التاريخ: أيار ١٦, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
الهدنة الإنسانية أعادت مظاهر الحياة جزئياً إلى المدن اليمنية
رواية عن تحضير المبعوث الأممي لحوار بين الأطراف في جنيف
صنعاء - أبو بكر عبدالله
تقلصت فرص نجاح مؤتمر سياسي للأفرقاء اليمنيين في الرياض كان مقرراً أن يبدأ أعماله غداً بعد اعلان الامم المتحدة ترتيبات لعقد مؤتمر حوار يجمع أطراف الأزمة اليمنية في دولة محايدة ستحدد لاحقاً، وذلك بعد جولة مشاورات أولى جمعت المبعوث الخاص للمنظمة الدولية الموريتاني اسماعيل ولد شيخ أحمد مع قادة من جماعة "انصار الله" وأكثر القوى السياسية.

أفادت دوائر سياسية يمنية أن المبعوث الأممي غادر صنعاء حاملاً مقترحات أولية لمعاودة مفاوضات الحل السياسي في جنيف بسويسرا في رعاية الأمم المتحدة، ودعا "جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال قد تقوّض أمن وسلامة المطارات اليمنية والمرافئ والبنية التحتية ، وشجع على رفع الحظر الذي تفرضه قوات التحالف "من أجل تيسير استيراد الوقود والغذاء والدواء وتسهيل إعادة اليمنيين العالقين في الخارج.

انتهاك الهدنة
وقد وصلت إلى مطار صنعاء الدولي طائرة مساعدات انسانية أولى تابعة للمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتزامن مع استمرار طائرات التحالف الذي تقوده السعودية في التحليق فوق أكثر المحافظات اليمنية من غير أن تشن غارات، في ما عدا غارة واحدة في محافظة عدن، واستمرار قوات الجيش السعودي في قصف عدد من المناطق الحدودية في محافظتي صعدة وحجة بالمدفعية والصواريخ في ما اعتبرته قيادة الجيش اليمني "خرقا للهدنة الانسانية".

وبينما تحدثت تقارير مستقلة عن انسحاب جماعي للحوثيين من المناطق الحدودية الغربية لمحافظة صعدة المحاذية لمناطق حدودية مطلة على منطقة جازان السعودية أمس، اتهمت قيادة الجيش قوات حرس الحدود السعودي باستحداث مواقع جديدة في مناطق حدودية.

في غضون ذلك، اتهمت المقاومة الشعبية في تعز قوات الجيش والحوثيين بخرق الهدنة بعد قصفها مناطق تمركزها بالمدفعية والدبابات، إلى شنها هجمات في محاولتها السيطرة على مواقع خاضعة لسيطرة المقاومة.

وعلى رغم اعلان اطراف الصراع في الداخل التزامهم الهدنة الانسانية، إلا أن المواجهات بين قوات الجيش تساندها اللجان الشعبية الموالية للحوثيين ومسلحي المقاومة الجنوبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي استمرت في أحياء عدة بمحافظة عدن.

كما احتدمت المواجهات في احياء عدة من مدينة تعز بين قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين ومسلحي "الاخوان المسلمين" الذين يتحالفون مع قوات عسكرية موالية للرئيس هادي تحت مظلة" المقاومة الشعبية".

وشوهدت دبابات في بعض الأحياء الشمالية والغربية والشرقية للمدينة، كما سمع دوي قذائف في مناطق متفرقة وسط عمليات نزوح للمدنيين في الاحياء القريبة من مناطق المواجهات.
ويشارك الآلاف من مسلحي جماعة "الاخوان المسلمين" وجنود من قوات اللواء 35 مدرع الموالي للرئيس هادي في هذه المواجهات التي امتدت إلى مديرية صبر الموادم في المرتفعات الغربية لمدينة تعز حيث يستخدم الطرفان أسلحة متوسطة وثقيلة بما فيها دبابات ومدفعية وصواريخ، مما اشاع حالاً من الذعر في أوساط السكان.

وفي محافظة مأرب ، أكد مسؤولون ووجهاء أن المواجهات إحتدمت بين قوات الجيش تساندها اللجان الشعبية الموالية للحوثيين ومسلحي القبائل الموالين لـ"الاخوان المسلمين" ومسلحي تنظيم "القاعدة" في مناطق العطيف والجبينة والطلعة والحمراء مستخدمين اسلحة متوسطة وثقيلة.

مظاهر الحياة
وعادت مظاهر الحياة جزئياً في بعض المحافظات اليمنية بعد وقف طائرات التحالف غاراتها. وقال مسؤولون في محافظة تعز الجنوبية إن بعض الاسواق والمصارف والشركات بدأت بفتح أبوابها خلال ساعات النهار الأولى مما أتاح للمواطنين شراء بعض السلع الأساسية وسحب اموال من المصارف في ظل انقطاع كامل لخدمات الكهرباء والمياه وشح الوقود.
كذلك عادت حركة النقل جزئياً نتيجة استعانة سائقي المركبات والسيارات بمادة الغاز المنزلي لتشغيل مركباتهم في ظل ارتفاعات تضخمية حادة لاسعار السلع والأدوية والخدمات.