أعلن 21 فصيلاً مسلحاً معارضاً أمس تشكيل «فتح حلب» بمشاركة 22 ألف مقاتل تدعمُهم نحو 300 آلية ثقيلة، استعداداً لمعركة السيطرة الكاملة على ثاني أكبر مدينة في سورية، ونسخ تجربة «جيش الفتح» الذي سيطر على إدلب نهاية الشهر الماضي. في الوقت ذاته شنت قوات النظام السوري هجوماً مضاداً لفك الحصار عن 250 عنصراً بينهم ضباط برتب رفيعة، مع استمرار المعارك في القلمون شمال دمشق وقرب حدود لبنان. وقال قيادي معارض أن أبرز الفصائل الإسلامية المعارضة تدرس الانضمام إلى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، فيما حظرت السلطات السورية دخول أشخاص بلباس عسكري إلى أماكن عامة، تحسُّباً لتسلل مقاتلي المعارضة إلى مناطق النظام.
وأفادت صفحة «غرفة عمليات جيش الفتح» على موقع «فايسبوك» أمس بأن الجيش يضم 21 فصيلاً بينها «حركة نور الزنكي» و «جيش المجاهدين» و «الفرقة 101» و «الفرقة 13» محسوبين على الفصائل المعتدلة، إضافة إلى فصائل إسلامية بينها «أحرار الشام» و «فيلق الشام» و «جيش الإسلام» و «الجبهة الشامية»، مشيرة إلى أن التكتل الجديد يضم 22 ألف مقاتل تدعمهم 60 دبابة و70 عربة مصفحة و170 سلاحاً ثقيلاً و20 ألف سلاح فردي بهدف «تحرير حلب».
جاء ذلك في ظل توقُّعات بشن مقاتلي المعارضة في الأسابيع المقبلة هجوماً للسيطرة على كل حلب والأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام، وذلك بعد نجاح «جيش الفتح» الذي ضم تكتلاً من سبعة فصائل بينها «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» و «فيلق الشام» في السيطرة على مدينتي إدلب وجسر الشغور في الأسابيع الماضية.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن «قوات النظام باتت على بعد كيلومترين تقريباً من المستشفى الوطني على الأطراف الجنوبية الغربية لجسر الشغور» والمحاصر من مقاتلي «جيش الفتح»، لافتاً إلى أنها شنّت «هجوماً مضاداً مدعومة بحلفائها منذ الأربعاء في ظل غطاء جوي، في محاولة لفك الحصار عن حوالى 250 من عناصرها المحتجزين داخله». وأوضح أن قوات النظام «تستميت لفك الحصار» عن المحتجزين، وبينهم ضباط برتب رفيعة وقادة محليون للنظام.
في غضون ذلك، نقل موقع «مدار اليوم» المعارض عن عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف» أنس العبده أن الفصائل الإسلامية «تدرس خيار الانضمام إلى الائتلاف الوطني المعارض، وإصلاح الائتلاف على الصعيدين التنظيمي والسياسي»، في حين أعلن «الائتلاف» أن رئيسه خالد خوجه سيعقد مع رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين الذي ترك سورية قبل أسابيع، مؤتمراً صحافياً بعد محادثات بينهما في اسطنبول غداً لتقديم «رؤية مشتركة للمرحلة الانتقالية في سورية»، وذلك قبل لقاء المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنيف.
إلى ذلك، أصدرت السلطات العسكرية في دمشق قراراً بمنع العسكريين من دخول الأماكن العامة بلباسهم العسكري، لاسيما في محافظة اللاذقية غرب البلاد، و «الاقتصار على ارتداء الزي المدني».
والقرار الذي نُشر أمس على مواقع إلكترونية معارضة يُعتقد بأنه جاء تحسُّباً لاستخدام المعارضة البدلات العسكرية في عمليات، كما حصل قبل أيام في دمشق حيث شنت «جبهة النصرة» هجوماً نفّذه ثلاثة عناصر ارتدوا الزي العسكري.
النظام السوري يشن هجوماً في جسر الشغور والمعارضة تتقدم قرب دمشق
شنّت قوات النظام السوري هجوماً مضاداً في ريف جسر الشغور تحت غطاء من القصف الجوي، في «استماتة» منها لفك الحصار عن حوالى 250 من عناصرها بينهم ضباط رفيعو المستوى، في وقت حقق «جيش الاسلام» تقدماً شرق دمشق بالتزامن مع اشتباكات بين القوات الحكومة مدعمة بعناصر «حزب الله» من جهة وفصائل المعارضة في القلمون شمال دمشق وقرب حدود لبنان.
وقال نشطاء معارضون امس ان «مجموعات من جيش النظام مدعومة بعناصر حزب الله حاولت التقدم والسيطرة على تل خطاب الاستراتيجي المطل على طريق حلب - اللاذقية مقابل حاجز تل حمكة، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل كالتي سبقتها ولا يزال الثوار يسيطرون على التل».
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» انه «ارتفع الى ما لا يقل عن 20 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي منذ صباح اليوم (امس) على مناطق في محيط جسر الشغور، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي فصائل إسلامية من جهة، ولواء الفاطميين الأفغاني ومقاتلين عراقيين من الطائفة الشيعية وضباط إيرانيين وحزب الله اللبناني وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، في محيط حاجز العلاوين وتلال محيطة بقرية فريكة في ريف جسر الشغور»، مشيراً الى ان «انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». كما اشار الى «الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الاسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر، قرب قرية المشيرفة على الاوتستراد الدولي بين جسر الشغور واريحا، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق الاشتباكات».
وكان «المرصد» اعتبر ان الاشتباكات «قرب قرية المشيرفة على الاوتستراد الدولي بين جسر الشغور واريحا وفي محيط تلة خطاب ضمن استماتة من قوات النظام والمسلحين الموالين لها لفك الحصار عن نحو 250 من عناصر قوات النظام بينهم ضباط وعوائلهم ومدنيون موالون للنظام محاصرون في المستشفى الوطني بمدينة جسر الشغور وسط تنفيذ الطيران الحربي المزيد من الغارات على مناطق الاشتباكات».
وكان مقاتلون من «جيش الفتح» سيطروا في 25 الشهر الماضي على مدينة جسر الشغور «عقب تمكنها من طرد قوات النظام بعد ايام من سيطرته على مدينة ادلب مركز محافظة ادلب في شمال غربي البلاد.
وفي ادلب ايضا، نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في محيط مطار ابو الظهور العسكري المحاصر من مقاتلي المعارضة وعلى مناطق في مدينة ادلب ومحيطها.
وأشارت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة الى ان «حركة أحرار الشام الإسلامية» دمرت امس عربة شيلكا في قصر الفنار في جبل الأربعين خلال المعارك المندلعة قرب مدينة اريحا، مشيرة الى استخدام مقاتلي المعارضة صاروخ «ميتس» مضاداً للدروع.
واندلعت المعارك بين مقاتلي «جيش الفتح» وقوات النظام في منطقتَيْ قصر الفنار والجمعيات بهدف «تحرير» ما تبقى من قمة الأربعين الإستراتيجية التي تطل على مناطق واسعة من الريف الإدلبي.
في دمشق، قال «المرصد» ان قوات النظام قصفت مناطق في اطراف الغوطة الشرقية بالتزامن مع «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي الكتائب الاسلامية من طرف آخر في محيط بلدة الطيبة بالغوطة الغربية وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
ونفذ الطيران الحربي خمس غارات على مناطق في جرود عرسال ونحلة في القلمون، بحسب «المرصد» الذي اشار الى «استمرار الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الاسلامية وجبهة النصرة من جهة وحزب الله اللبناني مدعماً بقوات النطام وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى في جرود القبة ورأس المعرة بالقلمون ما ادى لمقتل عنصر من حزب الله اللبناني».
من جهتها، قالت «الدرر الشامية» ان «جيش الاسلام» بقيادة زهران علوش سيطر «على أجزاء واسعة على جبهة تل كردي بالغوطة الشرقية بعد مقتل العشرات من عناصر الأسد». وأفاد المكتب الإعلامي في «جيش الإسلام» أن «الثوار واصلوا تقدمهم على جبهة تل كردي وتمكنوا من السيطرة على قطاع كامل من جهة الإسكان بعد مواجهات عنيفة مع قوات الأسد أسفرت عن مقتل 40 جندياً، كما تمكنوا من تفجير سيارة عسكرية وتدمير دبابتين من طراز «تي 72» وعربتَيْ « بي إم بي»، والاستيلاء على كمية من الذخائر والأسلحة».
وكثف سلاح الجو طلعاته فوق الغوطة الشرقية وشنّ أكثر من 20 غارة بالطيران الحربي على منطقة المرج وجبهتَيْ تل كردي والدير سلمان والمناطق المحيطة بهما، ترافق ذلك مع القصف بصواريخ الفيل والمدفعية الثقيلة على المنطقة.
في شمال البلاد، القى الطيران المروحي «برميلاً متفجراً» على منطقة في قرية عبطين بريف حلب الجنوبي، في وقت «دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في محيط قريتي حجيرة غربية والرشادية قرب خناصر بريف حلب الجنوبي»، بحسب «المرصد» الذي اشار الى «اشتباكات في محيط مطار كويرس العسكري، بين قوات النظام من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي يحاصر المطار في ريف حلب الشرقي من جهة أخرى، بالتزامن مع قصف جوي على تمركزات مقاتلي التنظيم بمحيط المطار».
ودارت «اشتباكات متقطعة بين قوات النظام مدعمة بكتائب البعث وقوات الدفاع الوطني وعناصر من «حزب الله» اللبناني من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجيش المهاجرين والانصار التابع لجبهة انصار الدين من جهة اخرى، بمحيط مسجد الرسول الأعظم وبمحيط مبنى المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب حلب»، بحسب «المرصد» الذي اشار الى مقتل خمسة اشخاص بينهم طفلان اثنان ومواطنة «جراء قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة كفرناها بريف حلب الغربي».
في شمال شرقي البلاد، استمرت «الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي وقوات حرس الخابور والمجلس العسكريي السرياني من طرف وعناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» من طرف آخر في منطقة تل جدل بريف تل تمر الجنوبي في المنطقة الواقعة بين مدينتي تل تمر والحسكة وسط تقدم لوحدات الحماية، وترافقت الاشتباكات مع تنفيذ طيران التحالف العربي- الدولي ضربات على تمركزات لتنظيم «الدولة الاسلامية» في المنطقة»، بحسب «المرصد». وزاد: «أسفرت الاشتباكات عن مصرع ما لا يقل عن 22 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية»، تمكنت الوحدات الكردية، من سحب جثامينهم، فيما قضى مقاتلان على الأقل من الوحدات الكردية في هذه الاشتباكات».
ونفذ الطيران الحربي غارة على تمركز لتنظيم «الدولة الاسلامية « في ريف الحسكة الغربي.
قتلى في اللاذقية
إلى ذلك، أفاد نشطاء معارضون ومرصد حقوقي سوري، بمقتل وجرح عشرات من قوات النظام السوري في مواجهات مع مقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية، معقل النظام في غرب سوريا.
ونقلت «وكالة سمارت للأنباء» المعارضة أمس، عن مدير المكتب الإعلامي في «الفرقة الأولى الساحلية» فادي الأحمد، قوله إن «أكثر من أربعين عنصراً لقوات النظام قُتلوا وجُرح عدد آخر» في اشتباكات في محيط قمة النبي يونس في ريف اللاذقية، مشيرة الى «معارك عنيفة بين الجانبين، واستيلاء المعارضة على رشاشات وبنادق وقنابل وقذائف آر بي جي».
وقُتل في هذه المواجهات «ثلاثة مقاتلين من الفرقة الأولى قضوا خلال الاشتباكات، وسقط عدد من الجرحى»، وفق الشبكة، وأضافت أن «اشتباكات أخرى دارت بين الطرفين في جب الغار وجب الأحمر وقمة مركشلية، وسط قصف جوي بالصواريخ والبراميل المتفجرة على المنطقة».
وزادت أن «الفرقة الأولى الساحلية»، استهدفت بقذائف تجمعات قوات النظام في قمة النبي يونس ومنطقة كتف الجلطة وجب الغار. |