التاريخ: حزيران ٩, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
ديبلوماسيون في باريس: حان الوقت لتنحّي الأسد والبحث عن شخصية انتقالية
باريس - سمير تويني
رأت مصادر ديبلوماسية في باريس ان "نظام الرئيس السوري بشار الاسد دخل العناية الفائقة حتى ان درجة التشكك في مستقبله داخل طائفته والأوساط القريبة منه أكبر من أي وقت مضى بعد الخسائر الذي مني بها في وسط سوريا على يد (الدولة الاسلامية) داعش وفي شمالها على يد جيش الفتح وفي جنوبها على يد الجيش السوري الحر".
 
وقالت إنه خلال اجتماع ضيق في باريس في شأن الوضع في سوريا، على هامش الاجتماع المصغر للائتلاف الدولي لمحاربة داعش، جرى البحث عن شخصية علوية معتدلة تكون مقبولة لدى المعارضة السورية لإدارة حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات ويبدو ان ثمة اقتناعاً بأنه حان وقت لتنحي الاسد وانتقاله الى دولة لم توقع معاهدة روما الخاصة بمحكمة العدل الدولية".
وشهدت سوريا في الأسابيع الماضية تدهوراً ملحوظاً بعد سقوط مدينة تدمر في يد "داعش" الذي يسيطر على نصف سوريا تقريباً والمناطق الحدودية والمعابر بين العراق وسوريا والأردن وسوريا والمطارات العسكرية في الصحراء.

أما في شمال غرب سوريا، فسجل "جيش الفتح" انتصارات على النظام السوري في منطقة أدلب، حتى ان المعارضة السورية باتت تهدد مناطق اللاذقية معقل النظام السوري.
وتعود هذه التحولات في السياسة الإقليمية الى التعاون الاقليمي بين المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر من أجل اسقاط الاسد وتقديم سلاح متطور للمعارضة السورية.

وأفادت المصادر ان دولاً خليجية طالبت بأن يبدأ التنسيق العسكري والسياسي مع "جبهة النصرة" على رغم ادراجها على لوائح المنظمات الارهابية بغية انشاء قوة عسكرية موحدة قادرة على مواجهة النظام السوري و"داعش" معاً.

وهذا ما حصل مساء الأحد عندما اغارت طائرات الائتلاف على مواقع لـ"داعش" في شمال سوريا لمساندة "جيش الفتح" الذي تشكل "النصرة" القوة الرئيسية فيه.

واضافت ان "تدهور الوضع العسكري دفع حليف النظام السوري، حزب الله وايران، الى إرسال مزيد من المقاتلين لحماية العاصمة دمشق من تهديد داعش والمعارضة السورية، مما أدى الى تململ داخل الطائفة الشيعية اللبنانية وخصوصاً بعد ارتفاع عدد القتلى في صفوف مقاتلي حزب الله في معركة القلمون ورفض ابناء الطائفة التجنيد للقتال داخل سوريا نتيجة لذلك".

ولفتت الى ان "هذا الوضع الخطير الذي وصل اليه النظام، يعرض الطائفة العلوية لضغوط ومخاوف كبيرة على مستقبلها ومصيرها في حال سقوط مناطقها في أيدي المقاتلين الإسلاميين المتطرفين. والمذنب بالطبع هو الرئيس بشار الاسد المتهم بتدمير البلاد والوضع الذي وصلت اليه الطائفة العلوية المعرضة لخطر وجودي بسبب اشتباكها مع التنظيمات المتطرفة... كما ان حلفاء النظام يخشون اللحظة التي ستفتح فيها سجلات نظام الاسد وتعرض هذا النظام منذ ١٩٨٠ للذين اشتبه في كونهم ناشطين داخل المعارضة السورية والاخوان المسلمين، وهذا بالطبع سيزيد النقمة والانتقام داخل الغالبية السنية بشكل عام والمتطرفين بشكل خاص".

ولاحظت المصادر ان "العلويين بدأوا ينزحون الى مناطقهم في شمال غرب سوريا، كما نمت الشكوك بين ابناء الطائفة، بحيث يجري التخلص من الذين يشتبه في تعاونهم مع المعارضة.
كما ان ثمة مخاوف داخل الطائفة الدرزية التي تعاونت مع النظام السوري. وصدرت عن مراجع روحية درزية اخيراً دعوات الى عدم الاتكال على الجيش السوري الذي لم يعد في امكانه حماية المناطق الدرزية بجنوب سوريا بل الاتكال على نفسها لحماية ابنائها".