بغداد - فاضل النشمي كتبت المهندسة منى ناصر الحديثي، عبر صفحتها في موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي، اعترافات وصفتها بأنها "مريرة" من وحي الأحداث التي تعرضت لها محافظة الانبار بعد سقوط مركزها الرمادي في أيدي مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) والأحداث التي حصلت في المحافظات ذات الغالبية السنية (نينوى، صلاح الدين) في السنوات الأخيرة.
وقد بدأت منى الحديثي التي أخذت لقبها من مدينة حديثة، في أقصى غرب الأنبار والتي لم تسقط بعد في أيدي مسلحي "داعش"، اعترافاتها بالعودة الى أيام ما أطلق عليه "الحراك الشعبي" في المحافظات السنية ضد حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في كانون الأول 2012 قائلة: "قبل ثلاثة أعوام كانت عندنا "ثورة" و"أمل بالتغيير"، واليوم لم نعد نملك حتى بيوتنا، ماذا حدث!".
وأضافت: "صحيح أن ثورتنا نجحت بإسقاط المالكي الطائفي، لكنها نسيت أن تسقط معه الفاسدين أمثاله من أبناء جلدتنا (السنية) الذين يتاجرون بنا وبدمائنا من أجل مصالحهم وصادروا ثورتنا، ويا للأسف الشديد". ووجّهت منى الحديثي التي يظهر من معلومات صفحتها الشخصية أنها لا تزال تعيش في قضاء حديثة، انتقادات لاذعة الى سنّة العراق بقولها: "عيبنا أننا نتعصب عصبية عمياء حتى ونحن في أسوأ ظروفنا، وذريعتنا كي لا يشمت بنا "الشيعة" أو "الكرد" أو "إيران". نحن نرفض الحديث عن مأساتنا وما حلّ بأهلنا في كل المحافظات السنية، بل نرفض حتى ذكر أعداد شهدائنا الذين ذبحوا بمجازر جماعية وهم بالآلاف خوفاً من الشماتة".
ولاحظت أنه "بدلاً من أن ننتفض بوجه ربعنا الفاسدين الذين يتاجرون بنا بـ"الريموت كونترول" من داخل فنادقهم وقصورهم الفارهة في الخارج، بقينا معهم، وصفقنا لخطاباتهم، فزدناهم فساداً واستبداداً وتسلطاً على رقابنا".
وفي إشارة لاذعة الى البعثيين وأنصار نظام الرئيس الراحل صدام حسين وغالبية ممثلي المكوّن السني في العراق قالت: "أنصار الحكم السابق يتاجرون بدمائنا من أجل العودة الى الحكم. سياسيون يتاجرون بنا من أجل المال والمناصب باسم الديموقراطية وحقوق الإنسان. شيوخ يتاجرون بنا في أسواق السلاح والدواعش باسم الدين".
|