التاريخ: نيسان ٢٥, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
دو ميستورا يُجري في 4 أيار بجنيف "مشاورات منفصلة" مع السوريين دُعيت إليها إيران
صرّح الناطق باسم الامم المتحدة أحمد فوزي في لقاء وصحافيين بمدينة جنيف السويسرية، ان المبعوث الخاص للامم المتحدة لسوريا ستيفان دو ميستورا سيبدأ في 4 ايار في جنيف "مشاورات منفصلة" مع مختلف اطراف النزاع السوري.

وقال ان هذه المشاورات المنفصلة التي سيشارك فيها ممثلو أو سفراء الاطراف المدعوين وخبراء ستستمر ما بين أربعة وستة أسابيع وستجري في مقر الامم المتحدة في جنيف. وأضاف ان ايران التي استبعدت عن مؤتمرين دوليين حول سوريا نظمتهما الامم المتحدة عامي 2012 و2014 دعيت الى هذه المشاورات.

ولم تذكر الامم المتحدة تفاصيل عن الاطراف السوريين الذين دُعوا. لكن فوزي أوضح ان المجموعات "الارهابية" مثل "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" وتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) لم تدع الى جنيف. وقال: "سيحضر الذين لديهم علاقات معهم... يمكنهم الاتصال بهم". وأضاف ان "الدعوات وجهت الى الاطراف المعنيين وفي المقام الاول الى السوريين وبالتأكيد الى الجهات الفاعلة الاقليمية والدولية". واوضح ان دو ميستورا سيلتقي أولاً ممثلي السوريين. أما هدف المشاورات فهو دراسة الوضع "بعد نحو ثلاثة اعوام من تبني بيان جنيف" في 30 حزيران 2012.

هجوم ادلب
على صعيد آخر، أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان "جبهة النصرة" وكتائب مقاتلة في المعارضة السورية تواصل هجوماً عنيفاً على مدينة جسر الشغور، أحد آخر معاقل قوات النظام السوري في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد، وقد أحرزت تقدماً على الارض.

وكان "جيش الفتح"، وهو تحالف يضم "جبهة النصرة" وفصائل اسلامية مقاتلة أبرزها "حركة أحرار الشام"، أعلن الخميس بدء "معركة النصر" الهادفة الى "تحرير جسر الشغور". وتكتسب جسر الشغور أهمية استراتيجية، اذ انها قريبة جداً من الحدود التركية وتقع على الطريق العام الذي يصل الى محافظة اللاذقية في الغرب، منطقة النفوذ القوي لنظام الرئيس بشار الاسد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة ومقاتلي الكتائب الاسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة اخرى، في محيط مدينة جسر الشغور"، مشيراً الى تقدم للمقاتلين.

وأفاد ان العمليات العسكرية بدأت الخميس، واستعانت "جبهة النصرة" بعدد من الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في حواجز لقوات النظام ما لبثوا ان تقدموا اليها. وتحدث عن "تمكن مقاتلي الفصائل الإسلامية من السيطرة على حاجز تل حمكة الاستراتيجي وقطع طريق جسر الشغور - أريحا". وفي حال سقوط جسر الشغور، سيقتصر وجود قوات النظام في محافظة ادلب على بلدتي اريحا والمسطومة (على مسافة 25 كيلومتراً من جسر الشغور).

وكان المقاتلون تمكنوا الخميس وخلال ساعات الليل الماضي من السيطرة على عدد من الحواجز الاخرى في المنطقة. وتسببت المعارك بسقوط 13 مقاتلا من الكتائب و"النصرة" وعشرة من أفراد القوات النظامية.

ونشرت "جبهة النصرة" في أحد حساباتها الرسمية بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي صوراً وأشرطة فيديو قالت إنها من "معركة النصر داخل جسر الشغور"، مشيرة الى "انطلاق سرايا الاقتحام لمؤازرة الانغماسيين المشتبكين مع الجيش والشبيحة منذ أمس" داخل المدينة.
وتحولت جسر الشغور عملياً مركزاً إدارياً للنظام السوري بعد انسحاب قواته في 28 آذار من مدينة ادلب، مركز المحافظة، اثر هجوم لـ"جيش الفتح" الذي تألف قبل "غزوة ادلب" كما سماها.
وسيشكل سقوط جسر الشغور، في حال حصوله، ضربة كبيرة للنظام.

ويقول الخبير في الشؤون السورية تشارلز ليستر من مركز بروكينغز للابحاث ان سيطرة مقاتلي المعارضة مع "جبهة النصرة" على المدينة سيجعل الطريق مفتوحاً امام شن هجمات على مناطق في اللاذقية و"سيكون هذا خطيراً جداً على النظام".

وفي الجنوب، أعلن المرصد ان "داعش" أسقط طائرة حربية بعد اطلاق النار عليها قرب مطار خلخلة العسكري في محافظة السويداء بجنوب سوريا، فيما تحدثت حسابات جهادية على الانترنت عن اسر الطيار.
واكد التلفزيون الرسمي السوري سقوط الطائرة، عازياً إياه الى "خلل فني". ونقل عن مصدر عسكري ان الطائرة كانت "في مهمة تدريبية"، وأن "البحث جار عن الطيار".