التاريخ: تموز ٤, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
واشنطن تدعو إلى هدنة فورية في اليمن حتى عيد الفطر بعدما صنّفت الأمم المتحدة الوضع في أعلى درجات الأزمات الإنسانية
مع استمرار المعارك بين المتمردين الحوثيين وموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي في الساعات الـ24 الاخيرة في اليمن، تزامناً مع الغارات الجوية للتحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية على مناطق عدة من البلاد، أبدت الولايات المتحدة قلقها البالغ من الوضع الانساني الكارثي الذي يسود اليمن حالياً والذي صنفته الامم المتحدة في المستوى الثالث وهو اعلى درجات الازمات الانسانية.

صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي بأن الولايات المتحدة تنضم الى الامم المتحدة والمجتمع الدولي في دعوتهما الى هدنة انسانية فورية في اليمن حتى عيد الفطر، كما اقترح الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون.

وقال في بيان إن الهدنة بالتزامن مع الاتفاق على وقف الاشتباكات المسلحة في كل المناطق بما في ذلك عدن وتعز ومأرب سيسمح لمنظمات الاغاثة الدولية بإيصال المواد الغذائية والطبية التي يحتاج اليها المواطنون اليمنيون وكذلك السلع التجارية الحيوية التي تعتمد عليها البلاد.

وأكد استمرار تعاون الولايات المتحدة مع المنظمات الانسانية للمساعدة في تسهيل ارسال مواد الاغاثة، مشيرا الى ان الهدنة الانسانية تستطيع ان تدعم الجهود لايجاد مساحة لإجراء حوار سياسي بناء في اطار العملية التي تقودها الامم المتحدة والتي يضطلع فيها الاطراف اليمنيون كافة بدور مهم.

المعارك
ميدانياً، استهدفت غارات التحالف العسكري ليل الخميس مواقع للمتمردين في شمال عدن، فقتل ستة منهم، فيما أدت المعارك في جعولة والبساتين وبئر احمد الى مقتل سبعة من المتمردين وثمانية في صفوف المجموعات الموالية للحكومة، استناداً الى مصادر عسكرية.

وأشارت المصادر الى ان الحوثيين وحلفاءهم من الوحدات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح تمكنوا من السيطرة على قاعدة اللواء 31 في سلاح المدرعات في منطقة بئر احمد غرب عدن وأجبروا مسلحي "لجان المقاومة الشعبية"، التي تضم متطوعين موالين لحكومة هادي لقتال الحوثيين، على التراجع.

وتواصلت المعارك العنيفة أمس في محيط القاعدة حيث تحدث مصدر في "لجان المقاومة الشعبية" عن "ارسال 150 مقاتلا مساء تعزيزات الى جبهة بئر احمد لاستعادة المعسكر الذي خسرناه".

في المقابل استعاد مقاتلو "لجان المقاومة الشعبية" حي البساتين في عدن الذي سيطر عليه المتمردون ساعات عدة الخميس، بعد معارك بالاسلحة الثقيلة خلفت قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، كما أفادت مصادر عسكرية موالية لهادي.

وكشف مسؤول حكومي ان طائرات التحالف استهدفت "من طريق الخطأ" كلية الهندسة والحقوق التابعة لجامعة عدن والخاضعة لسيطرة الموالين لهادي. وقال مسؤول حكومي آخر إن الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح استمروا في قصف احياء سكنية عدة في المدينة، وخصوصاً المنصورة ودار سعد والممدارة والحسوة والشعب والتقنية وبئر فضل، الأمر الذي أوقع قتلى وجرحى.

واشار مدير مكتب الصحة والسكان في عدن الخضر لصور الى سقوط "خمسة قتلى مدنيين بينهم صبي، واصابة 89 آخرين، خلال الساعات الـ24 الاخيرة وذلك اثر قصف لمنازلهم في عدن".

ووصف الوضع الانساني في عدن بأنه كارثي في ظل النقص في المواد الاساسية وتفشي امراض مثل التيفوئيد والملاريا وحمة الضنك التي ظهرت مع تدهور الاوضاع الصحية والتي يتعذر معالجتها بسبب النقص في الادوية.
وفي محافظة ابين المجاورة، قتل خمسة من أفراد "قوات الحرس الجمهوري الموالية لعلي صالح في مكمن في ضواحي مدينة لودر".
وروى شهود ان ثمانية من الحوثيين قتلوا وان أربعة آخرين جرحوا في مكمن في مديرية مقبنة غرب مدينة تعز.

وشنت طائرات التحالف ليلا غارات عدة على مواقع المتمردين في صنعاء. واستهدفت الغارات منزل العميد يحيى محمد عبدالله صالح أبن شقيق الرئيس السابق وسط صنعاء. كما قتل أربعة حوثيين وأصيب ثلاثة آخرون في غارات استهدفت منزل القيادي الحوثي علي الناشري في حي الجراف شمال صنعاء.

وعاودت طائرات التحالف قصف مكتب أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس السابق وسط صنعاء. كذلك شنت غارتين جويتين على مواقع للحوثيين في حي الجراف شمال صنعاء، فضلا عن ثلاث غارات على مخازن للأسلحة في فج عطان بالعاصمة، تسببت بانفجارات ضخمة.

وشمالا، شنت طائرات التحالف العسكري أربع غارات على مواقع عدة للحوثيين في معقلهم في محافظة صعدة، فضلا عن 15 غارة في منطقة حرض بمحافظة حجة الحدودية مع السعودية.
وفي محافظة مأرب، قال شهود ان طيران التحالف يشن غارات جوية على مواقع الحوثيين في منطقة العطيف بجبهة صرواح غرب المحافظة.

على صعيد آخر، قتل اربعة اشخاص يشتبه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة"، بينهم سعودي وكويتي، في غارة لطائرة أميركية من دون طيار في مدينة المكلا بجنوب شرق اليمن والتي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.