القاهرة – أحمد مصطفى كرر الرئيس عبدالفتاح السيسي، في ختام جولة أوروبية قادته إلى ألمانيا والمجر، تعهداته بإجراء الاستحقاق التشريعي قبل نهاية السنة الجارية. وسط مساعٍ حزبية لتشكيل تحالف موحد لخوض المنافسة على مقاعد البرلمان الجديد (568 مقعدا).
وكان السيسي عاد إلى القاهرة أمس، بعدما اختتم زيارة إلى بودابست، بوضع أكليل من الزهور على النصب التذكاري الرسمي، وإجراء حديث مع التلفزيون الرسمي المجري، أشاد خلاله بالعلاقات المصرية – المجرية المتميزة، مؤكداً الإرادة السياسية لدعمها وتطويرها، ومنوها بأن الفترة المقبلة ستشهد دفعة للتعاون بين البلدين في كل المجالات السياسية والاقتصادية، والثقافية والتعليمية والسياحية، كما تناول مجمل تطورات الأوضاع على الساحتين الداخلية والإقليمية.
كما اجتمع السيسي مساء أول من أمس برئيس البرلمان المجري لاسلو كوفير، على مأدبة عشاء، حيث أكد إجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الجاري، تنفيذاً لخارطة الطريق التي أعلنت عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، واِستكمال البناء المؤسسي والديموقراطي في مصر، وتبرأ السيسي من إرجاء التشريعيات، مشيرا إلى أنه كان من المقرر أن يتم انتخاب مجلس النواب الجديد في آذار (مارس) الماضي، إلا أن قرار المحكمة الدستورية بضرورة مراجعة قوانين الانتخابات أدى إلى تأجيلها.
وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، أن رئيس البرلمان المجري رحب خلال اللقاء، بالسيسي معتبراً أن زيارته للمجر تعد خطوة مهمة وكبيرة في تاريخ العلاقات بين البلدين. كما أشاد كوفير بالجهود التي تبذلها مصر لتحقيق الاستقرار على المستويين الداخلي والإقليمي، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا على أوروبا.
وأكد رئيس البرلمان المجري اهتمام بلاده بأمن مصر واستقرارها ودعمها التام لجهودها لتحقيق التنمية الشاملة، منوهاً باستعداد بلاده لتعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، ولاسيما مجالي التعليم والثقافة وكذا في المحافل الدولية. ورحب رئيس البرلمان المجري بالطلاب المصريين الدارسين في المجر، كما أعرب عن أمله في دعم العلاقات البرلمانية بين البلدين، عقب انتخاب مجلس النواب المصري الجديد الذي سيساهم في تحقيق المزيد من الاستقرار في مصر.
من جانبه أكد الرئيس المصري العلاقات المتميزة بين البلدين، وما لمسه من تفاهم وتطابق في الرؤى حيال العديد من الموضوعات سواء على الساحة الداخلية المصرية أو على الصعيد الإقليمي.
وشكر السيسي رئيس البرلمان المجري على حفاوة الاستقبال والأجواء الإيجابية التي تسود الزيارة وما أسفرت عنه المحادثات بين الجانبين من اتفاقات وتوافق في الرؤى، مؤكدا الدور الثقافي والتاريخي للمجر، وعلى تلاقي الدولتين في هذا المنحى يزيد من مساحات التفاهم وييسر من تعزيز العلاقات الثنائية بينهما في المجالات كافة.
في موازاة ذلك تعقد مجموعة من الأحزاب اجتماعاً الثلثا دعا إليه حزب المحافظين للبحث في تشكيل قوائم انتخابية موحدة.
وأوضح أمين التنظيم في حزب المحافظين بشوي شلش، أن حزبه وجه الدعوة لرؤساء 19 حزبا، وممثلي التحالفات الانتخابية الرئيسية، لحضور الاجتماع، الذي سيركز على مناقشة سبل تشكيل قائمة موحدة تضم جميع الأحزاب والقوى السياسية، حيث سيعرض المشاركون في الاجتماع مقترحاتهم بشأن القائمة الموحدة، تمهيدا لعرضها على مجلس الدراسات بالحزب لدراستها وصياغتها، وشدد شلش على رفض المحاصصة الحزبية، مؤكدا أن معايير الكفاءة والحزبية هي الحاكمة في اختيار المرشحين.
من جانبه، أعلن حزب «النور» السلفي أنه سيشارك في الاجتماع، تلبية لدعوة المحافظين، موضحا أن أبرز مقترحاته لتشكيل القائمة الموحدة، أن تعتمد على عدم إقصاء أي حزب سياسي من تلك القائمة، كذلك عدم قيادة أي حزب سياسي لتلك القائمة، وتوزيع النسب بشكل عادل.
«حماس» ليست «إرهابية» في القاهرة
رحّبت حركة «حماس» بحكم قضائي مصري يلغي حكماً أولياً باعتبارها «تنظيماً إرهابياً»، واعتبرت الحكم الجديد «تصحيحاً للخطأ السابق».
وقررت محكمة مستأنف القاهرة للأمور المستعجلة أمس إلغاء الحكم الصادر من محكمة أول درجة باعتبار «حماس» منظمة «إرهابية»، وذلك لعدم اختصاصها النظر في الدعوى. (للمزيد).
وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة أول درجة أصدرت في 28 شباط (فبراير) الماضي حكماً بإدراج «حماس» ضمن المنظمات الإرهابية بدعوى تورط عناصر من الحركة في قضية اقتحام سجن وادي النطرون، وتهريب أعضاء من جماعة «الإخوان المسلمين»، والمشاركة في قتل متظاهرين في ميدان التحرير.
ورحّب الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري بالقرار أمس، واعتبره «تصحيحاً للخطأ السابق». ورأى في بيان مقتضب أن «هذا القرار يمثل تأكيداً على تمسك القاهرة بدورها القومي تجاه القضية الفلسطينية، وهذا بلا شك ستكون له تداعياته وآثاره الإيجابية على صعيد العلاقة بين حماس والقاهرة».
كما اعتبر نائب رئيس المجلس التشريعي أحمد بحر القرار «تصويباً لمسار العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والفلسطيني، والذي أراد البعض حرف بوصلته لخدمة الأهداف الصهيونية في المنطقة». |