غزة - فتحي صبّاح نشرت الأجهزة الأمنية التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة، عشرات الحواجز الطيّارة (غير الثابتة) في مدن القطاع، خصوصاً أثناء الليل.
وحار «الغزيون» في معرفة السبب وراء هذا الانتشار الكثيف لرجال الشرطة والحواجز الليلية داخل المدن وعلى الطرق الرئيسة التي تربط بينها.
وتزامن الانتشار الكثيف مع ارتفاع كبير في عدد التفجيرات التي شهدتها، ولا تزال، مناطق مختلفة من القطاع خلال الاشهر السبعة الماضية، خصوصاً مدينة غزة، وآخرها قبل ساعات قليلة.
وثار جدل بين «الغزيين» في شأن نجاعة هذه الحواجز وقدرة الأجهزة الأمنية على ضبط الأمور وتوفير «الأمن والأمان» الذي تفاخرت به الحركة منذ أن سيطرت على القطاع في 14 حزيران (يونيو) عام 2007.
لكن معظم «الغزيين»، خصوصا النساء والأطفال، شعر بارتياح وطمأنينة للانتشار الأمني والشرطي، بعد شهور من الخوف والقلق، في وقت أُطلق عدد من الصواريخ على اسرائيل من القطاع، وصدرت بيانات عن جماعة تطلق على نفسها «أنصار الدولة الاسلامية - داعش» في قطاع غزة، تتوعد فيها «حماس».
وقال قيادي في «حماس» لـ»الحياة» إن «الانتشار الأمني الكثيف أثمر وأدى الى اعتقال عدد من مفجري العبوات الناسفة في شوارع القطاع خلال 24 ساعة».
وأوضح القيادي أن «الأجهزة الأمنية اعتقلت عشرة سلفيين، من بينهم خمسة من منفذي التفجيرات، ومثلهم من المحرضين على العنف». وشدد على أن «لدى الأجهزة الأمنية تعليمات بالتعامل بشدة مع التفجيرات والتحريض الذي يمارسه السلفيون في القطاع»، رافضاً أن يكون هناك منتمون لتنظيم «داعش».
ونفى أن يكون هناك تنظيم لـ»داعش» في القطاع، أو أي مجموعات مسلحة، لكنه استدرك بأنه «تم القبض على عدد منهم حاولوا تنظيم خلايا مسلحة لتنفيذ تفجيرات أو عمليات مسلحة في القطاع».
وعلى رغم تأكيده أن «هناك تضخيماً لوجود السلفيين وداعش في القطاع»، الا انه أقر أن «بعضهم أجرى اتصالات مع التنظيم في الخارج».
يُذكر أن معظم السلفيين و»داعش» يكفرون كثيرين من الفلسطينيين، وحركة «حماس» وقياداتها نظراً لأنها لا تقيم الحدود في حكمها في القطاع.
وأشار القيادي الى أن «بعض» السلفيين الدعووين والجهاديين يرفض تكفير الحركة والمجتمع، وينبذ العنف الداخلي والتطرف. وكشف أن الحركة «لم تعتمد الشدة فقط مع السلفيين، بل لجأت الى ادارة حوار فكري معهم على قاعدة الحجة بالحجة والفكرة تدحضها فكرة»، لافتاً الى أن «بعض» هؤلاء «أميّ» ولم يكمل دراسته الاعدادية ويعوزه العقل والمنطق، والـ»بعض» الآخر متطرف عنيف.
|