أعلن الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، أنه خلال زيارته الكويت كانت له لقاءات سياسية، تمحورت حول حماية اللبنانيين في دول الخليج، نتيجة الانعكاسات التي تحصل من خلال التصريحات الصادرة من لبنان ضد الخليج، وتحديداً السعودية، «ما جعلني أتكلم مع السلطات الكويتية بما لها من تأثير في دول الخليج، لعدم اتخاذ إجراءات كردّ فعل على اللبنانيين». ورأى أن «التهجّم على الأطراف ومعتقداتهم من أي طرف يؤدي إلى خلافات، فالتجاذب في الكلام يخالف ميثاق الشرف الإعلاني الذي أقررناه في إعلان بعبداً»، لافتاً الى «وجوب تحييد لبنان عن الصراع في اليمن والالتزام بإعلان بعبدا. اليمن يتدبر أمره مع الدول الخليجية، ولبنان مرّ بهذه الظروف، وكانت مساعدة عربية تحوّلت في ما بعد إلى مساعدة سورية».
وقال سليمان في حديث الى إذاعة «لبنان الحر»: «السعودية صبرها واسع، ومن مصلحتها أن تحافظ على اللبنانيين وألا تتأثر بكلام من هنا أو هناك، فعندما تكون هناك حالات أمنية تستلزم الإبعاد، ما أتمناه على الدول العربية أن تدرسها مع الأجهزة الأمنية»، مضيفاً: «أحببت الجملة الأخيرة من خطاب (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله الأخير، وأحببت الجملة الأخيرة من كلمة (زعيم تيار المستقبل) الرئيس سعد الحريري، وكنت أتمنى على نصرالله أن يبدأ كلمته بحرصه على الحوار». أضاف: «رسالتي اليوم إلى اللبنانيين وليس إلى السيد حسن، الحرب الأهلية بدأت ببوسطة عين الرمانة، والحرب لم تحصل بسبب البوسطة أو الفلسطينيين، إنما بسبب اتفاق القاهرة الذي سلّم بقعة من هذه الأرض إلى الفلسطينيين، وأتى الطائف لحلّ الموضوع وحافظ على صيغة المشاركة في الحياة السياسية في لبنان»، داعياً الى «وجوب تحصينه».
وحول الاستحقاق الرئاسي، قال سليمان: «تركت رئاسة الجمهورية لأؤكد أن الدستور أهم من الأشخاص، وأنا غير نادم على هذا القرار»، مؤكداً أن «التمرد ليس صفة شجاعة، ومنذ 40 سنة لم يشهد لبنان انتخابات رئاسية طبيعية»، مضيفاً: «نعم أقبل بإعادة ترشّحي للرئاسة، ولكن كمرشّح توافقي فقط، وعندما يوافقون على «إعلان بعبدا» عندها أصبح رئيساً توافقياً».
وأشار سليمان الى «أن الدستور والوطن لا يخضعان للتخوين، وأنا لم أخن «حزب الله». وسأل: «هل يحق للحزب أن يذهب إلى سورية ليدافع عن لبنان؟ الثلاثية تقتضي قبل أن يذهب إلى سورية، أن يسأل الجيش ما إذا كان قادراً على هذا الحمل، وهو ذهب ولم يسأل؟».
وعن العائق الذي يمنع العماد ميشال عون من الوصول إلى الرئاسة، قال سليمان: «العائق أنه لا يمتلك الأكثرية، والتحالفات التي لا تؤيده هي أكثر من تلك التي تؤيده، ولكن من يعلم؟ قد يكون وصوله ممكناً، ولكن فلينزل إلى المجلس النيابي». ورأى «أن المعرقل لقيام الدولة هو الطرف الذي يرفض الالتزام بإعلان بعبدا، ويرفض انتخاب رئيس للجمهورية».
وحول رفض عون التمديد لقائد الجيش، قال: «عندما كان هناك رفض للتمديد للنواب، كان هناك فريق معترض لكنه نزل إلى المجلس وسار في التمديد، فيما غاب نواب التيار الذين أقدّر انسجامهم، ولكن كان على العماد عون إكمال انسجامه والانسحاب كلياً من المجلس النيابي»، لافتاً الى أنه «إذا تعذّر اختيار قائد للجيش، من غير المسموح الانسحاب من مجلس الوزراء».
جعجع: هجوم نصرالله على السعودية «خراب»
سأل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «أين مصلحة لبنان العليا في ما يقوم به الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله من هجوم على المملكة العربية السعودية منذ 3 أسابيع؟»، مؤكداً أن «ما يحصل «خراب بخراب» لا ينفع».
وقال جعجع في تصريح أمس أن «نصرالله رئيس حزب لبناني، وعليه يجب أن تكون المصلحة اللبنانية العليا همّه الأساسي. قد نختلف على الكثير من المواضيع ولكن لا نستطيع أن نختلف على أن السعودية ساعدت وساهمت بإعمار لبنان في كل المجالات»، لافتاً إلى أن «المملكة وقفت إلى جانب الرئيس كميل شمعون، وكلما أزور المملكة لا أسمع إلا بكميل شمعون وبشير الجميل إلى جانب الرئيس رفيق الحريري». وسأل: «أين مصلحة الشيعة من هجوم نصرالله على السعودية ومن كل ما يجري؟ أين مصلحة المسلمين أيضاً؟». أضاف: «إذا كان هجوم نصرالله على السعودية ينطلق من مبدأ تسجيل موقف أخلاقي، كان من المُفترض أن يتّخذ موقفاً من النظام السوري الذي يستخدم الأسلحة الكيماوية لقتل شعبه».
وذكّر رداً على سؤال بأن «الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وصل إلى السلطة بانتخابات شعبية وحاز نسبة 99 في المئة أي أنه حصل على تأييد كل المجموعات، ومنها الحوثيون»، وسأل: «هل المطلوب ترك بعض الجماعات المسلّحة للسيطرة بالقوة على الشرعية في اليمن؟»، لافتاً إلى أن «أي تصرّف بالقوة سيُجابه حكماً بالقوة، وهذا ما قامت به السعودية».
واعتبر جعجع أن «الشكر لسورية الذي جاء على لسان نصرالله أمس اختزال لحوادث وتحوير كبير لما يحصل، فأول 6 أشهر من الثورة السورية لم يحمل المعارضون سلاحاً أو حجارة، وسقط أكثر من 10 آلاف قتيل من المعارضة في سورية قبل أن تتحوّل لثورة مسلّحة، والجماعات التكفيرية نمت كفطريات على جانب الثورة الحقيقية»، لافتاً إلى أن «عاصفة الحزم» «تطور استراتيجي في المنطقة». |