التاريخ: أيار ٢٣, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
التحالف قصف 8 معسكرات في صنعاء وجنيف اليمني سيمتد خمسة أيام
الحوثيون تبنّوا هجمات برية على الحدود مع السعودية
العواصم الأخرى - الوكالات صنعاء - أبو بكر عبدالله
استهدفت طائرات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية امس مواقع للحوثيين في صنعاء وعدن ومأرب، بينما اعلنت الرياض مقتل طفل سعودي باطلاق نار من الجانب اليمني مما يرفع حصيلة القتلى المدنيين الى اثنين خلال يومين في هذه المنطقة.

ويواصل التحالف الذي بدأ حملة غاراته في 26 آذار ضغوطه على الحوثيين من طريق تكثيف الغارات الجوية منذ انتهاء هدنة مدتها خمسة ايام الثلثاء.
واستناداً الى الناطقة باسم المفوضية السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان سيسيل بويلي، قتل 1037 مدنيا على الاقل بينهم 130 امرأة و234 طفلا، وجرح 2453 آخرون منذ بدء الحملة الجوية للتحالف . واضافت ان البنية التحتية المدنية تعرضت لدمار شديد.
وقال احد سكان الضاحية الجنوبية للعاصمة بعد سلسلة الانفجارات التي تلت الغارات على ثكنتي ضبوة وريماة حميد: "انه صباح مرعب".
وعند المدخل الشمالي للعاصمة، استهدفت الغارات أكاديمية الحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين.
واستهدفت الغارات ثمانية معسكرات او تجمعات للحوثيين وحلفائهم من العسكريين الموالين لعلي صالح، في محيط صنعاء.

وفي المقابل، في عدن كبرى مدن الجنوب اليمني تحدثت مصادر عسكرية عن سقوط 16 قتيلا في صفوف الحوثيين وحلفائهم وثلاثة قتلى في صفوف خصومهم في غارات ومعارك الجمعة.

وفي طهران، افادت وكالة "فارس" الايرانية للأنباء ان سفينة المساعدات الإيرانية المتجهة إلى اليمن ترسو في جيبوتي لتفتيش شحنتها قبل ان تتوجه الى ميناء الحديدة اليمني الخاضع لسيطرة الحوثيين لافراغ حمولتها.

التحالف يستهدف معسكرات الصواريخ والقصر الرئاسي في صنعاء الحوثيون تبنّوا هجمات برية على الحدود مع السعودية

استمرت المعارك البرية أمس في مناطق عدة من الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية. وكثفت مقاتلات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية غاراتها على صنعاء.

أعلنت قيادة الجيش اليمني تمكن قواتها تساندها اللجان الشعبية من السيطرة على موقع المعزاب العسكري في مدينة نجران وتدمير آلياته الثقيلة، إلى سيطرتها على مواقع ثعبان والمخروق وبريران بعد مواجهات اسفرت عن تدمير آليات عسكرية للجيش السعودي وأوقعت قتلى وجرحى من الجانبين.

ونشر الحوثيون مقاطع فيديو تظهر سيطرة الجيش واللجان الشعبية على موقع المعزاب الحدود. كذلك نشروا مقاطع أخرى تظهر قصف الجيش اليمني واللجان الشعبية مواقع الجيش السعودي في منطقة ظهران الجنوب بالصواريخ والمدفعية الثقيلة.

وصرح الناطق باسم "جماعة "انصار الله" الحوثية محمد عبد السلام بأن القصف الصاروخي والمدفعي الذي تشنه قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية على الأراضي السعودية "يطاول المواقع العسكرية السعودية وليس المدنيين كما تفعل الرياض"، مشيراً إلى أن "الإعلام الحربي لأنصار الله يوثق التقدم الحاصل داخل المواقع السعودية".

وفي المقابل، افادت وكالة الأنباء السعودية "و ا س" إن هجمات بالقذائف عبر الحدود مع اليمن أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة خمسة في جنوب السعودية خلال الساات الـ24 الأخيرة.

ونقلت عن مسؤول في الدفاع المدني بمحافظة جازان الواقعة في جنوب غرب المملكة أن طفلاً قتل وان ثلاثة أطفال آخرين حرصوا الجمعة في منطقة الطوال. وقالت: "أوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى عبد الله القحطاني أنه في تمام الساعة 11:35 من صباح هذا اليوم الجمعة... باشرت فرق الدفاع المدني بلاغا عن تعرض أحياء سكنية بقرى حدودية بمحافظة الطوال لمقذوفات عسكرية من داخل الأراضي اليمنية مما نتج منهاوفاة طفل وإصابة ثلاثة أطفال آخرين".
وقالت الوكالة في وقت سابق إن هجوماً بالقذائف الخميس أسفر عن مقتل مواطن سعودي وإصابة اثنين آخرين في قرية الحصن.

غارات التحالف
وعلى صعيد الغارات الجوية، روى سكان في صنعاء أن طائرات التحالف كثفت غاراتها على المقاتلين الحوثيين في العاصمة اليمنية.
واستهدفت الطائرات بسبعة صواريخ مدرسة تدريب الحرس الجمهوري، مما أدى إلى تدمير أجزاء من منشآتها واشتعال النار في بعضها، إلى استهدافها بصاروخين مقر كلية القيادة والأركان وبأربعة صواريخ مقر الكلية الحربية وملعب مدينة الثورة الرياضية.

كما شنت مقاتلات التحالف غارات عدة على معسكرات الصواريخ في فج عطان ومعسكرات النهدين القريبة من القصر الرئاسي وقاعدة الديلمي الجوية والقصر الرئاسي ومنطقة ضبوة وموقع خشم البكرة وأحد الجبال المطلة على العاصمة من جهة الغرب. وفي محافظة مأرب شنت طائرات التحالف 10 غارات على مناطق متفرقة بمديرية صرواح حيث تتمركز قوات الجيش واللجان الشعبية التي تخوض مواجهات مع مسلحي القبائل الموالين لجماعة "الاخوان المسلمين" ومسلحي تنظيم "القاعدة".

قال وجهاء وسكان إنهم شاهدوا السنة اللهب واعمدة الدخان تتصاعد من جبل هيلان غرب مدينة مأرب وعدد من المواقع الاخرى التي استهدفتها غارات التحالف.

جبهة تعز
في غضون ذلك، ساد الهدوء الحذر أكثر جبهات القتال الدائر في أحياء وضواحي مدينة تعز، فيما أعلنت قيادة الجيش السيطرة على قاعدة جوية في منطقة العروس في جبل صبر بعد مواجهات تخللها شن طائرات التحالف غارات عدة لمنع قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين من السيطرة على هذا الموقع الذي يوصف بانه استراتيجي لأنه يقع في أعلى قمة على المرتفعات الجنوبية المطلة على مدينة تعز وكان يخضع لسيطرة قوات اللواء 35 مدرع الموالية لجماعة "الاخوان المسلمين" والرئيس عبد ربه منصور هادي.
وجاء ذلك بعد تنفيذ طائرات التحالف طلعات جوية فوق محافظة تعز القت خلالها شحنات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر والاموال لدعم المقاومة الشعبية.

"داعش"
على صعيد آخر، أعلن تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) مسؤوليته عن هجوم انتحاري استهدف مسجداً في حي شعوب بصنعاء الجمعة وأدى وفقا لوزارة الداخلية اليمنية إلى اصابة 12 مدنياً بجروح بينهم إثنان نقلا إلى المستشفى في حال حرجة.

وأفادت وزارة الداخلية أن المهاجمين الذين استهدفوا المصلين في مسجد الصياح بحي شعوب استخدموا عبوتين ناسفتين وضعتا أمام المسجد وخلفه فانفجرت احداهما وفككت الاخرى. وجاء في بيان أورده حساب للتنظيم في موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي :"قامت مفرزة من جنود الخلافة في ولاية صنعاء بتفجير عبوة ناسفة على حسينية مقبرة الصياح التابعة للحوثة المرتدين في حي شعوب مما أدى إلى قتل وإصابة عدد كبير منهم ولله الحمد والمنة".

وأعلنت قيادة الجيش اليمني تمكن قواتها من استعادة السيطرة على منطقة الخمري في محافظة شبوة بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي " القاعدة" و"داعش"، مشيرة إلى أن قواتها تساندها اللجان الشعبية تتقدم في اتجاه منطقة الصعيد.

كما أعلنت تمكن الجيش واللجان الشعبية من تطهير عشرة مواقع في منطقة صلب المطلة على معسكري السحيل ونخلا بمحافظة مأرب كانت خاضعة لسيطرة مسلحي "القاعدة" بعد مواجهات مع مسلحي التنظيم أوقعت قتلى وجرحى من المسلحين.