التاريخ: حزيران ٦, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
مجلس الأمن "غاضب" من الهجمات على المدنيين في سوريا
معارك عنيفة مستمرة في محيط الحسكة والقتلى أكثر من 100
العواصم - الوكالات نيويورك - علي بردى
استمرت المعارك العنيفة أمس في محيط مدينة الحسكة التي يحاول تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) انتزاعها من قوات النظام السوري، وقت اوقعت الغارات الجوية المتواصلة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة نحو مئة قتيل في يومين. كما استمرت الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة في محيط بلدة

محمبل وحرش بسنقول ومحيط حاجز القياسات قرب طريق جسر الشغور في محافظة إدلب. 
وقد ندد مجلس الأمن في بيان صحافي باستخدام القوات السورية البراميل المتفجرة وغيرها من الأسلحة العشوائية في سياق الحرب التي تشهدها سوريا منذ أكثر من أربع سنوات، معبرين عن "غضبهم" أيضاً من كل الهجمات على المدنيين.

واطلع أعضاء مجلس الأمن من مدير العمليات لدى مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون غينغ على تصاعد أعمال العنف أخيراً في حلب. وأبدوا "قلقهم العميق" من تصاعد مستوى العنف في سوريا، ومع تنديدهم بـ"كل أعمال العنف ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الطبية"، عبروا عن "غضبهم من كل الهجمات على المدنيين، فضلا عن الهجمات العشوائية، بما في ذلك بواسطة القصف المدفعي والجوي، مثل استخدام البراميل المتفجرة التي أفيد عن استخدامها على نطاق واسع في الأيام الأخيرة في محافظة حلب والمناطق الأخرى في كل أنحاء سوريا، مخلفة العديد من القتلى والجرحى من المدنيين، وبينهم أطفال". وأبرزوا "ضرورة احترام الواجبات المنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي في كل الأحوال من كل الأطراف"، وخصوصاً "واجب التمييز بين السكان المدنيين والمقاتلين، وحظر الهجمات العشوائية والهجمات على المدنيين والأهداف المدنية". ودعوا الى "التنفيذ الفوري والكامل"للقرارات ٢١٣٩ و٢١٦٥ و٢١٩١ والبيان الرئاسي في تشرين الأول ٢٠١٣".

وأكد أعضاء مجلس الأمن "المسؤولية الرئيسية للسلطات السورية عن حماية السكان في سوريا"، مشددين على أن "أطراف النزاع المسلح يتحملون المسؤولية الأساسية عن اتخاذ كل الخطوات الممكنة لضمان حماية المدنيين". ولاحظوا زيادة الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم "الدولة الإسلامية – داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات المرتبطين بتنظيم "القاعدة"، مطالبين الجميع بـ"التزام انهاء الأعمال الإرهابية التي ترتكب". وكرروا أن "الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره يشكل واحداً من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية إجرامية لا يمكن تبريرها أيا تكن دوافعها، وأينما وقعت، وفي أي زمان وكائناً من كان مرتكبوها". وخلصوا الى أن "الحل المستدام الوحيد للأزمة الحالية في سوريا هو من خلال عملية سياسية شاملة وبقيادة سورية من أجل التنفيذ الكامل لبيان جنيف في ٣٠ حزيران ٢٠١٢".

اعتقال 14 روسياً
وفي موسكو، نقلت وكالة "ريا - نوفوستي" الروسية للأنباء عن سفارة روسيا لدى انقرة، ان السلطات التركية أوقفت 14 روسيا بينهم طالبة في جامعة موسكو كانوا يحاولون الانتقال الى سوريا.
ونقل المصدر عن الناطق باسم السفارة ايغور ميتياكوف ان فرفارا كارولوفا (19 سنة) طالبة العلوم السياسية في جامعة موسكو التي اعلن سابقا عن توقيفها في كيليس، نقطة العبور الى سوريا، كانت في رفقة 13 آخرين.
ونقلت قناة "لايف نيوز" الروسية المعروفة بصلاتها بالاستخبارات الروسية عن مصدر في قوات الامن المحلية، ان الشرطة التركية اوقفت ايضا اربعة من اذربيجان ضمن المجموعة.

من جهة اخرى، أجرى المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف محادثات مع مساعد وزير الخارجية القطري محمد الرميحي، تناولت الوضع في اليمن والعراق وسوريا إضافة إلى سبل تنشيط التعاون الثنائي بين البلدين.

معارك عنيفة مستمرة في محيط الحسكة والقتلى أكثر من 100 

استمرت المعارك العنيفة أمس في محيط مدينة الحسكة التي يحاول تنظيم "الدولة الاسلامية" انتزاعها من قوات النظام السوري، وقت أوقعت الغارات الجوية المتواصلة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة نحو مئة قتيل في يومين.

وتتجه الانظار الى مدينة الحسكة الواقعة في شمال شرق سوريا والتي ستكون، في حال سقوطها، مركز المحافظة الثالث يخرج من سيطرة النظام بعد مدينتي الرقة الخاضعة لسيطرة التنظيم الجهادي، وادلب التي استولى عليها "جيش الفتح" المكون من "جبهة النصرة" وفصائل اسلامية في 28 آذار.
وبدأت "الدولة الاسلامية" في 30 أيار هجومها في اتجاه الحسكة، مركز محافظة الحسكة، التي تتقاسم السيطرة عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية والقوات النظامية.
وتتركز المعارك جنوب المدينة التي بات التنظيم على مسافة نحو 500 متر منها.

وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له، ان "قوات النظام تواصل استقدام تعزيزات الى المدينة".
وأفاد ناشطون ان عائلات نزحت من الاحياء الجنوبية والشرقية للحسكة التي يسيطر عليها النظام في اتجاه الاحياء الغربية والشمالية التي يسيطر عليها الاكراد خوفاً من دخول التنظيم المدينة، او من تعرض مناطقهم لقصف بقذائف الهاون.
ولم يتدخل المقاتلون الاكراد حتى الآن في المعارك .
وكانت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات انتقدت الخميس "تخاذل" الاكراد عن مساندة قوات النظام.

وأوضح المرصد أن "الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات النظام مدعومة بكتائب البعث وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها من طرف وتنظيم الدولة الإسلامية من طرف آخر في المشارف الجنوبية لمدينة الحسكة"، مضيفا ان "المنطقة تشهد منذ صباح اليوم (أمس) قصفاً عنيفاً ومكثفاً من الطيران الحربي على تمركزات للتنظيم في محيط المدينة وجنوبها".

وأسفرت العمليات العسكرية منذ نشوبها عن مقتل 71 رجلا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم قائد "كتائب البعث" في الحسكة، و48 عنصراً على الأقل من تنظيم "الدولة الإسلامية"، بينهم 11 فجروا أنفسهم بعربات مفخخة في مواقع لقوات النظام.

وعانى النظام خلال الشهرين الاخيرين سلسلة خسائر على الارض، وهو يشن منذ ايام حملة قصف جوي بالطائرات الحربية او البراميل المتفجرة على مناطق عدة خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سوريا وجنوبها وشرقها. وتسبب هذا القصف "غير المسبوق"، كما وصفه عبد الرحمن، بمقتل 94 شخصاً خلال الساعات الـ48 الاخيرة، بينهم 20 طفلاً و16 امرأة، "إضافة الى إصابة مئات آخرين بجروح ودمار في الممتلكات".

وواصلت طائرات الهليكوبتر التابعة للنظام أمس إلقاء البراميل المتفجرة على الاحياء الشرقية في مدينة حلب. وتسبب برميل سقط على حي الميسر بمقتل ثلاثة اشخاص، هم والد ووالدة وطفلهما. وروى مصور أن الدفاع المدني يبحث عن ضحايا آخرين محتملين تحت الانقاض.

على جبهة اخرى الى اقصى الشمال في محافظة حلب، تتواصل المعارك بين "الدولة الاسلامية" وفصائل المعارضة المسلحة، ومعها "جبهة النصرة" في محيط بلدة مارع.
وكان التنظيم الجهادي استولى الاسبوع الماضي على بلدة صوران القريبة من مارع والواقعة على طريق امداد رئيسي للمعارضة من تركيا الى حلب.
وفي منطقة القلمون شمال دمشق، تحدث المرصد عن مقتل ثمانية مقاتلين من "حزب الله" وقوات النظام بصاروخ اطلقته "جبهة النصرة" الخميس على مواقع لهم.

تركيا والجهاديون
وفي اسطنبول، كشفت صحيفة "جمهوريت" التركية ان الحكومة ساعدت في ادخال جهاديين الى سوريا، بعد اسبوع من موجة الغضب التي أثارها نشرها صوراً تظهر ان انقرة نقلت أسلحة الى هؤلاء ايضا.
وقالت الصحيفة المقربة من المعارضة إن أجهزة الاستخبارات التركية استأجرت أوتوبيسين استخدما في التاسع من كانون الثاني 2014 لادخال عشرات المسلحين الاسلاميين المناهضين للنظام في دمشق، الى سوريا بطريقة غير شرعية من معبر ريحانلي الحدودي. ودعما لمعلوماتها، أوردت صورا لسيارتين اعترضتهما قوى الامن التركية عقب العملية، حيث أمكن العثور على أسلحة وذخائر.

ونشرت الصحيفة الاسبوع الماضي في طبعتها الورقية كما في موقعها الالكتروني صور قذائف هاون مخبأة تحت أدوية في شاحنات مؤجرة رسميا لحساب منظمة انسانية، اعترضتها قوة درك تركية قرب الحدود السورية في كانون الثاني 2014.
وأثارت هذه القضية فضيحة عندما اكدت وثائق سياسية نشرت على الانترنت ان الشاحنات تعود الى الاستخبارات التركية وتنقل اسلحة وذخائر الى معارضين اسلاميين سوريين يواجهون نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

بوغدانوف: سوريا طلبت تنظيم جولة مشاورات ثالثة
في غضون ذلك، صرح ممثل الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف بأن الحكومة السورية طلبت من روسيا تنظيم جولة جديدة من المشاورات بينها وبين ممثلي المعارضة في موسكو للبحث عن سبل حل للنزاع السوري.
ونقلت عنه وكالة "أنترفاكس" الروسية للأنباء أن "هذا الأمر يتطلب من روسيا إجراء اتصالات إضافية مع ممثلي مختلف المجموعات المعارضة" وأن "موعد انعقاد مثل هذه الجولة من المشاورات لا يتوقف على الجانب الروسي"، لأن موسكو جاهزة لتنظيم محادثات حتى ولو اليوم.