التاريخ: حزيران ٢, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
اتهام النظام السوري بتأمين غطاء جوي لـ «داعش» في حلب
تعزيزات إلى ريف حلب لصد «داعش»... ومقبرة جماعية في إدلب
باريس - رندة تقي الدين - لندن - «الحياة» 
اتهم معارضون سوريون النظام بتأمين غطاء جوي لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) للتقدم في ريف حلب الشمالي والضغط على فصائل المعارضة، التي أرسلت تعزيزات لمنع التنظيم من دخول ثانية كبريات مدن سورية، بالتزامن مع دعوة «الائتلاف الوطني» المعارض دول الجوار لـ «التدخل ومنع تحول سورية إلى بؤرة لأبشع أنواع الإرهاب المتمثل بداعش و(الرئيس بشار) الأسد». وأكد مصدر فرنسي رفيع المستوى عشية انعقاد الاجتماع الوزاري ضد «داعش» في باريس اليوم، ضرورة استعجال إنجاز الحل السياسي في سورية وتشكيل هيئة حكم انتقالية بعد نكسات القوات النظامية أمام المعارضة و «داعش».

وقال نشطاء معارضون إن مقاتلات النظام شنت غارات جوية على مدينة مارع شمال حلب، بالتزامن مع حشد «داعش» عناصره للتقدم إلى المدينة، مشيرين الى معارك عنيفة في قرية أم الحوش المتاخمة لمارع بعدما أرسلت فصائل «الجيش الحر» تعزيزات عسكرية الى المنطقة. وأفاد موقع «سراج برس» المعارض أن المعارك تواصلت أمس لليوم الثالث على التوالي بين فصائل الثوار والتنظيم الذي يشن هجوماً كبيراً محاولاً التوغل في ريف حلب الشمالي الذي خرج عن نطاق سيطرة النظام منذ 2012. وأضاف أن «الثوار استعادوا زمام المبادرة بعد وصول مؤازرة عسكرية كبيرة من فصائل مختلفة فأوقفوا تقدم التنظيم باتجاه مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وكبدوه خسائر كبيرة في العتاد والأرواح في المعارك الممتدة على طول أكثر من 30 كلم ابتداء من مدرسة المشاة وصولاً إلى قرية حور كلس الحدودية مع تركياً شمالاً». كما أعلنت المعارضة قتل 17 عنصراً من تنظيم «الدولة»، وتصديهم لمحاولته التقدم باتجاه قرية الشيخ ريح شمال صوران.

وأفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض، بأن تنظيم «داعش» عزز وجوده في موقع الكُبر غرب دير الزور الذي قصفته مقاتلات إسرائيلية في 2007 وخضع لتفتيش دولي، لاعتقاد أطراف غربية بوجود برنامج نووي فيه.

وحض رئيس «الائتلاف» خالد خوجة في إسطنبول، الدول المجاورة بـ «التدخل لنجدة أحرار سورية وتأمين منطقة آمنة لهم، كي لا يتحول طيران نظام الأسد إلى سلاح جو لتنظيم داعش الإرهابي»، مستدركاً: «هذا يحصل الآن في حلب، حيث يقصف طيران النظام المقاتلين في المناطق التي يستعد داعش لدخولها. طيران النظام يعمل لصالح داعش علناً، هو يقصف والتنظيم يقتحم».

ويعقد وزراء خارجية وممثلون لـ22 دولة اجتماعاً في باريس اليوم للبحث في الوضع على الأرض في العراق وسورية والتحالف الدولي- العربي ضد «داعش». وقال مصدر فرنسي إن الوضع في سورية «تطور في شكل كبير منذ ٩ شهور مع سيطرة «داعش» على تدمر وضعف واضح للنظام مع خسارة إدلب ومواجهته صعوبات في جبهات أخرى»، قائلاً إن المؤتمر «فرصة للتطرق إلى الوضع في سورية لما له من تأثير في العراق مع انتقال الجهاديين عبر حدود البلدين، إذ إن الهجوم الداعشي في الرمادي كان عبر الحدود السورية- العراقية وإنه ينبغي البحث في معالجة المسألة السورية والنظر في الإسراع في الانتقال السياسي وإلا سيكون من الصعب التوصل إلى استقرار في العراق، خصوصاً أن تراجع وضع النظام غيّر المعطيات العسكرية على الأرض».

وكان «المرصد» قال إن الشهر الماضي سجل أعلى حصيلة قتلى منذ بداية العام، حيث قتل 6657 شخصا بينهم «2450 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني»، بسبب خسائر النظام في مناطق عدة.

تعزيزات إلى ريف حلب لصد «داعش»... ومقبرة جماعية في إدلب

تواصلت المعارك العنيفة أمس في ريف حلب الشمالي وسط أنباء عن نجاح فصائل المعارضة، التي أرسلت تعزيزات عسكرية لخطوط القتال، في وقف زحف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في اتجاه معاقل الثوار قرب الحدود التركية، في وقت شن طيران النظام عشرات الغارات الجوية على محافظة إدلب التي باتت الآن في شكل شبه كامل تحت سيطرة المعارضة التي تحدثت عن العثور على مقبرة جماعية خلّفها وراءهم جنود النظام المنسحبين.

وأفاد موقع «سراج برس» المعارض أن المعارك تواصلت أمس لليوم الثالث على التوالي بين فصائل الثوار وتنظيم «الدولة» الذي يشن هجوماً كبيراً محاولاً التوغل في ريف حلب الشمالي الذي خرج عن نطاق سيطرة النظام منذ عام 2012، مشيرة إلى استهداف التنظيم مدينة مارع والقرى المحيطة بها بقذائف المدفعية الثقيلة وصواريخ غراد موقعاً قتلى وجرحى.

وذكر موقع «سراج برس» أن «الثوار استعادوا زمام المبادرة اليوم الاثنين (أمس) بعد وصول مؤازرة عسكرية كبيرة من فصائل ثورية مختلفة إلى الريف الشمالي، فأوقفوا تقدم التنظيم باتجاه مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وكبدوه خسائر كبيرة في العتاد والأرواح في المعارك الممتدة على طول أكثر من 30 كلم ابتداء من مدرسة المشاة وصولاً إلى قرية حور كلس الحدودية مع تركياً شمالاً».

ولفتت إلى أن المعارضين أعلنوا مقتل «القائد العسكري لتنظيم الدولة أبو عبدالله التونسي وعدة عناصر آخرين خلال المعارك الدائرة في ريف حلب الشمالي، واستعادة نقاط كان قد تسلل إليها التنظيم، وما زالت المعارك تدور على محاور عدة» بينها محيط بلدة صوران اعزاز. وأضافت أن الثوار استعادوا أمس السيطرة على قرية أم القرى، فيما تواصلت المعارك حول قرى حساجك وأم حوش والحصية في «محاولة من الثوار اعادة فتح طريق مدرسة المشاة - مارع الذي انقطع الأحد بعد سيطرة التنظيم على قرية الحصية».

وعلى محور صوران أعزاز شمالاً، أعلن الثوار قتل 17 عنصراً من تنظيم «الدولة»، وتصديهم لمحاولته التقدم باتجاه قرية الشيخ ريح شمال صوران. ولفتت «سراج برس» إلى أن التنظيم هجّر في هجومه على ريف حلب الشمالي أكثر من 30 ألف مدني من سكان بلدة صوران أعزاز وقرى البل والكفرة والطوقلي وتلالين وغرناطة والحصية وحساجك وأم حوش.

من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن تنظيم «الدولة» قصف بعد منتصف ليلة أول من أمس بقذائف صاروخية مدينة مارع وبلدة تل رفعت وقرية تلالين، ما أدى إلى وقوع جرحى، بينما قُتل ثلاثة مواطنين جراء سقوط قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على قرية أسنبل التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة» قرب مارع.

وأضاف «المرصد» أن تنظيم «الدولة» سيطر على قرية غزل شمال بلدة صوران اعزاز بريف حلب الشمالي، مشيراً إلى أنه «ارتفع إلى 45 عدد مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية الذين استشهدوا خلال اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقتي صوران اعزاز وسد الشهباء بريف حلب الشمالي، كما قُتل ما لا يقل عن 30 عنصراً من التنظيم في الاشتباكات ذاتها».

وفي الإطار ذاته، أصدرت «هيئة قوى الثورة» في حلب بياناً ناشدت فيه كافة القوى الإقليمية والدولية «من أشقاء وأصدقاء للشعب السوري بأن يقوموا بواجبهم الأخلاقي والإنساني وذلك باتخاذ إجراءات سريعة وجادة لمنع وقوع كارثة يمكن أن تتعرض لها حلب نتيجة الحملة المستعرة التي يقودها الإرهاب المتمثل بقوات الأسد وداعش». وأضافت الهيئة أن «القوى الثورية العسكرية استنفرت كل طاقاتها لصد هذه الهجمة الشرسة».

وفي محافظة إدلب المجاورة، أفاد مدير مكتب «أريحا اليوم» مازن كشتان شبكة «الدرر الشامية» أنه تم العثور على مقبرة جماعية تضم عدداً من الجثث العائدة لأهالي المدينة «قام نظام الأسد بتصفيتهم قبيل هروبه» من اريحا الأسبوع الفائت. وأضاف أن عدد الجثث يزيد على 20 بينها اثنتان لامرأتين، مشيراً إلى أن غالبية الجثث «مفصولة الرأس ومقطوعة الأطراف، مما يجعل التعرف إلى هويتها أمراً صعباً».

وفي إدلب أيضاً، ذكر «المرصد» أن الطيران الحربي نفذ منذ صباح أمس 20 غارة على مناطق بجبل الزاوية، استهدفت بلدة احسم وبلدة مرعيان وقرية جوزف وقرية سفوهن، في حين نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في جبل الأربعين وثلاث غارات على قريتي كفرميد وعري الشمالي بسهل الروج، كما قصف مدينة بنش وبلدة كورين ومناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري المحاصر من «جبهة النصرة» والفصائل الإسلامية منذ أكثر من عامين. كما أفاد «المرصد» أن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على بلدة التمانعة بريف ادلب الجنوبي. وتابع أن قتيلاً سقط أيضاً في غارة على بلدة سراقب.

وفي محافظة حمص (وسط سورية)، نفذ الطيران الحربي 4 غارات على منطقة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية». ولفت «المرصد» إلى استمرار «الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في محيط منطقة شاعر بريف حمص الشرقي». كما وقعت اشتباكات بين الطرفين قرب منطقة شركة الفرقلس بريف حمص الشرقي. وذكر «المرصد» أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة المزارع الشرقية لمدينة الرستن وضواحي قرية أم شرشوح وبلدة الزعفرانة وقرية كيسين بريف حمص الشمالي.

وفي محافظة ريف دمشق، ذكر «المرصد» أن الطيران الحربي نفّذ 6 غارت على مناطق في الغوطة الشرقية، استهدفت مدينة عربين وأطرافها وأطراف مدينة دوما، كما قُتل عنصران من قوات النظام في محيط بلدة بالا في الغوطة الشرقية. وشن الطيران الحربي كذلك غارات على حي جوبر شرق دمشق وعلى أطراف المنطقة الصناعية بحي القابون.

وفي جنوب البلاد، تعرضت مناطق في بلدة الشيخ مسكين لقصف مدفعي وبالبراميل المتفجرة، في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على المنطقة الواصلة بين بلدتي اليادودة والمزيريب، وأماكن أخرى في بلدة عتمان، بحسب «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى تمكن «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية من السيطرة على بلدة القصير في ريف درعا الغربي «عقب اشتباكات عنيفة مع لواء شهداء اليرموك». وكانت «النصرة» والفصائل الإسلامية سيطرت أول من أمس على حاجز العلان وسد سحم الجولان في محيط بلدة سحم الجولان، عقب اشتباكات مع مقاتلي لواء شهداء اليرموك.

وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، أشار «المرصد» إلى تفجير تنظيم «الدولة» عربة مفخخة في ريف بلدة تل براك، في حين دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في محيط سجن الأحداث الذي يبعد نحو كيلومترين عن الأطراف الجنوبية لمدينة الحسكة، ترافق مع تفجير تنظيم «الدولة الإسلامية» لسيارة مفخخة في المنطقة، واستهداف دبابة لقوات النظام بصاروخ موجه، ما أدى إلى إعطابها، وسط معلومات مؤكدة عن استعادة قوات النظام السيطرة على مناطق كان التنظيم قد تمكن من السيطرة عليها في هجومه الحالي».

وأشار «المرصد» أيضاً إلى «اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في محيط قرية دغالية بالريف الجنوبي الغربي لمدينة راس العين (سري كانيه)، ما أدى إلى تقدم مقاتلي الوحدات في المنطقة وخسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم».

وفي محافظة دير الزور بشرق سورية، قال «المرصد» إن طفلة أصيبت بجروح إثر غارة للطيران الحربي على حي الحميدية صباح أمس، مشيراً إلى قصف جوي تعرضت له مناطق عدة في مدينة دير الزور ومحيطها.