التاريخ: أيار ٢٨, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
واشنطن ترفض تمديد المفاوضات النووية وباريس تؤيّد تفتيش المواقع العسكرية
نتنياهو: إيران مع قنبلة نووية "أخطر ألف مرة من داعش"
أعلنت وزارة الخارجية الاميركية أمس ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيلتقي نظيره الايراني محمد جواد ظريف في 30 أيار في جنيف في اطار المفاوضات الخاصة بالبرنامج النووي الايراني، قبل شهر من الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق نهائي في 30 حزيران.
 
وصرح الناطق باسم الوزارة جيفري راتكي بأن هذا اللقاء الجديد للوزيرين اللذين يشكلان محور المفاوضات الدولية بين ايران والقوى العظمى "هو جزء من المفاوضات الجارية" بين مجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا، وايران.

وقال: "لا نعتزم تمديد المحادثات"، بعد تصريحات ديبلوماسيين اوروبيين في واشنطن لمحت الى ان المفاوضات قد تتخطى بضعة ايام مطلع تموز الى حين التوصل الى نص.
وقبيل اعلان اللقاء الجديد لكيري وظريف، صرح نظيرهما الفرنسي لوران فابيوس بأن باريس لن تقبل اتفاقا على البرنامج النووي الايراني اذا رفضت طهران عمليات التحقق من منشآتها العسكرية.
 
خامنئي
 
وفي طهران، أشاد مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي بعمل المفاوضين في البرنامج النووي الذين تعرضوا اخيراً لانتقادات عدد من المحافظين المتشددين.
وقال لدى استقباله اعضاء مجلس الشورى إن المفاوضين "يعملون ويبذلون جهودا ويتعبون وسيتمكنون ان شاء الله من الاصرار على هذه المواقف والحصول على ما يخدم مصلحة البلاد والنظام".

وعبّر المرشد، الذي له الكلمة الفصل في الشأن النووي الايراني، عن اشادته بعد اتهام عدد من النواب المفاوضين بقبول تنازلات كبيرة أمام الغربيين.
وفي جلسة مغلقة لمجلس الشورى الاحد جرت مشادة كلامية بين النائب المحافظ المتشدد مهدي كوتشك زاده وظريف صورت على هاتف محمول وتناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع. ووصف النائب وزير الخارجية بأنه "خائن"، مؤكداً انه يتحدث باسم المرشد.

نتنياهو: إيران مع قنبلة نووية "أخطر ألف مرة من داعش"

رأى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء مع السناتور الاميركي بيل كاسيدي في القدس امس، ان ايران ستكون "اخطر ألف مرة" من تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) اذا ما سمحت لها القوى الكبرى بامتلاك قنبلة نووية.
 
وقال: "مع ان الدولة الاسلامية مرعبة، فان ايران الدولة الارهابية الأولى في عصرنا، ستكون بعد حصولها على السلاح النووي اخطر مئة مرة بل ألف مرة وأشد فتكا من الدولة الاسلامية".
وأدلى نتنياهو بهذا الموقف مع معاودة المحادثات توصلاً الى اتفاق نهائي بين ايران والدول الكبرى الست. ولاحظ ان "محادثات خمسة زائد واحد (مع ايران) تعاود واخشى ان يتسرعوا في اتجاه ما اعتبره اتفاقاً سيئاً جداً". وأضاف ان الاتفاق الذي يرتسم لا يمهد فقط "الطريق امام حصول ايران على قنبلة بل يملأ خزائن ايران بعشرات المليارات من الدولارات التي ستسخدمها في الاستمرار في سياستها العدوانية في الشرق الاوسط".
ويشير نتنياهو بذلك الى الاموال التي ستضخ في الاقتصاد الايراني بعد رفع العقوبات الدولية عن طهران. وأكد أن "علينا الا نعطي ايران طريقاً إلى الاسلحة النووية ومليارات الدولارات لتواصل عدوانها بسبب الدولة الاسلامية في العراق والشام... يجب محاربة الدولة الاسلامية في العراق والشام ولكن يجب وقف ايران ايضاً".
وكانت ايران قد وقعت والدول الست في 2 نيسان اتفاق إطار أفسح في المجال لتوقيع اتفاق نهائي بحلول 30 حزيران . وبدأ الخبراء السياسيون والفنيون للجانبين محادثات الثلثاء في فيينا للشروع في صياغة مسودة الاتفاق النهائي. ويوجه نتنياهو انتقادات حادة الى هذا الاتفاق.
 
الوكالة الذرية
في باريس، صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو الذي زار باريس الثلثاء والاربعاء، بان الوكالة التي سيعهد اليها في تطبيق الاتفاق المحتمل على الملف النووي الايراني، تأمل في ان تتمكن من دخول كل المواقع بما فيها العسكرية في ايران.

وأوضح ان عمليات تفتيش المواقع المشبوهة ممكنة بموجب البروتوكول الاضافي لمعاهدة الحد من الانتشار النووي التي تعهدت طهران تطبيقها في حال التوصل الى اتفاق دولي قبل نهاية حزيران على برنامجها النووي.

ورداً على استبعاد مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الاسبوع الماضي بشكل قاطع امكان تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية المواقع العسكرية الايرانية، قال امانو في مقابلة مع "وكالة الصحافة الفرنسية" وصحيفة "الموند" الفرنسية: "ارفض تفسير هذه التصريحات والتعليق عليها. الوكالة الدولية للطاقة الذرية منظمة تقنية وتركز على الوقائع". ولفت الى ان البلدان الـ 120 التي تطبق البروتوكول الاضافي الذي يتيح القيام بعمليات تفتيش دقيقة، ترى انه "يحق للوكالة الدولية المطالبة بدخول كل المواقع بما فيها المواقع العسكرية".