما فكك جنود فتيل 15 قنبلة كانت مزروعة على الطرق ومشطوا محيط قسم شرطة الشيخ زويد الذي حاصره المتشددون بالمتفجرات الأربعاء. وعادت الاتصالات التلفونية بشمال سيناء بعد قطع الشبكات والاتصالات قرابة 15 ساعة متصلة، وذلك تزامناً مع استمرار الحملة الأمنية في عمليات دهم مستمرة في سيناء.

ورأى مفتي الجمهورية الشيخ شوقي علام أن "ما يقوم به الإرهابيون في مصر وسواها من حملات تخريب لمنشآت الدولة وقتل موجه لرجال الجيش والشرطة والمدنيين ودور العبادة تحت دعوى الجهاد في سبيل الله، إرجافٌ وإفساد في الأرض وليس جهاداً كما يدعون زوراً وبهتاناً". ووصف في فتوى هؤلاء بأنهم "بغاة" و"خوارج"، مناشداً ولاة أمور المسلمين "التصدي لهؤلاء المتطرفين الإرهابيين بما يكسر شوكتهم ويستأصل شرهم".

اسرائيل
وفي مركز اسرائيلي لأمن الانترنت، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو :"قلوبنا مع الشعب المصري. نقدم تعازينا للحكومة المصرية والعائلات التي فقدت ذويها في الكفاح في وجه وحشية الإرهاب". واتهم الميجر جنرال يؤاف موردخاي، الذي يشرف على السياسة المدنية لإسرائيل حيال غزة، عضوَي "حماس" في غزة عبد الله قشطة ووائل فرج بتقديم الدعم لمتشددين مرتبطين بـ"الدولة الإسلامية" في شبه جزيرة سيناء. وقال إنهما ضالعان في تدريب مقاتلين وتهريب الجرحى من سيناء الى غزة لعلاجهم.

وهو كان يتحدث بالعربية في مقابلة مع قناة "الجزيرة". وأفاد أن اسرائيل تعلم أن "حماس" في غزة تساعد "ولاية سيناء"، ذراع تنظيم "الدولة الاسلامية" في مصر، في التسليح والتنظيم، مؤكداً أنه تحقق من هذه المعلومات. وأضاف أن قشطة شارك في تدريب أعضاء في التنظيم، وفرج، وهو قائد كتيبة في "كتائب عز الدين القسام"، هرب مقاتلين من سيناء الى مستشفيات في قطاع غزة لتلقي العلاج.

ورد الناطق باسم "حماس" سامي أبو زهري بأن الاتهامات محاولة للإضرار بعلاقة الحركة بمصر، مشدداً على أن "الأجهزة الامنية في غزة تقوم بضبط الحدود بشكل صارم وتمنع الانتقال من غزة وإليها عبر الحدود"، و"هذا التحريض الإسرائيلي السخيف لن ينطلي على أحد". لكن الرواية الاسرائيلية وجدت صداها لدى الجانب المصري، إذ قالت مصادر أمنية وعسكرية مصرية إن فلسطينيين، بينهم أفراد من "حماس"، شاركوا في معارك سيناء هذا الأسبوع.

عزل مرسي
وفي ذكرى عزل مرسي، قال محمد نبيل، العضو في حركة "شباب 6 ابريل" إن البلاد تشهد "عودة القمع والاعتقالات التعسفية"، محذراً من أن "الفشل السياسي كامل، وعلى جميع الصعد".

ورأت نائبة مدير منظمة العفو الدولية للشرق الاوسط وشمال افريقيا حسيبة حاج صحراوي، أن "السلطات المصرية أظهرت أنها لن تتراجع امام شيء في محاولاتها لسحق كل من يتحدى سلطتها".

ورأى اريك تراغر من "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أن "العديد من المصريين يدعمون بشكل واسع حملة القمع، وقد سئموا انعدام الاستقرار السياسي وباتوا يشعرون بالهلع حيال تزايد الهجمات الإرهابية في المدن الكبرى". وبعد سنتين من إزاحة مرسي،لا يزال إنعاش الاقتصاد من التحديات الكبرى المطروحة على الرئيس المشير عبدالفتاح السيسي وقت تعاني البلاد تضخماً بلغ نسبة 13,5 في المئة وعجزاً في الموازنة بنسبة 12 في المئة.