التاريخ: أيار ١٢, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
الائتلاف يُقاطع مشاورات جنيف: لا حلّ سياسياً إلاّ برحيل الأسد و72 قتيلاً في مواجهات مشفى جسر الشغور
أعلن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" مقاطعته المشاورات التي يجريها المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دوميستورا في جنيف، والرامية الى اعادة اطلاق محادثات السلام لسوريا، وقت أوقعت الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي "جبهة النصرة" والفصائل الاسلامية داخل المشفى الوطني في جسر الشغور 72 قتيلاً على الاقل من الجانبين. 
 
وجاء اعلان الائتلاف الوطني وسط سلسلة الهزائم التي منيت بها القوات الحكومية في ادلب في شمال غرب سوريا وفي الجنوب، الامر الذي شكل قوة دفع للمعارضة.
وأبلغ رئيس الائتلاف خالد خوجة الصحافيين في اسطنبول أن المعارضة تصر على أن حكومة الرئيس السوري بشار الاسد مسؤولة عن النزاع السوري الذي دخل سنته الخامسة. وقد التقى أمس للمرة الاولى المعارض البارز لؤي حسين الذي غادر سوريا اخيرا، واعلنا التوافق على "رؤية مشتركة للحل السياسي" تؤكد رحيل الاسد شرطاً لاية تسوية.

وشددا في بيان رسمي تلي في مؤتمر صحافي مشترك على ان "لا حل سياسياً ينقذ سوريا مما هي فيه إلا برحيل الأسد وزمرته، وان لا يكون له اي دور في مستقبل سوريا". واضافا ان "استمرار التعاون والتنسيق بيننا ومع أطراف المعارضة الآخرين هو حجر الزاوية في العمل الوطني لخدمة الثورة وإسقاط النظام"، داعيين كل اطراف المعارضة "للانضمام الينا في هذا الجهد".

ولاحقا، قال دوميستورا في بيان إنه أخذ علماً بقرار الائتلاف، الا أنه لا يزال يتطلع الى وصول مبعوث من هذه المجموعة الى جنيف ليتسنى له سماع موقفها مباشرة.

خوجة وحسين يؤكّدان رحيل الأسد شرطاً لأي تسوية 72 قتيلاً في مواجهات مشفى جسر الشغور بين النظام و"النصرة"

التقى رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" خالد خوجة والمعارض البارز لؤي حسين الذي غادر سوريا أخيراً، للمرة الاولى أمس، وأعلنا التوافق على "رؤية مشتركة للحل السياسي" تؤكد رحيل الرئيس بشار الاسد شرطاً لاي تسوية.
 
قال خوجة وحسين في بيان رسمي تلي في مؤتمر صحافي مشترك في إسطنبول ان "لا حل سياسياً ينقذ سوريا مما هي فيه إلا برحيل الأسد وزمرته، وأن لا يكون له أي دور في مستقبل سوريا". وأوضحا أن "استمرار التعاون والتنسيق بيننا ومع أطراف المعارضة الآخرين هو حجر الزاوية في العمل الوطني لخدمة الثورة وإسقاط النظام"، داعيين كل اطراف المعارضة الى"الانضمام الينا في هذا الجهد".

وانعقد اللقاء بعدما تمكن حسين قبل أكثر من اسبوعين من مغادرة سوريا الى اسبانيا من طريق تركيا، على رغم حظر السفر المفروض عليه اذ كان يحاكم طليقاً بتهمة "وهن نفسية الامة" على خلفية تصريحات مناهضة للنظام أدلى بها في وقت سابق.

ويرأس حسين "تيار بناء الدولة" السورية الذي كان يعتبر جزءاً من معارضة الداخل المقبولة لدى النظام. لكنه صرّح عقب وصوله الى مدريد بأنه "لم يعد هناك أي امكان للتفاهم مع النظام الذي تحوّل الى ميليشيا". كما تحدث أمس عن "تحوّل النظام السوري الى كائن غير قادر على الدخول في أية عملية سياسية".

وتتضمن الرؤية المشتركة للحل السياسي، استناداً الى البيان المشترك، "تأسيس جيش وطني للثورة السورية" بعدما بات ذلك "أمراً ملحاً لمواجهة استحقاقات المستقبل بعدما تهتك جيش النظام وبانت بداية نهايته". وسيكون الجيش المنشود ثمرة "توحيد فصائل الثورة المقاتلة على الأرض لتكون اللبنة الأولى في بناء هذا الجيش، حيث يكون الثوار وضباط الجيش الحر والسوريون الأحرار في كل مكان عموده الفقري".

وقال خوجة رداً على اسئلة الصحافيين إن "هناك ضباطاً منشقين على الجبهات وآخرين في المخيمات يمكن الافادة من خبراتهم، بالاضافة الى عشرين الف عنصر أمن انشقوا عن النظام". وسئل عن موقع الكتائب الاسلامية في هذا الجيش، فأجاب بأن "التيار الذي سيبني سوريا المستقبل هو تيار وطني بامتياز وليس مؤدلجا"، مشيرا الى ان مساعي بدأت مع "مختلف القوى الثورية لنلتقي على أرضية واحدة"، و"هناك تجاوب من غالبية الجبهات مع هذا الطرح ونتابع التواصل معها".

ويذكر أن هناك مئات من المجموعات المقاتلة على الارض في سوريا وهي متعددة الولاء والاتجاه ومصدر التمويل، فيما تعاني المعارضة السياسية انقسامات وتجاذبات اقليمية.
وتستضيف الرياض اجتماعا منتصف حزيران المقبل يضم معارضين وعسكريين للتحضير لـ"مرحلة ما بعد الاسد".

وفي هذا الشأن، قال خوجة: "ندعم مؤتمر الرياض لانه يهدف في الاساس الى توحيد موقف جميع القوى نحو العملية الانتقالية وندعم أي جهود للتضافر من اجل بناء سوريا الجديدة".

مشفى جسر الشغور
على صعيد آخر، أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن 72 رجلاً على الاقل من قوات النظام ومقاتلي "جبهة النصرة" والفصائل الاسلامية قتلوا في اشتباكات بين الجانبين داخل المشفى الوطني حيث يُحاصر اكثر من 250 عسكرياً ومدنياً، وفي اطراف مدينة جسر الشغور.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن حصيلة معارك الاحد "ارتفعت الى 40 قتيلاً على الاقل في صفوف جبهة النصرة والفصائل الاسلامية"، فيما "قتل 32 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين".

وتمكن مقاتلو "النصرة"، ذراع تنظيم "القاعدة "في سوريا وكتائب اسلامية الاحد للمرة الاولى منذ اسبوعين، من اقتحام أحد ابنية المشفى الواقع عند الاطراف الجنوبية الغربية لجسر الشغور في محافظة ادلب، واشتبكوا مع العناصر المتحصنة داخله.
واشار عبد الرحمن الى نشوب معارك عنيفة بين الجانبين استمرت ليلاً داخل أحد أبنية المشفى وفي محيطه قبل ان تهدأ صباح أمس.

وتحاصر "النصرة" والكتائب الاسلامية، منذ سيطرتها على مدينة جسر الشغور في 25 نيسان الماضي، 250 شخصاً بين عسكري ومدني داخل المشفى.
وبين المحاصرين وفقا لمعلومات المرصد "ضباط كبار وعائلاتهم وموظفون كبار في محافظة ادلب".
ولا يمكن التكهن بقدرة المحاصرين في المشفى منذ أسبوعين على الصمود في ظل عدم امدادهم بالذخيرة والمؤن.
وتحاول قوات النظام مدعومة بغطاء جوي التقدم لفك الحصار عن عناصرها منذ أكثر من اسبوعين.

وقال الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء، ان "الجيش سوف يصل قريباً الى اولئك الابطال المحاصرين في مشفى جسر الشغور من اجل متابعة المعركة ودحر الارهاب".

وأكد عبد الرحمن ان قوات النظام تمكنت ليلاً من السيطرة على حاجز استراتيجي جنوب شرق جسر الشغور عند تقاطع طرق يربط طريق حلب اللاذقية بجسر الشغور وأريحا في إدلب، الامر الذي "من شأنه أن يحمي طرق إمداد قوات النظام الى جسر الشغور".

وجاءت سيطرة "جبهة النصرة" والكتائب الاسلامية على جسر الشغور بعد أقل من شهر من خسارة النظام مدينة ادلب، مركز المحافظة، في 28 آذار الماضي.