التاريخ: أيار ٣١, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
اشتباكات في عدن وتعز وغارات على مأرب والحديدة
شهدت عدن وتعز اشتباكات واسعة أمس بين عناصر المقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة، وجماعة الحوثيين من جهة أخرى، واستهدفت غارات جوية شنّها طيران التحالف مواقع للحوثيين في محافظتي مأرب والحديدة. كما طاولت مواقع للحوثيين في صنعاء، بينها منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في سنحان جنوب العاصمة. كما استهدفت الغارات المقر العام للقوات الجوية التابعة للحوثيين، ومستودعات أسلحة وقاعدة الديلمي في صنعاء.

في غضون ذلك، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مصادر قبلية، أن الحوثيين حقّقوا تقدُّماً أمس في منطقة الصعيد بمحافظة شبوة. وقال مسؤولون يمنيّون إن الحوثيين دفعوا أموالاً لرشوة زعماء القبائل والقادة العسكريين في المنطقة للانشقاق عن الجيش، كما وزّعوا أسلحة على المنشقّين لمساعدتهم في المعارك وتسهيل دخولهم المنطقة. وذكرت مصادر أمنية أن عشرات قُتِلوا خلال المعارك التي دارت في المنطقة خلال اليومين الماضيين.

ترافق ذلك مع زيارة مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء لمناقشة محادثات السلام المتوقفة في جنيف. كما زار وفدان حوثي وإيراني سلطنة عمان لإجراء محادثات حول الوضع في اليمن، ومصير المفاوضات.

وشنّت المقاومة الشعبية هجوماً بسيارة مفخخة على مخزن أسلحة يستخدمه الحوثيون في مدينة شقرا بمحافظة أبين جنوب اليمن. وأسفر الهجوم عن مقتل 12 حوثياً وجرح 8 آخرين.

غارات التحالف استهدفت مقراً لقيادة القوات الجوية ومستودعات أسلحة وقاعدة ديلمي في صنعاء

قصفت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية مجدداً مواقع المتمردين في صنعاء، فيما وصل إلى العاصمة اليمنية مبعوث الأمم المتحدة لمناقشة محادثات السلام المتوقفة في جنيف، حسبما أفاد شهود عيان أمس. ويأتي التصعيد في الوقت الذي استضافت سلطنة عمان، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع طهران إضافة إلى أنها عضو في مجلس التعاون الخليجي، ممثلين للحوثيين ووفداً من إيران. وتقود السعودية الحرب الجوية على اليمن وتستهدف الحوثيين المدعومين من إيران، بضربات جوية يومية بدأت في 26 آذار (مارس) ولم تتوقف سوى لهدنة إنسانية مدتها خمسة أيام في وقت سابق من أيار (مايو).

ومن بين المواقع التي استهدفت في صنعاء أمس منزل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي يدعم المتمردين الحوثيين الذين تمكّنوا في الأشهر الأخيرة من السيطرة على صنعاء ومناطق أخرى في غرب اليمن وشماله ووسطه.

ولم يعد الرئيس السابق يقيم في هذا المنزل القائم في مدينة سنحان جنوب العاصمة والذي تعرض للقصف مرات عدة. ولا يزال صالح الذي تنحى عن الحكم في 2012 تحت الضغط الشعبي بعد أن حكم اليمن طيلة 30 عاماً، يضطلع بدور في البلاد، إذ بقيت وحدات عسكرية عدة موالية له وتدعم اليوم الحوثيين. واستهدفت الغارات الجوية أيضاً المقر العام للقوات الجوية التابعة للمتمردين ومستودعات الأسلحة وقاعدة ديلمي في صنعاء بحسب شهود عيان. كما استهدفت مواقع للمتمردين في محافظة مأرب الغنية بالنفط (شرق) ومحافظة الحديدة (غرب).

ويسعى المتمردون للسيطرة على عدن كبرى مدن الجنوب التي هرب منها الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي أواخر آذار (مارس) ولجأ إلى السعودية. وتزامنت الغارات الجوية الجديدة مع وصول المبعوث الخاص للأمم المتحدة الديبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء مساء الجمعة للدعوة إلى الحوار، حسبما قال موقع «سبأ نيوز» الذي يسيطر عليه المتمردون.

واضطرت الأمم المتحدة لتأجيل المحادثات التي كان يفترض أن تبدأ في 28 أيار (مايو) في جنيف لأن الحكومة اليمنية في المنفى تطالب مسبقاً بانسحاب المتمردين من المناطق التي سيطروا عليها.

واستضافت الرياض محادثات في 17 أيار التي قاطعها الحوثيون وشارك فيها العديد من الشخصيات من حزب علي عبد صالح صالح.

الا أن محادثات أخرى تجري على ما يبدو في سلطنة عمان التي وصل إليها وفد من الحوثيين الخميس.

وفرض التحالف حظراً جوياً وبحرياً كاملاً على اليمن وأعلن مراراً أنه لا يمكن الدخول أو الخروج من البلاد من دون اذن.

وتردد أن وزير الخارجية الإيراني أحمد جواد ظريف أجرى محادثات مع عمان الثلثاء حول إنهاء العنف.

وأوقع النزاع في اليمن نحو الفي قتيل ونحو ثمانية آلاف جريح. كما أرغم أكثر من 545 ألف شخص على ترك منازلهم.