التاريخ: أيار ٢٨, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
«داعش» يستبق «الهجوم الكبير» بهجمات انتحارية
واصلت القوات العراقية، مدعومة بقوات «الحشد الشعبي» وأبناء العشائر، تقدمها لتطويق الرمادي (عاصمة الأنبار) من جهات عدة، تمهيداً لاقتحامها، فيما أعلن رئيس البرلمان سليم الجبوري أن الاستعدادات للمعركة «لم تكن على المستوى المطلوب»، آخذاً على الحكومة عدم إيفائها وعودها لأبناء العشائر بلعب دور أساسي في تحريرها، فضلاً عن الخلافات على «وحدة القيادة». وانتقد اختيار محافظ لديالى من «منظمة بدر» الشيعية، بدلاً من المحافظ السني. (للمزيد)

ونقل بيان لوزارة الداخلية عن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي قوله، إن «قوات الأمن تمكنت من تحرير ٦٥ كلم من مناطق الرمادي، وهي تحاصر المدينة من محورين مهمين».

ونفذ مسلحو تنظيم «داعش» سلسلة هجمات انتحارية استباقاً لـ «الهجوم الكبير»، استهدفت الجيش قرب الفلوجة، وقال العميد سعد معن، الناطق باسم القيادة المشتركة، إن «داعش استغل عاصفة رملية غطت معظم أنحاء العراق لشن موجة الهجمات الدموية والتفجيرات الانتحارية».

وأعلن مصدر في مجلس محافظة الأنبار، أن «قوات الأمن بمساندة الحشد الشعبي، تمكنت من تحرير منطقتي الطاش والحميرة اللتين تقعان جنوب الرمادي»، وأوضح أن «هاتين المنطقتين استراتيجيتان وتحريرهما قطع إمدادات التنظيم عن جنوب المدينة»، وأضاف أن «القوات والحشد تقدمت باتجاه جامعة الأنبار ودخلت إلى أجزاء منها»، وأشار إلى أن «عناصر داعش هربوا من تلك المناطق الى جزيرة الخالدية بعد الانهيار الكبير الذي أصابهم».

وسبق عملية الرمادي جدل حول الاسم الذي أطلقته فصائل الحشد الشعبي عليها وهو «لبيك يا حسين». وقال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر: «يجب على كل محب للوطن ونابذ للطائفية عدم الاعتراف بتلك التسميات». وزاد أن «الاستمرار على مثل هذه التسميات يؤجج الموقف ويكون مانعاً للانتصارات». ودعا إلى أن «تكون التسمية لبيك يا صلاح الدين أو لبيك يا أنبار فكلنا في خدمة الوطن».

من جهة أخرى دعا الجبوري الكتل السياسية في ديالى إلى «إعادة الأمور الى نصابها الصحيح والتزام الاتفاقات السابقة»، كما دعا الكتلة السنية في مجلس المحافظة إلى «عدم قبول أي منصب».

وكان محافظ ديالى الجديد مثنى التميمي أدى اليمين القانونية أمام قاضي محكمة استئناف بعقوبة، بعد أن نال 15 صوتاً من اصل 16 حضروا الجلسة، بعد انسحاب الأعضاء السنة احتجاجاً على مخالفة الاتفاقات السياسية التي تنص على أن يكون منصب المحافظ من حصة المكون السني.

وعن معركة الرمادي قال الجبوري: «أعلنت ساعة الصفر، وكان ينبغي أن تكون هناك تهيئة أفضل لهذه المعركة المهمة، خصوصاً أن الأنبار تمثل قلعة، وإذا تم الانتصار فيها على داعش، فإن ذلك سيهيئ لمعركة أكبر تتمثل في تحرير (محافظة) نينوى. لكن تبين بعد حين، أن مقدار التهيئة والاستعداد لم يكن في المستوى المطلوب، فضلاً عن الخلافات في بعض القضايا التي نعتبرها مهمة مثل وحدة القيادة ودور العشائر وإسنادها وكذلك دور القوات العسكرية. كل ذلك أثر في المعنويات».