التاريخ: أيار ٣٠, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
اليمن: احتدام المواجهات على الحدود وتقدّم للمقاومة جنوباً
الحوثيون تحدّثوا عن وساطة عمانية للحل السياسي
صنعاء - أبو بكر عبدالله
كشف قادة في جماعة "انصار الله" الحوثية استمرار محادثات سياسية في سلطنة عمان في حضور ممثلين للجماعة وللسلطات السعودية في إطار وساطة تسعى الى توقيع اتفاق من شأنه وقف الحرب التي تشنها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على الحوثيين منذ اكثر من شهرين، فيما استمرت مقاتلات التحالف في غاراتها على محافظات يمنية عدة واحتدمت المواجهات في مناطق الحدود بين البلدين.

صرح الناطق باسم جماعة "انصار الله" الحوثية محمد عبد السلام: "أن المشاورات في سلطنة عمان بحثت في المسائل المتعلقة بالعدوان على اليمن ومقترحات الحلول مع الكثير من الاطراف الدوليين والإقليميين بإشراف الأشقاء في سلطنة عمان الذين ابدوا حرصا على إحلال السلام والأمن ودعم جهود الإغاثة الإنسانية ودعم الحلول السلمية والجهود الدولية ذات الصلة في رعاية الامم المتحدة".

وأفادت دوائر سياسية أن الوساطة العمانية تسعى إلى توقيع اتفاق يقضي بوقف العمليات التي تشنها طائرات التحالف وعمليات القصف المتبادل في المناطق الحدودية والافساح في المجال لعودة الاطراف اليمنيين إلى طاولة الحل السياسي. وأيد القيادي في جماعة الحوثيين ضيف الله الشامي استعداد جماعته للانسحاب من المواقع التي سيطر عليها الجيش اليمني واللجان الشعبية التابعة للحوثيين في الجانب السعودي من الحدود شرط أن يكون الحل السياسي في إطار حوار داخلي.

ووصل إلى صنعاء المبعوث الخاص للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد في اطار جولة من المحادثات ترمي إلى اعادة أفرقاء الأزمة اليمنية إلى طاولة الحوار على قاعدة المبادرة الخليجية. وصرح لدى وصوله بأن "الأمم المتحدة لا تزال مصممة على أن الحل في اليمن لا بد أن يكون سلمياً" من طريق جمع الاطراف اليمنيين الى طاولة الحوار، مشيرا إلى أنه سيجري مشاورات مع جميع الاطراف للتحضير لمؤتمر جنيف الذي قالت دوائر سياسية إنه أرجئ نتيجة الوساطة العمانية.

الوضع الميداني
واستمرت الحرب البرية على جانبي الحدود اليمنية- السعودية على وتيرتها وأعلنت قيادة الجيش اليمني أن قواتها واللجان الشعبية التابعة للحوثيين قصفت بالصواريخ والمدفعية موقع الشبكة في نجران والمواقع المقابلة لمنطقة طخية اليمنية، إلى استهدافها معسكرات شحبة والهجر والحجفا والمواقع الخلفية لمعسكر علب السعودي ومركز المراقبة المطل على المجازة في نجران.
كما استمرت طائرات التحالف في غاراتها على مواقع الجيش اليمني والحوثيين في محافظات يمنية عدة. وتحدث الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة العامة تميم الشامي عن ارتفاع حصيلة الضحايا من المدنيين جراء الغارات التي شنتها قوات التحالف الخميس على محافظات عدة إلى 112 قتيلا و340 جريحا في محافظات صنعاء وحجة وتعز وذمار والحديدة.

وعاودت طائرات التحالف غاراتها على صنعاء مستهدفة منطقة فج عطان. كما قصفت منزلا في شارع الخمسين يملكه قيادي في جماعة "انصار الله"، واستهدفت مستودعات سلاح وذخيرة في جبل نُقم ومنطقة الحتارش بمديرية بني حشيش شمال شرق العاصمة، إلى مواقع اخرى في منطقة دار الشريف في مديرية خولان، فضلا عن معسكرات صبرة جنوب العاصمة، ومواقع للجيش والحوثيين في منطقتي ثلا وخيران بمحافظة عمران.

وأغارت في محافظة صعدة على مواقع للجيش والحوثيين ومدرسة الزهراء للبنات في منطقة النظير بمديرية رازح الحدودية، وعلى شبكة الاتصالات في منطقة املح بعد نحو 35 غارة شنتها طائرات التحالف على منطقة الملاحيظ بمديرية الظاهر ومناطق الحصامة والمنزالة وشدا وأدت إلى تدمير منازل ومحال تجارية ومرافق.
وشنت طائرات التحالف سلسلة غارات على مواقع للجيش والحوثيين في مديرية وشحة بمحافظة حجة الحدودية.

غارات الاسناد
وفي محافظة الضالع استهدفت طائرات التحالف جسرين على الطريق الدولية بمديرية دمت سعياً إلى قطع طرق الامداد لقوات الجيش واللجان الشعبية القادمة من محافظة عدن، فقتل ثلاثة مدنيين وأصيب رابع ودمّر عدد من المنازل القريبة من الجسرين.

وفي محافظة عدن شنت طائرات التحالف غارات على مواقع الجيش والحوثيين في منطقتي العريش والممدارة شمال شرق المدينة وسقط احد صواريخها على مستودعات غذائية تابعة لاحدى الشركات التجارية، إلى استهدافها تجمعات للحوثيين في منطقة الجعولة حيث سقط قتلى وجرحى من الجيش والحوثيين ودمرت آليات ثقيلة. كما شنت غارات اخرى على قاعدة العند الجوية في محافظة لحج.

وتزامنت الغارات مع احتدام المواجهات بين قوات الجيش تساندها اللجان الشعبية ومقاتلو المقاومة الجنوبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في منطقتي خورمكسر والشيخ عثمان، فيما اعلن قادة في المقاومة تطهير منطقة الجعولة بمديرية دار سعد باسناد جوي.

وفي محافظة مأرب شنت طائرات التحالف 10 غارات على منطقتي جفينة والاشراف واستهدفت معسكر كوفل الخاضع لسيطرة الحوثيين.
وقالت قيادة الجيش إن قواتها تمكنت من تطهير المدخل الجنوبي الغربي للمدينة وسلسلة الجبال المطلة من مسلحي "القاعدة" وكبدت هؤلاء خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.