التاريخ: أيار ٢١, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
واشنطن لا تقارن بين الرمادي والموصل لكنها تعيد النظر في استراتيجيتها
كشف مسؤول أميركي كبير أمس ان الولايات المتحدة تعمل على "اعادة النظر" في استراتيجيتها في العراق بعد سقوط مدينة الرمادي في أيدي مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، مؤكدا ان واشنطن "ستساعد" بغداد لاستعادة هذه المدينة "في أسرع وقت ممكن".
 
وفي هذا الاطار، أفاد مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان الحكومة الاميركية ستسلم "قريبا جدا" القوات المسلحة العراقية "الف" منظومة صواريخ مضادة للدروع. واعترف بأن سقوط كبرى مدن محافظة الانبار في 17 ايار يعكس "وضعا خطيرا جدا" ولكن لا يمكن مقارنته بـ"انهيار الموصل" التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف منذ هجومه الصاعق في حزيران من العام الماضي.

وأوضح انه "في ما يتعلق باستعادة الرمادي، سنساعد العراقيين على تحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن". وكرر ان القضاء على "داعش" الذ يشكل "تهديدا هائلا" سيحتاج الى "سنوات".
وكانت الولايات المتحدة أبدت رغبتها في الاسراع في دعم العشائر السنية في الانبار بغرب العراق بعد سقوط مركزها الرمادي في يد "داعش"، مع عدم تغيير الاستراتيجية التي تعتمدها منذ أشهر في مواجهة الجهاديين.
وعقد الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي تقود بلاده ائتلافا دوليا يشن غارات جوية على التنظيم، اجتماعا لمجلس الامن القومي لتقويم الوضع في العراق. 

واشنطن تعجّل في دعم العشائر السنّية بالعراق والقوات العراقية أحبطت هجوماً لـ"داعش" شرق الرمادي

يدرس الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي رأس في وقت متقدم الثلثاء اجتماعا لمجلس الامن القومي لتقويم الوضع في العراق، امكان الاسراع في تأهيل وتجهيز عشائر محلية على أمل استعادة مدينة الرمادي التي سقطت في ايدي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).
 
وصرح الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي اليستر باسكي: "ندرس سبل تقديم افضل دعم ممكن للقوات البرية في الانبار خصوصا من طريق الاسراع في تأهيل وتجهيز عشائر محلية ودعم العملية التي يقوم بها العراق من اجل استعادة الرمادي".

وعقد اوباما اجتماعا مع وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع اشتون كارتر وكذلك مع مستشارة الامن القومي سوزن رايس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي إي" جون برينان ومسؤولين كبار آخرين لتقويم الاستراتيجية الاميركية في النزاع مع "داعش".
واوضح باسكي انه "لا تغييرات رسمية في الاستراتيجية"، موضحا ان الامر يتعلق بالاحرى بتصحيح الجدول الزمني اكثر مما هو اعادة نظر في مساعدة العشائر السنية.

وأوضح البيت الأبيض إن أوباما "أكد مجدداً الدعم الأميركي القوي" لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والتزام الولايات المتحدة مساندة حكومة العراق. وأضاف أن الرئيس رحب بقرار مجلس الوزراء العراقي الثلثاء الإسراع في تدريب العشائر وتجهيزها بالتنسيق مع السلطات في محافظة الأنبار وتوسيع عملية التجنيد في الجيش العراقي.
 
صدّ هجوم
في غضون ذلك، افادت الشرطة العراقية ومقاتلون سنة موالون لحكومة بغداد ان القوات العراقية أحبطت هجوما لمسلحي "داعش" شرق مدينة الرمادي ليل الثلثاء.
وهاجم المسلحون خطوط القوات الحكومية في حصيبة الشرقية الواقعة في منتصف الطريق تقريبا بين الرمادي وقاعدة الحبانية العسكرية حيث تتجمع قوات "الحشد الشعبي" الشيعية استعدادا لشن هجوم مضاد.

وتقع قاعدة الحبانية بين الرمادي ومدينة الفلوجة التي تخضع لسيطرة "داعش" منذ أكثر من سنة وتبعد 50 كيلومترا فقط عن العاصمة العراقية. ويبدو أن التنظيم يحاول وصل الرمادي بالفلوجة من خلال السيطرة على الاراضي الواقعة بينهما.
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت إن التنظيم يريد احتلال أجزاء أخرى من الأنبار وإن هدفه الرئيسي ربط الرمادي بالفلوجة.

ومع تزايد الضغوط من أجل التحرك لاسترداد الرمادي حض مسؤول حكومي محلي المواطنين على الانضمام الى صفوف الشرطة والجيش للمشاركة في المعركة التي وصفها رجال فصائل شيعية بأنها ستكون "معركة الأنبار".

وروى شهود عيان في الرمادي إن مقاتلي التنظيم المتطرف أقاموا مواقع دفاعية وزرعوا ألغاما أرضية. وباتت أعلام التنظيم السود ترفرف فوق المسجد الرئيسي والمباني العامة الأخرى.
وكشفت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أنه حين انسحبت القوات العراقية سريعا من الرمادي مطلع الأسبوع، تركت وراءها كمية كبيرة من المعدات العسكرية بما في ذلك نحو ست دبابات و100 مركبة تقريبا وبعض قطع المدفعية.

وصرح ناطق باسم "البنتاغون" بإنه كان من الأفضل أن تتلف القوات العراقية المعدات وقال ضابط في الجيش العراقي كان يقود فوجا للمدرعات قبل اجتياح "الدولة الإسلامية" الرمادي إن المتشددين استولوا على مخزن يحتوي على ذخيرة تكفي لاستمرار التنظيم في القتال اشهراً مقبلة. وحذر من أن تبعات الاستيلاء على مخزن الذخيرة في الرمادي ستكون أسوأ كثيرا من الاستيلاء على المدينة نفسها".