لندن، إسطنبول، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب أعلن مسؤولون أميركيون أمس، أن قوات خاصة أميركية (كوماندوس) نفذت عملية قرب دير الزور في شمال شرقي السورية، أسفرت عن قتل «أبو سياف» وزير النفط في «الدولة الإسلامية» (داعش) وخطف زوجته وقتل آخرين في التنظيم، في وقت سيطر «داعش» على الأحياء الشمالية لمدينة تدمر التاريخية. وقال وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ ان قوات بلاده اسقطت مروحية سورية اخترقت الأجواء التركية، بالتزامن مع ارتكاب مقاتلات النظام مجزرتين في ريف إدلب.
وكانت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان قالت: «تحت إشراف الرئيس (باراك أوباما) نفذت القوات الأميركية المتمركزة في العراق عملية شرق سورية للقبض على أبو سياف القيادي الكبير في تنظيم الدولة الإسلامية وزوجته». وأضافت: «خلال العملية قتل أبو سياف في تبادل لإطلاق النار مع القوات الأميركية»، موضحة أن العملية «سمحت بالإفراج عن شابة إيزيدية كان الزوجان يستعبدانها». وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان عناصر «داعش» اطلقوا رصاصاً على الطائرة التي نقلت الكوماندوس ما احدث ثقوبا فيها، مشيرة الى ان «ابو سياف» كان مقرباً من زعيم التنظيم «ابو بكر البغدادي».
ولم يتضح على الفور اذا ما كانت العملية مرحلة جديدة في سورية.
وقال مسؤولون أميركيون إن «قوة خاصة متمركزة في العراق انتقلت في طائرة هليكوبتر لتنفيذ مهمة تستهدف اعتقال أبو سياف في منطقة العمر شرق سورية». و»إن قوات النخبة (دلتا فورس) نفذت المهمة وأن طائرات هليكوبتر من طراز «بلاك هوك يو.اتش- 60» وطائرة «اوسبري في - 22 شاركت فيها». وقال مسؤول أميركي في وقت لاحق إن قوات معادية أطلقت النار على الطائرة الأميركية وإن اشتباكا عن قرب وقع أثناء الغارة.
وفي بيان، قال مجلس الأمن القومي إن «زوجة أبو سياف أسرت ونقلت إلى سجن أميركي في العراق». وقد يكون القيادي ساهم، وفق وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في شكل مباشر في العمليات العسكرية للتنظيم الإرهابي وفي تهريب النفط.
وذكرت ميهان أن العملية جرت «بموافقة السلطات العراقية الكاملة» و «طبقاً للقانون المحلي والدولي». وأشار البيت الأبيض إلى أن الإدارة الأميركية لم تبلغ الرئيس السوري بشار الأسد مسبقاً بالعملية ولم تنسق مع دمشق.
وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، إن «أبو سياف» كان مشاركاً في العمليات العسكرية لـ «داعش» وساعد في إدارة «عملياته المالية غير المشروعة خصوصاً ما يتعلق بالنفط والغاز»، لافتاً إلى أن أياً من العناصر الأميركية المشاركة في العملية لم يقتل أو يصب بجراح. وأضاف: «تمثل العملية ضربة قاصمة جديدة للدولة الإسلامية في العراق والشام، وهي تذكرة بأن الولايات المتحدة لن تدخر جهداً في سبيل حرمان الإرهابيين الذين يهددون مواطنينا ومواطني أصدقائنا وحلفائنا من ملجأ آمن». وافيد لاحقاً بان «ابو سياف» تونسي وان واشنطن ابلغت تونس بذلك بعد تنفيذ العملية.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن تقريراً بثه التلفزيون الرسمي السوري وأفاد بأن الجيش النظامي «قتل قيادياً في تنظيم الدولة الإسلامية خاطئ وإنه نسب للجيش الفضل في غارة نفذتها قوات أميركية». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن الغارة التي استهدفت حقلاً نفطياً في دير الزور هي نفسها التي قال مسؤولون أميركيون إن قوات خاصة أميركية نفذتها.
وكانت وسائل إعلام سورية أن الجيش النظامي «قتل قيادياً في تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولاً عن الشؤون النفطية و40 آخرين في عملية نفذها في الزور»، مشيرة إلى أن العملية تمت قرب حقل العمر، أكبر حقول النفط السورية وانتزعه التنظيم من مسلحين منافسين في تموز (يوليو) الماضي.
وأشار «المرصد» إلى أن الغارة على حقل الغاز «قتلت 19 من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية بينهم 12 غير سوريين».
من جهة أخرى، قالت قوة المهام المشتركة أمس إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا ست ضربات جوية في سورية، استخدمت قاذفات ومقاتلات واستهدفت منطقة قرب الحسكة قرب دير الزور، من دون إشارة إلى عملية الإنزال الجوي.
وسيطر «داعش» على مساحة كبيرة من الجزء الشمالي من مدينة تدمر الأثرية، وفق «المرصد»، الذي أشار الى «اشتباكات عنيفة بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام» شمال تدمر.
في انقرة، اعلن وزير الدفاع التركي انه «تم اسقاط مروحية سورية اجتازت الحدود لمدة خمس دقائق على مدى 11 كلم»، فيما اكد مسؤول عسكري تركي أن مقاتلتين من طراز «أف - 16» انطلقتا من قاعدة أنجرليك في جنوب تركيا وفتحتا النار. وذكرت قناة «أن تي في» الإخبارية أن الطائرة تحطمت بعد ذلك في الأراضي السورية، في حين اوضح نشطاء سوريون معارضون إن الطائرة سقطت بين قريتي زرزور والحمامة في ريف إدلب. ونشروا صوراً لحطامها. وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن الطائرة التي أسقطت هي «طائرة صغيرة بدون طيار».
النظام يرتكب مجزرتين في إدلب... وتجدد المواجهات في القلمون
ارتكبت قوات النظام السوري مجزرتين قتل فيهما حوالى 50 مدنياً في ريف إدلب شمال غربي البلاد، بالتزامن مع استمرار المواجهات بين قوات النظام وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قرب مدينة تدمر التاريخية، حيث أعدم التنظيم 23 مدنياً، في وقت تجددت المواجهات في تلة موسى في محاولة من مقاتلي المعارضة استعادتها من قوات النظام و «حزب الله».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «ارتفع إلى 42 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا في مجزرتين نفذتهما مقاتلات النظام الحربية في بلدتي كفرعويد وسراقب بريف إدلب، حيث استشهد ما لا يقل عن 26، بينهم 10 أطفال ومواطنات في بلدة كفرعويد، و16 مواطناً على الأقل بينهم مواطنتان وطفل في سوق ببلدة سراقب»، قائلاً إن «عدد الشهداء في البلدتين مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى في حالات خطرة، ووجود أنباء عن المزيد من الشهداء في البلدتين». كما جدد الطيران الحربي قصفه مناطق في قرية بشلامون بجبل الزاوية، وفق «المرصد»، الذي قال: «استشهد رجل من مدينة معرة النعمان جراء قصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في المدينة، في حين تعرضت مناطق في قرية عين لاروز بجبل الزاوية لقصف من الطيران الحربي، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، كذلك قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية اللج بسهل الروج».
وعلى صعيد المعارك الدائرة في جسر الشغور، قال نشطاء معارضون إن «عنصرين من قوات النظام سلما نفسيهما لكتائب الثوار المحاصرة للمستشفى الوطني على خلفية المعارك العنيفة التي تدور بين الطرفين منذ قرابة الأسبوع، حيث كشف العنصران عن أنه يوجد داخل المستشفى الوطني 245 عنصر من قوات الأسد بينهم سبعة ضباط ينتمون للطائفة العلوية، كما كشف العنصران عن كمية الأسلحة والذخائر التي بحوزة القوات المحاصرة».
وأشار النشطاء إلى أنه «بعد تمكن ثوار جيش الفتح من تحرير مدينة جسر الشغور انسحبت قوات (الرئيس بشار) الأسد التي كانت في المدينة وتحصنت داخل المستشفى الوطني شرقي المدينة، رافضين تسليم أنفسهم رغم الحصار الخانق الذي يتعرضون إليه من قبل الثوار، الذين يحاولون بدورهم اقتحامه بالقوة بعد استهدافه بعدد من السيارات المفخخة حيث أحرزوا تقدما كبيراً في على خلفية المعارك الدائرة».
في وسط البلاد، استمرت «الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في محيط مدينة تدمر، وسط قصف متبادل بين الطرفين»، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى أن «ما لا يقل عن 12 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين قتلوا حلال اشتباكات اليوم (امس) مع التنظيم الذي لقي مصرعه منه ما لا يقل عن 16 عنصراً».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، إن «عناصر التنظيم أعدموا بإطلاق الرصاص 23 مدنياً على الأقل بينهم تسعة أطفال في بلدة العامرية شمال تدمر». وأضاف أن «من بين القتلى أفراداً من عائلات موظفين حكوميين».
وتشهد المناطق الواقعة شمال وشرق وجنوب مدينة تدمر، اشتباكات عنيفة بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام التي أرسلت تعزيزات إضافية فيما يقصف الطيران الحربي محيط المدينة.
وتشهد المنطقة منذ ليل الثلاثاء- الأربعاء اشتباكات عنيفة بين الطرفين تمكن خلالها مقاتلو التنظيم من السيطرة على بلدة السخنة المجاورة وعلى النقاط العسكرية كافة الواقعة على الطريق الذي يربطها بتدمر.
وبات عناصر التنظيم الجمعة وفق «المرصد» على بعد كيلومتر واحد عن مواقع تدمر الأثرية والمصنفة على لائحة التراث العالمي. وارتفعت حصيلة القتلى في المعارك المستمرة في المنطقة منذ ليل الثلاثاء الأربعاء إلى 153، بينهم 88 من قوات النظام والمسلحين الموالين و65 من مقاتلي التنظيم على الأقل، وفق المرصد.
وأعلن «المرصد» الخميس أن التنظيم «أعدم 26 مدنيا» قرب تدمر، وأقدم عناصره على قطع رؤوس عشرة منهم بعد اتهامهم بالعمالة والتعاون مع النظام النصيري»، في إشارة إلى النظام السوري.
وقال «المرصد» لاحقاً إن «داعش» تقدم «مجدداً في ريف تدمر ومحيطها، حيث سيطر التنظيم على حقل الهيل عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين الطرفين»، إضافة الى «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة أم شرشوح بريف حمص الشمالي».
في دمشق، تعرضت مناطق في جرود قارة بالقلمون لقصف من قوات النظام بعد منتصف ليل الجمعة- السبت، وفق»المرصد»، الذي أشار إلى تجدد «الاشتباكات بين حزب الله اللبناني مدعماً بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة، وجبهة النصرة وفصائل إسلامية من جهة أخرى في أطراف جرود فليطة بالقلمون، وسط قصف متبادل بين الطرفين».
وتجددت الاشتباكات في محيط تلة موسى بالقلمون «في محاولة من جبهة النصرة والفصائل الإسلامية لاستعادة السيطرة على التلة التي سيطر عليها حزب الله اللبناني منذ نحو يومين، ترافق ذلك مع تفجير جبهة النصرة عربة مفخخة في المنطقة»، وفق «المرصد»، الذي تحدث عن «معلومات عن قتلى وجرحى في صفوف حزب الله وقوات النظام، فيما تشهد أطراف جرود رأس المعرة اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وسط قصف عنيف ومتبادل بينهما». |