التاريخ: أيار ٥, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
السعودية تدرس إقامة مناطق للمساعدات الإنسانية والتحالف جدّد غاراته على مطار صنعاء واستهدف قادة حوثيين في إب
العواصم – الوكالات نيويورك – علي بردى 
أعلنت المملكة العربية السعودية أمس انها تتشاور مع شركائها في التحالف العربي الذي يخوض عملية في اليمن لوقف ضرب بعض المناطق في هذا البلد افساحاً في المجال لنقل مساعدات إنسانية.

ووقت حذرت الامم المتحدة من "كارثة انسانية" في اليمن، قال وزير الخارجية السعودي الجديد عادل الجبير في بيان إن الرياض "في صدد التشاور مع أعضاء التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن ... لايجاد مناطق محددة داخل اليمن لإيصال المساعدات الإنسانية، يتم فيها وقف كل العمليات الجوية وفي أوقات محددة للسماح بإيصال هذه المساعدات". وحذر الحوثيين من "استغلال وقف العمليات الجوية في هذه المناطق، أو منع وصول المساعدات إليها، أو محاولة استغلالها لتحقيق مآربها". وأكد ان المملكة "سوف تتعامل مع أي انتهاكات باستئناف القصف الجوي لأي تحركات عدوانية تعيق هذه الجهود الإنسانية".

وأفاد ان السعودية "تعتزم إنشاء مركز موحد على أراضيها مهمته تنسيق كل جهود تقديم المساعدات بين الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية المعنية، والدول الراغبة في تقديم المساعدات للشعب اليمني، بما في ذلك تمكين الأمم المتحدة من إيصال المساعدات".

وعلمت "النهار"من مصدر دولي في نيويورك ان المبعوث الدولي الجديد الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد سيسافر الليلة الى المنطقة في مستهل جولة على دول عدة في محاولة لوقف اعمال القتال، والعودة الى العملية السياسية لإيجاد مخرج من الأزمة الراهنة.

ولم تتضح على الفور الخطة التي سيحملها الديبلوماسي الموريتاني في جولته. غير انه أوضح ان "المساعي الأولية ستركز على طلب الأمين العام بان كي - مون اعلان هدنة إنسانية خلال الساعات المقبلة لايصال المساعدات الى المحتاجين اليها بالتنسيق مع السلطات الشرعية في اليمن، وفقاً لما ينص عليه القرار ٢٢١٦"، موضحاً ان ولد الشيخ احمد ووكيل الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان يقودان الاتصالات مع السلطات السعودية ودول التحالف لهذا الغرض. وتوقع اعلاناً "قريباً" للهدنة الانسانية هذه.

وستكون الاوضاع في اليمن في صلب محادثات زعماء دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم في الرياض في حضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم، كما ستطرح خلال زيارة يقوم بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري للسعودية الاربعاء والخميس المقبلين.
 
السنغال في التحالف
وفي دكار، أبلغ وزير الخارجية السنغالي مانكير ندياي مجلس النواب أن حكومته سترسل 2100 جندي إلى السعودية للانضمام إلى التحالف الذي يقاتل الحوثيين في اليمن. وقال: "التحالف الدولي يهدف الى حماية وتأمين المقدسات الاسلامية في مكة والمدينة". واضاف: "الرئيس... قرر الاستجابة لهذا الطلب بنشر كتيبة من 2100 رجل في الأراضي السعودية المقدسة".
ومعلوم ان الرئيس السنغالي ماكي سال صرح بعد عودته من زيارة للسعودية الشهر الماضي بأنه ينظر في طلب لنشر قوات ضمن التحالف الذي تقوده الرياض لقتال الحوثيين.

وجدير بالذكر أن السنغال ارسلت قوات الى السعودية في اطار التحالف الذي قادته الولايات المتحدة خلال حرب الخليج ضد العراق حين قتل 92 من جنودها في تحطم طائرة نقل سعودية عام 1991.

مضيق هرمز
وفي واشنطن، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن سفناً حربية أميركية بدأت مرافقة سفن حاويات تجارية ترفع علم بريطانيا عبر مضيق هرمز وذلك بعدما احتجزت إيران سفينة ترفع علم جزر مارشال الأسبوع الماضي.
وصرّح الناطق باسم الوزارة الكولونيل ستيف وارن بأن البحرية الاميركية رافقت سفينة بريطانية واحدة عبر المضيق الذي هو واحد من أهم ممرات الملاحة النفطية في العالم. وجاءت هذه الخطوة عقب محادثات بين واشنطن ولندن.


التحالف جدّد غاراته على مطار صنعاء واستهدف قادة حوثيين في إب 

شنت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية غارات على اهداف للحوثيين في محافظة إب اليمنية، ودمرت في غارة على مطار صنعاء الدولي طائرة الشحن الوحيدة من طراز "إليوشن" التابعة للخطوط الجوية اليمنية الى أجزاء من مدرج المطار كما دمرت مرافق تابعة لقاعدة الديلمي الجوية. وأعلنت قيادة الجيش أحراز قواتها تقدما في جبهات القتال الدائرة في محافظتي عدن ومأرب.
 
استهدفت مقاتلات التحالف ثلاثة منازل في قرية المسقاة بمديرية السدة بمحافظة إب يعتقد أنها لقادة من جماعة الحوثيين، مما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين وإصابة 17 بينهم أطفال ونساء.
وقال المدير العام لمديرية السدة عبدالحكيم الشدادي إن الغارات دمرت المنازل الثلاثة تماماً، والحقت اضراراً جزئية بمنازل أخرى، مشيراً إلى أن فرق الانقاذ والإسعاف تواصل البحث عن ضحايا تحت انقاض المباني المدمرة.
وأفاد سكان محليون إن الغارات استهدفت منزل القيادي في جماعة "أنصار الله" العميد زكريا الشامي الذي يتولى منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش ومنزل القيادي في الجماعة يحيى الشامي، إلى استهدافها مواقع للجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين في هذه المنطقة.
ورأت وزارة الدفاع اليمنية أن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع وخصوصا مع استمرار جهود انتشال الضحايا من تحت الانقاض. 

صعدة ومأرب
وفي محافظة صعدة معقل جماعة الحوثيين شنت طائرات التحالف ثلاث غارات على مواقع في منطقتي العبلا والقفل، فيما تعرضت مناطق حدودية عدة لقصف مدفعي وصاروخي كثيف وخصوصاً الحرث والغور بمديرية غمر، والكثير من القرى الحدودية في مديرية منبه.

وقال مسؤولون محليون إن قوات حرس الحدود السعودية أطلقت في ساعات النهار نحو 35 قذيفة وصاروخا على قرى في الشريط الحدودي غرب مدينة صعدة مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين وتخريب منازل ومزارع.
وتحدثت قيادة الجيش عن قصف قوات حرس الحدود السعودي مناطق الجحلة والملاحيظ والصبة والمنزالة وشداء والحصامة بالمدفعية والصواريخ من غير ان تذكر حصيلة الضحايا.

واستهدفت طائرات التحالف كذلك مواقع عسكرية ومدنية في محافظة مأرب مع تراجع مسلحي القبائل الموالين لجماعة "الاخوان المسلمين" ومسلحي تنظيم "القاعدة" في الكثير من جبهات القتال الدائرة مع قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين.

وأعلنت قيادة الجيش أن قواتها طهرت خلال اليومين الاخيرين عددا من المواقع المطلة على المدينة "ولم يعد يفصل طلائع الجيش واللجان الشعبية عن الوصول الى المدينة سوى مسافة قصيرة".
وادت المواجهات إلى تعثر حركة صهاريج الغاز في اتجاه العاصمة، واتهمت قيادة الجيش مسلحي جماعة "الاخوان" باحتجاز هذه الصهاريج.
 
جبهة عدن
في غضون ذلك، استمرت المواجهات بين قوات الجيش تساندها اللجان الشعبية الموالية للحوثيين ومسلحي المقاومة الجنوبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في مناطق دار سعد والبريقة والتواهي بمحافظة عدن الجنوبية.

وقالت قيادة الجيش إن "القوات المسلحة المسنودة باللجان الشعبية سيطرت على مستودع للسلاح في منطقة التواهي يحوي عتادا عسكريا متنوعا بعد فرار المسلحين وتم اعتقال خمسة".
وشنت طائرات التحالف ثلاث غارات على مطار عدن الدولي، كما شنت ثلاث غارات على مواقع للجيش واللجان الشعبية التابعة للحوثيين في مناطق كريتر، دار سعد والمعلا وثلاث غارات على منطقة جزيرة العمال لترتفع إلى 39 عدد الغارات التي شنها طيران التحالف منذ ليل الاثنين.

وأستناداً الى قيادة الجيش في عدن، تزامنت الغارات "مع محاولة عناصر الارهاب والمرتزقة الهجوم على المطار، غير أن أبطال الجيش واللجان الشعبية تصدوا لهذه المحاولات وأحبطوا الهجمات وارغموا تلك العناصر على الفرار بعد قتل العديد منهم وتدمير آلياتهم وعتادهم".

وقالت أيضاً أن " طيران العدوان السعودي نفذ غارات كثيفة على مناطق خورمكسر والشيخ عثمان وكريتر والعريش والمطار وجزيرة العمال وصوامع الغلال في محاولة لمنع تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية التي تمكنت أمس من تطهير أكثر احياء مدينة التواهي ومناطق اخرى في عدن من عناصر الإرهاب والمرتزقة".

وحلقت طائرات تجسس فوق محافظة عدن بضع ساعات، فيما أكد القيادي في المقاومة الجنوبية علي سالم الهيج "تلقي مسلحي المقاومة عتادا عسكريا في خطوة من شأنها تحسين موقفهم في المعارك التي يخوضونها مع الحوثيين وقوات الجيش الموالية لهم". وقال إن طائرات التحالف نفذت عملية الانزال ليل الاحد وان العتاد المنزل تضمن اسلحة خفيفة ومتوسطة وبنادق قناصة وصواريخ مضادة
للدروع.
 
رياض ياسين
وصرح وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبدالله بإن القوات الخاصة التي تقاتل ميليشيا الحوثي في عدن هي قوات يمنية نشرت هناك قبل أسبوعين بعد إعادة تدريبها في دول خليجية عربية، نافيا أن تكون قوات أجنبية.
وأدى الزي الأنيق للجنود وللجنود عتادهم إلى ظهور تقارير الأحد مفادها أن التحالف العربي أرسل قوات برية بعد أسابيع من الغارات الجوية على الحوثيين وعلى وحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وقـــال عبدالله وهو ضمن حكومة هادي في المنفى في الرياض في مقابلة أجريت معه: "إنها مجموعة من القوات اليمنية.‭‭ ‬‬دربناها ونرسلها لتنظيم الأشياء. ندرب المزيد حاليا ونرسل المزيد".