التاريخ: حزيران ١, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
عشرات القتلى في غارات بسوريا ومقاتلو "الدولة الإسلامية" أحرزوا تقدّماً قرب الحدود مع تركيا
أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" أحرزوا أمس تقدماً في مواجهة مقاتلين منافسين في شمال سوريا واحتلوا مناطق قرب معبر حدودي مع تركيا، وعزز التنظيم أيضاً سيطرته في منطقة تدمر بوسط البلاد، بينما قتل عشرات الاشخاص في نهاية الاسبوع في سوريا في غارات جوية للنظام السوري.
 
قال المرصد إن متشددي "الدولة الاسلامية" سيطروا على بلدة صوران أعزاز وقريتين مجاورتين بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين آخرين، الأمر الذي يمكن التنظيم من التحرك عبر طريق يؤدي شمالاً إلى معبر باب السلامة الحدودي بين محافظة حلب السورية ومحافظة كلس التركية. وأشار الى أن المحطة التالية للمعارك ستكون مدينة أعزاز السورية التي تبعد عشرة كيلومترات إلى الشمال، وتشكل مدخلاً للتنظيم إلى المعبر الحدودي القريب منها.

وتحدث المرصد عن حريق تسبب به انفجار غازي في عيادة بمدينة القامشلي في محافظة الحسكة في الشرق أسفر عن مقتل 24 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال.
وقال إن طائرات تابعة للنظام السوري أغارت السبت على بلدة الشدادي في محافظة الحسكة، فسقط 43 مقاتلاً إسلامياً و22 مدنياً.

وتقود "وحدات حماية الشعب" الكردية المعارك خصوصاً ضد "الدولة الإسلامية" في الحسكة التي تعتبر ذات موقع استراتيجي لجميع الأطراف في الصراع لقربها من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد في العراق.
وتشن طائرات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غارات على مواقع للتنظيم في المحافظة، وهي تعمل بالتنسيق مع المقاتلين الأكراد.

"مجازر"
وقتل السبت 71 مدنياً في مدينة حلب وريفها، و20 آخرون في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب.
وأضاف المرصد أن الغارات تجددت أمس على احياء خاضعة لسيطرة المعارضة في شرق مدينة حلب، وعلى مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" في ريف حلب حيث قتل ثلاثة مواطنين.

وكانت طائرات هليكوبتر تابعة للنظام ألقت براميل متفجرة على حي الشعار في حلب، حيث نقل مصورون صوراً مروعة للدمار والجثث المدماة، وعلى مدينة الباب حيث سقطت البراميل على سوق شعبية في ساعة تشهد ازدحاماً شديداً.
ووصف المرصد وناشطون الغارات الجوية السبت بأنها "مجازر". واثار التصعيد تنديداً دولياً.

وصرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند: "هالني الاعتداء العنيف الأخير الذي قام به نظام الاسد"، وجدد موقف بلاده من حيث رفض أي دور للرئيس السوري بشار الاسد في "مستقبل سوريا".

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا في بيان: "من غير المقبول بتاتا ان تهاجم القوات الجوية السورية اراضيها عشوائياً، وتقتل مواطنيها"، مشدداً على وجوب "وقف البراميل المتفجرة".

واوردت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" خبر "ارتقاء ثمانية شهداء واصابة عدد آخر بجروح جراء اعتداء ارهابي بقذائف صاروخية أطلقها ارهابيون على حي الاعظمية في حلب" أمس.

وكانت الطائرات الحربية للنظام استهدفت كذلك السبت منطقة الزاوية في محافظة ادلب حيث قتل 20 مدنياً.
وواصل تنظيم "الدولة الاسلامية" تقدمه في منطقة تدمر حيث سيطر السبت على بلدة البصيرة جنوب المدينة التاريخية والواقعة على مفترق طرق يؤدي الى دمشق جنوباً والى حمص غرباً.
 
سجن تدمر
وفي تدمر، فجر التنظيم السبت السجن الذي يشكل احد رموز قمع النظام السوري منذ ثمانينات القرن الماضي.
وأوضح المرصد ان التنظيم "زرع عبوات ناسفة داخل السجن وفي محيطه" ثم فجّرها "مما أدى الى دمار في أجزاء واسعة من السجن".
ونشر ناشطون سوريون معارضون صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تفجير السجن ومباني مدمرة.

وفي عمان، دمرت قوات حرس الحدود الاردني فجر أمس اربع سيارات، منها اثنتان حاولتا اجتياز الحدود آتيتين من سوريا، وضبطت كمية كبيرة من المخدرات والاسلحة باحداها.

وأصدر مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية بياناً في موقع القيادة العامة للقوات المسلحة جاء فيه انه "في تمام الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الاحد حاولت سيارتان مجهولتان اجتياز الحدود السورية في اتجاه الاراضي الاردنية، وتزامن ذلك مع قدوم سيارتين من الاراضي الاردنية لاسناد عملية الاجتياز... على اثر ذلك قامت قوات حرس الحدود العاملة ضمن منطقة المسؤولية بإغلاق المنطقة من كل الاتجاهات والتعامل مع هذه السيارات بقوة وحزم وتطبيق قواعد الاشتباك المتبعة في مثل هذه الحالات". وقال إنه "تم تبادل إطلاق النار بين قوات حرس الحدود والمهربين مما أسفر عن تدمير جميع السيارات وإحراقها وضبط كميات كبيرة من المخدرات والاسلحة داخل احداها".