تعهد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بأن ينال كل من خطط للهجوم الانتحاري على مسجد للشيعة في بلدة القديح شمال القطيف في المنطقة الشرقية بالمملكة أو تعاون لشنه عقابه المستحق، مشدداً على الاستمرار في محاربة الفكر المتطرف.
وورد موقفه في رسالة الى ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف جاء فيه: "لقد فجعنا جميعا بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجداً بقرية القديح مخلفة ضحايا أبرياء، ولقد آلمنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية". وقال إن "كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة، وسينال عقابه الذي يستحقه". وأضاف: "لن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم". وأعرب عن العزاء لذوي الضحايا الـ21.
وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت السبت أن منفذ الهجوم هو السعودي صالح بن عبد الرحمن الصالح القشعمي، وكان على لائحة المطلوبين لدى السلطات، مؤكدة ارتباطه بتنظيم "الدولة الاسلامية"، "داعش" سابقاً. وأفادت أن المادة التي استخدمت في التفجير هي من نوع "آر دي اكس". وتوافرت معلومات أن شخصاً مجهولاً موالياً لزعيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي اتصل بخمسة سعوديين موقوفين حالياً ينتمون إلى خلية القشعمي. ورأى مصدر أمني أن الأمر "يؤشر لهيكلة إرهابية، وتنظيم واسع جداً يدار هنا في الداخل".
وأحدث هجوم القديح، الذي يعد الأكثر دموية في المملكة منذ موجة تفجيرات "القاعدة" بين عامي 2003 و2006، صدمة في البلاد. وشهدت السعودية تعاطفا شعبياً ملحوظاً مع ضحايا القديح على رغم زيادة التوتر المذهبي في المنطقة.
وقالت ناشطة تفقدت أسرة إحدى الضحايا إنها لمست غضباً من "داعش" و"المتطرفين"، ولكن ليس من المواطنين السنة. وأفاد شخص خسر ثلاثة من أصدقائه أن ذوي الضحايا "يريدون العدالة فقط... وعلى الحكومة ان تحمي الشعب، وإذا لم تفعل ذلك، فانها تتحمل المسؤولية". وكتب المعلق خالد المعينة في صحيفة "سعودي غازيت" أن "بعض الأئمة ينشرون معلومات مغلوطة عن مسلمين من مذاهب أخرى". وكان المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل شيخ سارع الى التنديد بالهجوم باعتباره "حادثاً إجرامياً" يستهدف الوحدة الوطنية.
وصرح الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في مؤتمر صحافي أن جريمة القديح أكدت قوة تلاحم المجتمع السعودي وإدراكه الغايات التي تسعى الجماعات الإرهابية إلى تحقيقها من خلال "تنفيذ جرائم إرهابية مختلفة تستهدف المواطنين ورجال الأمن".
ولاحظ العميد بسام عطيه أن "استراتيجية "داعش" تقوم على تقسيم المملكة إلى خمسة قطاعات أو مناطق، وهي المنطقة الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية والوسطى". وقال إن "أهداف "داعش" لتقسيم المملكة تضم أهدافاً لوجيستية وأخرى تنفيذية، وقد بدأ التنظيم بتوزيع عناصر بشرية فى المناطق ووضع مسؤول أو أمير على كل منطقة، وتأسيس المآوى والمخابئ، ثم رصد المواقع ذات الأهمية، وتوفير السلاح والجانب المالي، ثم التنفيذ للأهداف الآنية داخل القطاعات الخمسة للمملكة، وهى استهداف رجال الأمن، ثم الفتنة الطائفية". ووضع الهجوم على مسجد القديح في هذا الإطار. |