التاريخ: أيار ٢١, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
حمود أمام المحكمة الدولية: تلقّيتُ تهديداً من خلّوف والمخابرات السورية كانت تغطي بنك "المدينة"
كلوديت سركيس
نقل المستشار الاعلامي للرئيس رفيق الحريري هاني حمود لغرفة الدرجة الاولى للمحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي عن الصحافي الراحل نصير الاسعد مساء 11 كانون الثاني 2005 طلبه من الشاهد بإلحاح مقابلة الحريري.
 
وبحصول اللقاء قال الاسعد للحريري في قصر قريطم انه سمع كلاما من رئيس المجلس السياسي لـ"حزب الله" النائب السابق ابرهيم السيد الامين أخافه عندما بادره: "شو جن صاحبك الحريري؟ مش عارف انو بيقتلوه؟ بيرفض طلباتهم في اللوائح الانتخابية وبيتحالف مع المعارضة المسيحية؟". واضاف حمود ان الحريري تلقى الكلام عن احتمال قتله من السوريين "باستخفاف". وجاءت تلك الرواية بعد ابلاغ الحريري المسؤول الامني السوري رستم غزالي عن خطوته تلك.

وقال حمود: "إن الحريري أمل من حواره مع "حزب الله" بعد الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 ان يقنع الحزب بأن سبب المقاومة زال ويجب الانخراط في الدولة. ومنذ بدايات عام 2004 وحتى 2005 ومرحلة صدور القرار 1559 طلب ان يساعده الحزب على اقناع الاسد بعدم التمديد للحود. وهدف الحريري هو أن يقنع الحزب بأن الانسحاب السوري فرصة للبنان وكذلك الوصول الى نقطة يتم فيها دمج سلاح الحزب بالدولة، لكن موضوع مزارع شبعا برز وبرزت الحاجة الى استمرار المقاومة".

كما أبدى ارتياح الحريري الى لقاءاته مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فيما علق الحريري على زيارة وليد المعلم الاخيرة لقريطم بعد حصولها قائلا للشاهد: "جايين يكذبوا علينا".

وأضاف حمود: "كنا نتكلم على الهاتف بالرموز خشية التنصت. وكنا نسمي الحزب بـ"اوتيل ديو" والحريري بـ "اسماعيل". واضاف انه خلال زيارته حسين الخليل بادره الاخير: "مين مفكر حالو الحريري حتى يقول لا للسوريين. السيد ما بيطلعلو يقول لا لهم". وكرر الخليل الكلام نفسه في قريطم. وتابع: "كان ممنوعا على الحريري انشاء حزب "المستقبل". وصلته رسائل أمنية وسياسية تمنعه من زيارة بعض المناطق او تنظيم تجمعات قرب منزله او الصلاة في الجامع. وقيل له بوضوح: "ممنوع الناس تجي ع بيتك" بعد استقالته من الحكومة". كما نقل عن ابو طارق قوله له "شفت الزلمي (غزالي) وعم يحكي كلام طلوع نزول ويسبّ. الله يسترنا".

وأطلع الشاهد الغرفة على ما أبلغه به النائب الراحل باسل فليحان على مسمع النائب السابق غطاس خوري لجهة تلقيه اتصالا من البريطانيين ابلغوه فيه ان عملا أمنيا كبيرا واعتداء خطيرا يتم تحضيره في لبنان. وخوفه وشعوره كانا يعنيان الحريري. وكان مفهوما دائما ان النظام السوري هو المعني بالحديث، متحدثا عن تظاهرتي 14 آذار و8 آذار. والاخيرة فوجئت بها في وقت كان اجماع عارم لدى اللبنانيين على اتهام النظام السوري باغتيال الحريري وتوقهم الى خروج السوريين من حياتهم وبلدهم". ثم عرض شريط مصور عن خطاب نصرالله اثر صدور القرار الاتهامي.

وبدأ الاستجواب المضاد للشاهد من محامي الدفاع فيليب لاروشيل. وقال حمود: "لم أكن على علم بأي مدفوعات لغزالي او غيره إلا بعد اغتياله"، مشيرا الى ان أعمال مصرف "المدينة" كانت تتم بتغطية من المخابرات السورية في لبنان. وتحدث عن تلقيه تهديدا من المسؤول الامني السوري في بيروت محمد خلوف، بطلب من غزالي، لعدم التطرق الى هذه الفضيحة في وسائل اعلام "المستقبل". واضاف: "كل وسائل الاعلام تعرضت لضغوط من المخابرات السورية لوقف تناول هذا الموضوع لانها كانت تغطي ممارسات "المدينة". وذكر ان مجلة "الشراع "نشرت اخيرا عن رنا قليلات ان غزالي كان يستفيد يومياً من مال المصرف.