رأى الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة حصرية مع قناة "العربية" الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها، ان قمة كمب ديفيد الاميركية - الخليجية كانت ناجحة جداً، وأنه كان من المهم في ظل الظروف الفوضوية في المنطقة ان يؤكد لزعماء دول مجلس التعاون الخليجي وجهاً لوجه ان الولايات المتحدة "ملتزمة العمل معهم اذا تعرضوا لهجوم خارجي، لردع مثل هذه الهجمات والدفاع عن سيادتهم" .
وقال إنه أوضح لهم انه حتى في حال التوصل الى اتفاق نووي مع ايران "لا نزال قلقين ليس فقط بسبب نشاطات ايران التخريبية وفيلق القدس، بل ايضا نشاطات وكلاء ايران مثل حزب الله". واشار الى ان بعض دول الخليج تشعر بالقلق "من كيفية التعامل مع الاخطار غير التقليدية والنظامية، مثل الارهاب او تمويل النشاطات العنيفة". واضاف: "لقد قلت لهم ان افضل السبل لمواجهة مثل هذه الاخطار هو من خلال تعزيز قدراتهم الذاتية، كتدريب القوات الخاصة، وتحسين سبل تدفق الاسلحة من الخارج، وتعاون استخباري أفضل".
ونفى ما يشاع عنه من انه معجب بايران على حساب السنّة العرب، مؤكدا ان افضل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة هم دول مجلس التعاون الخليجي. وقال: "أوضحنا ان حل الملف النووي لا يعني حل كل المشاكل... والاتفاق مع ايران سيشمل آليات للتحقق من التزامها بنود الاتفاق".
وعن سوريا، قال ان الوضع فيها "معقد جداً ولا حل قريبا". وندد بنظام الرئيس بشار الاسد، وتحدث عن وجود متطرفين معارضين للاسد ينتهكون حقوق الشعب السوري ايضا. ورفض الطروحات القائلة ان واشنطن لو تدخلت عسكريا لكانت قد حلت الازمة السورية، قائلا ان أي تدخل لن يحل مشاكل ناتجة من حرب أهلية وانقسامات بين السوريين عدا ان التدخل العسكري سيكون انتهاكا للقانون الدولي.
وأفاد أنه لم يأمر بقصف سوريا حين تنازل الاسد عن ترسانته الكيميائية وقال: "الاسد تخلص من اسلحته الكيميائية ولهذا لم نقصفه". وكرر ان الحل في سوريا لن يكون عسكريا.
الدرع الصاروخية الأميركية لحماية الخليج تتطلّب سنوات من التدريب وبيع الأسلحة
تستغرق إقامة درع صاروخية أميركية لحماية دول الخليج العربية من أي هجوم إيراني سنوات، كما تتطلب تعزيز الثقة بين دول المنطقة ومزيدا من مبيعات الأسلحة الأميركية الحساسة وتدريبات أميركية مكثفة لتفادي أي حوادث عارضة في هذه المنطقة المضطربة من العالم.
وكان تجديد الالتزام المشترك لإقامة نظام دفاعي إقليمي إحدى النتائج الراسخة القليلة لقمة انعقدت الخميس في كمب ديفيد بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وحلفائه في الخليج الذين كانوا يسعون إلى تعهدات دفاعية أميركية جديدة قبل اتفاق نووي محتمل يخشون أن يؤدي إلى تمكين خصمهم اللدود إيران. ويقول مسؤولون أميركيون وخليجيون إن الظروف الآن مؤاتية للمضي قدما، لأن الدول العربية تقوم بمزيد من المهمات العسكرية المشتركة.
وجاء في بيان مشترك بعد القمة أن دول المجلس ملتزمة تطوير قدرة دفاع صاروخية باليستية بما في ذلك نظام إنذار مبكر بمساعدة فنية أميركية. وتعهدت واشنطن سرعة إمداد دول المجلس بالأسلحة وإرسال فريق إلى المنطقة خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة التفاصيل.
وتخشى دول الخليج العربية أن يؤدي تخفيف العقوبات ضمن أي اتفاق نووي مع إيران بحلول 30 حزيران إلى إنعاش الاقتصاد الإيراني وتمكين طهران من شراء صواريخ أكثر دقة وفاعلية.
وسيسمح وجود نظام دفاعي متكامل لدول الخليج بصد أي هجوم إيراني على نحو أفضل إذ سيربط أجهزة الرادار والصواريخ الاعتراضية في تلك الدول لمواجهة أنواع شتى من الصواريخ. وسيستخدم النظام الأقمار الاصطناعية الأميركية للإنذار المبكر وأجهزة رادار أميركية وخليجية لرصد انطلاق أي صاروخ معاد وإطلاق صاروخ من الجو أو البحر لتدميره على ارتفاع بعيد من الأرض.
وستكون شركات "لوكهيد مارتن" و"ريثيون" و"نورثروب غرومان" كبرى الجهات المتنافسة على إقامة نظام مركزي للقيادة والتحكم للدرع لأنها تقوم بالفعل بعمل مماثل للجيش الأميركي وحلفاء مهمين.
ورأى المحلل الكبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنطوني كوردزمان أن التحدي الأكبر لنجاح الدرع سيكون التوصل إلى توافق واسع على قواعد التعامل مع أي تهديدات. وقال: "عليك الانتهاء من منظومة الاشتباك برمتها قبل إطلاق الصاروخ الأول".
ولاحظ خبراء أن الوصول إلى هذه النقطة سيتطلب اتفاقات لم يسبق لها مثيل بين الجيش الأميركي ومجلس التعاون الخليجي وبين الحلفاء الخليجيين في ما بينهم على تبادل البيانات الحساسة لتفادي خطر إسقاط طائرة صديقة من طريق الخطأ. ويشير مسؤولون أميركيون الى أن إجراء تدريبات مكثفة بقيادة الولايات المتحدة سيكون مهما للوصول إلى الحد الأدنى من مخاطر الحوادث العارضة.
وللجيش الأميركي فعلاً عشر بطاريات صواريخ من طراز "باتريوت" للحماية من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى في منطقة الخليج والأردن. كما له نظام رادار قوي من طراز "اي.ان-تي.بي.واي-2" لرصد إطلاق الصواريخ.
|