رأى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب لقائه المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل في برلين "أن ما يحدث في مصر والمنطقة أمر عظيم جدا يجب أن تنتبهوا له جيدا". وقال: "لولا مصر ولولا شعب مصر هذا الشعب الذي خرج بالملايين من أجل مكافحة الفاشية الدينية لكان للمنطقة شأن آخر. فنحن لم نكن نستطيع أن نترك بلادنا تصل الى حرب أهلية وهي عددها 90 مليون وفيها بشر بحجم الموجودين في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال". وتساءل: "هل لو حدث هذا الأمر هل كنتم ستأتون وتساعدوننا وتعطوننا مساعدات بالطيران؟ الواقع أنكم لن تستطيعوا أن تصنعوا لنا شيئاً، في ظرف كهذا وكنا سنكون وقتها مجرد لاجئين وهذا أمر لا يمكن أن يحصل في بلدنا".
وأضاف: "ان الشعب المصري أراد التغيير في 30 يونيو (حزيران 2014) وقام بالتغيير من أجل مستقبل أفضل له ولشبابه". واشار إلى أن الرئيس السابق محمد مرسي جاء في انتخابات بنسبة 51 في المئة، لكن الشعب لم يجد وسيلة أمامه سوى الخروج إلى الشارع للتعبير عن رفضه لهذا النظام وغضبه تجاه هذا الحكم الفاشي".
وشدد على "أننا في مصر نحب الحرية والديموقراطية وعندنا قيم إنسانية رفيعة، لكننا أيضاً نمر بظروف صعبة جداً جداً". وأفاد أنه وجد خلال محادثاته مع المستشارة الألمانية وكذلك مع الرئيس الألماني يواكيم غاوك تفهماً كبيراً للواقع القائم في مصر.
وسئلت ميركل عن مساندة ألمانيا لمصر في حربها ضد الإرهاب على كل الصعد عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، فأجابت بأن هناك تعاوناً بالطبع بين ألمانيا ومصر في الوقت الحاضر و"في المستقبل سندعم مصر بشكل أكبر، ولذلك دعونا الرئيس السيسي اليوم الى هذه المحادثات، للحديث عن هذا الخطر الذي يمثله الإرهاب ليس فقط على مصر ولكن على أوروبا والعالم". والتقى الرئيس المصري نظيره الالماني أمام مقره الرسمي، بينما تجمع متظاهرون في الخارج وأطلقوا هتافات ضد الزيارة وطالبوا بالديموقراطية في مصر.
وكان رئيس مجلس النواب "البوندستاغ" الألماني نوربرت لامرت أبلغ السفير المصري في برلين الشهر الماضي انه لن يلتقي السيسي حين يزور برلين بسبب ما قال إنها "حملة ممنهجة على جماعات المعارضة واعتقالات جماعية وأحكام بالسجن لمدد طويلة وعدد لا يصدق من أحكام الاعدام". وكانت محكمة مصرية أحالت أوراق مرسي وأكثر من مئة آخرين على المفتي لاستطلاع رأيه في الحكم بإعدامهم في قضية عرفت إعلاميا باقتحام السجون. صفقة مع "سيمنس" ووقعت مجموعة "سيمنس" الصناعية الألمانية صفقة بقيمة ثمانية مليارات اورو مع مصر لتوريد محطات كهرباء تعمل بالغاز وطاقة الرياح من أجل زيادة طاقة توليد الكهرباء في البلاد بنسبة نحو 50 في المئة. وتعد الصفقة التي وقعت أثناء زيارة السيسي لألمانيا أكبر طلب منفرد على الإطلاق تتلقاه "سيمنس" ويدعم وحدتها للغاز والكهرباء التي تواجه صعوبات.
|