بدأت فصائل مسلحة عراقية شيعية منضوية تحت لواء "الحشد الشعبي" ارسال تعزيزات من عناصرها الى محافظة الانبار في غرب العراق أمس، غداة سقوط مركزها مدينة الرمادي في يد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). ويعد سقوط الرمادي نكسة لحكومة حيدر العبادي الذي اعلن في نيسان ان "المعركة القادمة" هي استعادة الانبار كاملة من الجهاديين. وكان الدور المتنامي للفصائل الشيعية موضع انتقاد من واشنطن، وخصوصاً بسبب الدعم الذي تتلقاه هذه المجموعات من ايران التي وصل وزير الدفاع فيها الجنرال حسين دهقان الى بغداد، في زيارة مقررة سابقاً. ووصل رتل يضم 3000 مقاتل شيعي إلى قاعدة الحبانية العسكرية قرب الرمادي مع محاولة بغداد استعادة المدينة الواقعة في غرب البلاد. وقال شهود عيان وضابط في الجيش إن مقاتلي "داعش" بدأوا الاستعداد لمعاودة المعارك في المدينة وتقدموا في عربات مدرعة من الرمادي نحو القاعدة التي يحتشد فيها المقاتلون الشيعة لشن هجوم مضاد.
ونشر "داعش" عبر منتديات الكترونية جهادية، شريطا مصورا لاحياء في المدينة، بدت مقفرة وآثار المعارك واضحة فيها، كآثار الرصاص على الجدران والعربات المدرعة المتضررة التي كانت للقوات العراقية. وتحدثت الأمم المتحدة عن فرار نحو 25 ألف شخص من الرمادي بعد هجوم "داعش" على المدينة. واعلنت القيادة المشتركة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ان مقاتلاتها شنت 15 غارة جوية في محيط الرمادي بين صباح السبت والاثنين.
واعتبر رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إن مكاسب "داعش" في الرمادي تمثل انتكاسة لقوات الأمن العراقية وإن مثل هذه الانتكاسات "تدعو للأسف لكنها ليست نادرة في الحرب". وجاء في بيان له "سوف تتطلب استعادة المدينة جهدا كبيرا الآن". وأضاف : "سنواصل دعم قوات الأمن العراقية بالغارات الجوية الأميركية والتدريب والمعدات. تخفيف التوتر الطائفي والتجهيز لإعادة الإعمار سيظلان يشكلان تحديا أمام حكومة العراق".
واستبعد مسؤول أميركي أن يغير سقوط الرمادي استراتيجية الرئيس باراك أوباما القائمة على شن غارات جوية وزيادة التدريب والعتاد الأميركي للعراق من دون إرسال قوات أميركية للمشاركة في المعارك.
وردا على سؤال عما إذا كان أوباما قد يغير تلك الاستراتيجية - التي وضعت فعليا عندما قرر سحب القوات الأميركية من العراق في نهاية 2011 وترك أمر الدفاع عن الدولة للقوات المحلية - أجاب المسؤول: "لا أعتقد هذا". وأضاف: "القوة الكاملة للعراق ... بما في ذلك الميليشيات الشيعية ... لم تكن مشاركة في هذه المعركة ... لا أرى سببا يوجب تغيير استراتيجية الرئيس ... ولكن من الواضح أن شيئا ما يجب أن يتغير" في تلميح إلى تعزيز جهود العراق للدفاع عن أراضيه.
"الحشد الشعبي" بدأ إرسال تعزيزات إلى الأنبار وزير الدفاع الإيراني في بغداد وواشنطن مستعدة للمساعدة
بدأت فصائل "الحشد الشعبي" العراقية الشيعية ارسال تعزيزات من رجالها الى محافظة الانبار في غرب العراق، غداة سقوط مركزها مدينة الرمادي في يد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) بعد هجوم واسع استغرق ثلاثة أيام، فيما وصل وزير الدفاع الايراني الجنرال حسين دهقان الى بغداد ليبحث مع المسؤولين العراقيين في مواجهة التنظيم المتطرف. وأبدت الولايات المتحدة استعدادها للمساعدة في استرداد الانبار. يأتي دخول قوات "الحشد الشعبي" المحافظة ذات الغالبية السنية، بعد أشهر من تحفظ سياسيين سنة ومسؤولين محليين حول مشاركة هذه الفصائل، ومطالبتهم بدعم العشائر المناهضة للتنظيم بالسلاح والعتاد.
وحمّل هادي العامري، أحد أبرز قادة "الحشد الشعبي" الذي يتولى زعامة "منظمة بدر" ذات الدور الواسع في الحشد، هؤلاء السياسيين مسؤولية سقوط الرمادي. ونقلت عنه "قناة الغدير" التابعة للمنظمة تحميله "ممثلي الانبار السياسيين مسؤولية سقوط الرمادي لانهم اعترضوا على مشاركة الحشد الشعبي في الدفاع عن أهلهم".
واعلنت فصائل عدة ان افواجاً منها باتت موجودة في الانبار، وخصوصاً في محيط مدينة الفلوجة الخاضعة أيضاً لسيطرة التنظيم، وفي قاعدة الحبانية العسكرية، استعداداً للمشاركة في اي عملية لمحاولة استعادة الرمادي.
وصرح الناطق العسكري باسم "كتائب حزب الله" جعفر الحسيني، بأن تنظيمه أرسل ثلاثة أفواج الى الانبار، وانه يعتزم ارسال المزيد اليوم. وقال: "غداً ان شاء الله تستمر هذه التعزيزات باتجاه الانبار والرمادي حيث سيكون هناك اعلان بدء العمليات لتطهير الاراضي التي سيطر عليها داعش". والتقى وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزامل. وصرح الزاملي، عقب اللقاء، بأن "القوات المسلحة العراقية قادرة على سحق تنظيم داعش بمشاركة الحشد الشعبي".
والاحد، اعلن التنظيم المتطرف سيطرته على الرمادي بعد اقتحامه أبرز المراكز العسكرية فيها، ولا سيما منها مقر اللواء الثامن ومقر قيادة عمليات الانبار، وانسحاب الغالبية العظمى من القوات الامنية من المدينة.
الموقف الاميركي الا ان واشنطن التي تقود ائتلافاً دولياً يشن غارات جوية على مواقع التنظيم في العراق وسوريا، رأت ان الوضع "غير محسوم" بصفة نهائية. وقالت الناطقة باسم وزارة الدفاع مورين شومان في بيان: "لا نزال نتابع تقارير تتحدث عن حصول معارك ضارية في الرمادي ولا يزال الوضع متحركاً وغير محسوم"، مضيفة انه "من المبكر جدا في الوقت الحاضر الادلاء بتصريحات قاطعة عن الوضع على الارض".
وصرحت الناطقة الاخرى باسم "البنتاغون" اليسا سميث بإن "الرمادي كانت موضع صراع منذ الصيف الماضي وبات لتنظيم الدولة الإسلامية التفوق الآن". ولاحظت أن خسارة هذه المدينة لا يعني تحول الحملة العسكرية العراقية لمصلحة "داعش" ، لكنها اعترفت بأن ذلك يمنح التنظيم "انتصارا دعائياً". وخلصت الى ان "هذا يعني فقط أنه يتعين على الائتلاف دعم القوات العراقية لاستعادتها (الرمادي) في ما بعد". وأكدت أن الولايات المتحدة تواصل توفير الدعم الجوي والمشورة لهذه القوات.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يزور كوريا الجنوبية: "أنا على يقين من أن هذا الوضع سيتغير مع إعادة انتشار القوات وبمرور الأيام في الأسابيع المقبلة... أنا واثق تماما من أن هذا سيتغير في الأيام المقبلة". وعن الضربة التي نفذتها القوات الاميركية الخاصة في دير الزور وقتلت خلالها القيادي البارز في التنظيم "أبو سياف"، قال إن الضربة قضت على "قيادي كبير" وأثمرت "مكسباً استخبارياً مهماً... إلى هذا أمكن تقليص اتصالاتهم وتقليص تمويلهم وآلياتهم المالية وتقليص تحركاتهم بدرجة كبيرة".
واستقبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاحد قائد القيادة المركزية في الجيش الاميركي الجنرال لويد اوستن وبحث معه في وضع الانبار والمساعدة الاميركية للقوات العراقية. ايران وفي بغداد، بحث رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول بابكر زيباري مع وزير الدفاع الإيراني في سبل تعزيز العلاقات الثنائية والمسائل الأمنية ذات الاهتمام المشترك، وجهود الحرب ضد "داعش" في العراق. وحضر اللقاء قادة وزارة الدفاع العراقية والوفد المرافق للوزير الإيراني.
|