التاريخ: أيار ١٨, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
ضحايا المعارك في محيط تدمر إلى 295 بينهم 57 مدنياً
عملية الإنزال الأميركية في دير الزور أودت بـ 32 شخصاً
قتل 295 شخصاً في المعارك المستمرة في محيط مدينة تدمر بوسط سوريا منذ بدء تنظيم "الدولة الاسلامية" الاربعاء هجوماً على المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، فيما تحدث "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له عن ارتفاع حصيلة القتلى من التنظيم الجهادي في عملية الانزال الاميركية بدير الزور الى 32.
 
قال المرصد السوري في بريد الكتروني إن عدد الذين تمكن من توثيق مقتلهم منذ بدء تنظيم "الدولة الإسلامية" هجومه على مدينتي السخنة وتدمر ومحيطهما في 13 أيار، ارتفع إلى 295 على الأقل، بينهم 57 مدنياً قضى ثمانية منهم في القصف الجوي والصاروخي المتبادل، و49 اعداماً على أيدي التنظيم. ومن الذين أعدموا تسعة أطفال وخمس نساء. ووجه التنظيم اليهم تهمة "التعامل مع النظام النصيري".

الى ذلك، قتل 123 رجلاً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها خلال اشتباكات مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينتي السخنة وتدمر ومحيطهما وحقل الهيل النفطي الواقع بينهما. وتم توثيق مقتل ما لا يقل عن 115 مقاتلاً من "الدولة الإسلامية" في المعارك والقصف.

وبعد ساعات من بدء المعركة في اتجاه تدمر، سيطر تنظيم "داعش" على السخنة التي تبعد 80 كيلومتراً من تدمر وعلى معظم النقاط العسكرية الواقعة على الطريق بين المنطقتين. ودخل السبت الاطراف الشمالية للمدينة، قبل ان تجبره قوات النظام على الانسحاب.

وتركزت المعارك أمس في الضاحية الشمالية لتدمر وفي حقل الهيل للغاز حيث سيطر التنظيم على حاجزين لقوات النظام.
ونشرت "الدولة الاسلامية" في مواقع جهادية على الانترنت صورا لمسلحين منها في حقل الهيل، الى جانب حاجز مدمر، بينها صورة دبابة تطلق قذيفة أحدثت كتلة نار كبيرة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "تتواصل المعارك في ضاحية العامرية الشمالية"، مشيراً الى ان التنظيم "انسحب من معظم الاحياء" بعد أقل من 24 ساعة من دخولها.
وأكد محافظ حمص طلال البرازي انه "تم احباط هجوم التنظيم وإقصاء عناصره من الاطراف التي كانوا فيها في شمال وشرق مدينة تدمر"، مضيفاً ان القوات النظامية "تمكنت كذلك من استعادة التلة المطلة على المدينة وبرج الاذاعة والتلفزيون في شمال غرب المدينة، بالاضافة الى حاجز الست عند مدخل المدينة"، وان "الامور بخير الآن في المدينة ومحيطها".

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري ان "سلاح الجو استهدف ارتال ارهابيي تنظيم داعش الفارين من محيط مدينة تدمر في اتجاه السخنة، ودمر عشرات الآليات بمن فيها".
وبدأ تنظيم "الدولة الاسلامية" هجومه على تدمر الاربعاء. وللمعركة أهمية استراتيجية بالنسبة الى التنظيم، لأنها تفتح له الطريق الى البادية السورية المحاذية لولاية الانبار العراقية التي يسيطر عليها التنظيم الجهادي. كما انها مهمة من الناحية الدعائية، لأنها محط انظار الاعلام العالمي بفضل الآثار العريقة التي تحتوي عليها والتي صنفتها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو"، من الاماكن الاثرية العالمية المحمية.
ودفعت المعارك "الاونيسكو" الى دعوة مجلس الأمن الى التحرك من أجل حماية المدينة.

وكان مدير المتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم تخوّف من تعرض الآثار داخل المدينة للتدمير، كما حصل في مدينتي الحضر ونمرود الاثريتين في العراق واللتين دمرهما التنظيم، كما لآثار الموصل وتماثيل ومواقع في الرقة في شمال سوريا. الا انه قال أمس: "لدينا أنباء جيدة، اننا نشعر بتحسن كبير"، معلناً انه على تواصل مع عمال الاثار في المدينة كل نصف ساعة، و"ان الآثار لم تتضرر لكن ذلك لا يمنعنا من الشعور بالقلق".

عملية الكوماندوس
على صعيد آخر، أعلن المرصد السوري ارتفاع حصيلة القتلى من"الدولة الاسلامية" في العملية الاميركية التي تمت في حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور، أحد أكبر حقول النفط في البلاد، الى 32، بينهم أربعة قياديين.

وقال عبدالرحمن إن أربعة قياديين من التنظيم قتلوا في العملية، هم أبو سياف الذي يشرف على عمليات تهريب النفط لحساب الجهاديين، وقد اكدت واشنطن مقتله السبت. ولم يحدد أسماء المسؤولين الثلاثة الآخرين، لكنه أفاد أن أحدهم هو مساعد المسؤول العسكري في التنظيم المعروف عمر الشيشاني (ويقدم على انه "وزير دفاع الدولة الاسلامية")، والآخر مسؤول عن قطاع الاتصالات. ولم تعرف مسؤولية القيادي الرابع. وأضاف أن مسؤول الاتصالات سوري الجنسية، بينما المسؤولون الثلاثة الآخرون من دول المغرب.

ونفذت فرق كوماندوس من "قوة دلتا"، احدى وحدات قوات النخبة الاميركية المتمركزة في العراق، عملية انزال بواسطة طائرات هليكوبتر عسكرية، في عملية هي الاولى من نوعها تستهدف الجهاديين في سوريا تؤكدها واشنطن علنا.

وهدفت العملية التي أقرها الرئيس باراك أوباما الى القبض على أبو سياف. الا ان الناطقة باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض برناديت ميهان صرحت بأن الاخير قتل "خلال الهجوم... لدى اشتباكه مع القوات الاميركية".
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" قال إن القوات الاميركية قتلت "نحو 12" مسلحاً خلال تبادل للنار.

وتحدث المرصد عن بحث تنظيم "الدولة الاسلامية" عن عناصر في صفوفها من جنسيات عربية وأفريقية شمالية يتهمها "بتزويد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة المعلومات" التي سهلت عملية الإنزال.
الى ذلك، أكدت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن واشنطن "لم تنسق مع النظام السوري ولم تستشره سلفاً في شأن هذه العملية".