التاريخ: حزيران ٤, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
عمليات الموصل: أحدث المعدات لتحرير نينوى بعد سنة من سيطرة "داعش" عليها
بغداد - فاضل النشمي 
بقي نحو أسبوع واحد لاكتمال سنة العراق "العصيبة" بعد سقوط  اجزاء واسعة من محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين والانبار في يد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). صحيح ان قوات الجيش والحشد تمكّنت من استرجاع اجزاء كبيرة من محافظتي ديالى وصلاح الدين، الا ان لحظة "الانكسار" الاولى المتمثلة بسقوط الموصل لا تزال حاضرة بقوة على المستويين الرسمي والشعبي. وتبدو كل المعارك الشرسة التي خاضها ويخوضها الجيش وحلفاؤه مجرد توطئة وتحضيرات لابد منها لخوض معركة استرجاع الموصل.
 
على ان احداً لا يقلل اهمية المعارك الجانبية في صلاح الدين والانبار، لكن الاقتناع الاكثر حضورا في اذهان الجميع ان الموصل هي الهدف الاكبر. فالأمل ان يتحول "الانكسار" الأول الذي احدثته "داعش" في الجيش والدولة، خسارة ونهاية اخيرة للتنظيم الارهابي في حال طرده من الموصل. ولعل التحضيرات "الخاصة والسرية" المتواصلة لعملية تحرير نينوى، تكشف حجم الاهمية التي يعلقها جميع الاطراف على عملية التحرير المنشودة.

ويقول الموقع الرسمي لقائد عمليات تحرير نينوى اللواء الركن نجم الجبوري في "فايسبوك" انه يمضي اكثر من 14 ساعة يومياً متنقلاً من اجتماع الى آخر ومن ساحة تدريب الى أخرى، وان العمل خلف الكواليس جارٍ على قدم وساق.
وعلى رغم عدم تحديد موعد نهائي لانطلاق العمليات، الا ان القائد يؤكد ان جنوده يتدربون "على كل سيناريوات الحروب الصحراوية وحروب الشوارع والمدن".

وفي كلمة مسجلة الى أهل نينوى يكشف اللواء نجم الجبوري، ان الدولة اعدت للمعركة "أحدث ما توصلت إليه آلة الحرب في العالم"، ويؤكد ان طائرات "ف -35" وطائرات "ف - 22" وهي أحدث المقاتلات في العالم ستشترك فيها، الى باقي طائرات دول الائتلاف المقاتلة. ويضيف: "لن أدخل في أي معركةٍ تقليديةٍ معهم كالتي اعتادوها"، موضحا أن "القاصفات الاستراتيجية ستتحرك إلى مرابضها القريبة من العراق وبدورها ستحرث الأرض حرثاً، وتهدم كل تحصينات وأنفاق الأشرار، وفي يوم نينوى لن نترك منهم أحداً".

ورفض مصدر في وزارة الدفاع ايضاً تحديد موعد انطلاق عملية تحرير الموصل، لكنه اكد لـ"النهار" استمرار عمليات التجهيز للمعركة. وقال ان الحكومة اعدت سبعة ألوية عسكرية للعملية، الى جانب احتمال اشتراك فصائل "الحشد الشعبي" الشيعية والفصائل المؤلفة من ابناء نينوى. لكنه لم ينف او يؤكد اشتراك قوات البشمركة الكردية في المعركة، قائلاً ان "المفاوضات لا تزال مستمرة بين الحكومة والاكراد في هذا الشأن".

ويتوقع مراقبون للشأن العسكري ومجريات الحرب ضد "داعش" في العراق عموما، ان تتطلب عملية تحرير الموصل اشهراً، ولا يمكن انطلاقها قبل تحرير مدينة الرمادي التي تسير فيها العملية العسكرية بشكل بطيء على رغم التقدم النسبي الذي يحرزه الجيش وفصائل الحشد هناك.