اتخذت قوات النظام السوري سلسلة من الإجراءات لـ «عزل» مدينة حماة عن ريف إدلب المجاور تحسباً لتمدد معارك مقاتلي المعارضة إلى وسط البلاد أو هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على المدينة، في وقت سعت «جبهة النصرة» إلى تكرار «سيناريو إدلب» بتشكيل تحالف من فصائل المعارضة في ريف درعا جنوب البلاد.
وأفاد نشطاء معارضون بأنه «في محاولةٍ لعزل مدينة حماة عن الشمال ومنع أهالي المدينة من التوجه إلى أبنائهم وذويهم الذين غادروا المدينة، منعت قوات النظام في الآونة الأخيرة، خروج الحافلات إلى الشمال بعدما كانت منعت شركات النقل من تسيير رحلاتها إلى مناطق سيطرة الثوار في ريف حلب» شمالاً. وأوضح موقع «كلنا شركاء» المعارض، أن «الطريق الوحيد الذي تسمح قوات النظام لأهالي حماة بسلوكه هو طريق السلمية – حلب، مروراً ببلدة خناصر، وهو من أخطر الطرق في البلاد». وأضافت أن «النظام حوَّل المدينة سجناً كبيراً ويحاصر أهلها ويمنعهم من الخروج منها».
وقال أحد النشطاء إن قوات النظام أرسلت تعزيزات الى حماة تحسباً لاحتمال شن مقاتلي المعارضة هجوماً على المدينة، بالتزامن مع إغلاق مداخل المدينة وتحويل المدينة الى «حصن عسكري» مع فرض حظر تجول في الليل في بعض الأحياء.
ونشر نشطاء تعميماً صادراً من قيادة شرطة حماة قبل أيام، فيه تحذير من احتمال دخول عناصر من «داعش» المدينة معتمداً على «خلايا نائمة» في حماة التي كانت بعيدة من العمليات العسكرية في السنوات الماضية وخرجت فيها أكبر تظاهرة سلمية في صيف 2011. وتوقع التعميم أن يكون «الهجوم من الجهة الشرقية للمدينة، أي من جهة مدينة سلمية» التي كان «داعش» هاجمها وحاول في شكل متكرر السيطرة على الطريق بين السلمية والرقة معقل التنظيم في شمال شرقي البلاد.
وذكر «المرصد» كذلك أنه «ارتفع إلى 20 على الأقل عدد شهداء الكتائب الإسلامية والمقاتلة الذين قضوا في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين في محيط حواجز لقوات النظام بريف حماة الشمالي الغربي، في حين قتل ما لا يقل عن 13 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال اشتباكات في ريف حماة الشمالي الغربي»، لافتاً إلى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية من طرف آخر قرب بلدة عقارب وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
وواصلت قوات النظام قصف مناطق مجاورة لحماة، حيث وثق «المرصد» شن حوالى 700 غارة على إدلب وريفها منذ سيطرة مقاتلي المعارضة على المدينة بفضل تحالف سبع فصائل بينها «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» في «جيش الفتح». وأشار قيادي في «جبهة النصرة» في مدينة نوى في ريف درعا إلى اقتراب موعد الإعلان عن «جيش الفتح» في الجنوب على غرار غرفة العمليات في إدلب، بعدما انتقد البيانات التي أصدرتها منذ أيام الفصائل المنضوية تحت مظلة «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» وطالبت بقطع علاقتها مع «النصرة» ووقف «التعاون الفكري والعسكري»، معتبراً أن هذه البيانات جاءت بناءً على «إملاءات من الخارج».
اشتباكات ضارية في حلب... وغارات على حماة وإدلب
استمرت المواجهات أمس بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة في محافظة حلب شمال البلاد، وسط أنباء عن تقدم لقوات النظام في ريفها الجنوبي. وفي حين شنت طائرات النظام غارات على مناطق في محافظتي حماة (وسط) وإدلب في شمال غربي البلاد، دارت اشتباكات جديدة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وبين فصائل معارضة في مخيم اليرموك جنوب دمشق.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) بأن قذائف عدة «أطلقتها الكتائب المقاتلة سقطت على مناطق في حي شارع النيل في مدينة حلب، ما أدى إلى أضرار مادية، فيما دارت اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من «حزب الله» اللبناني من طرف، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجيش المهاجرين والأنصار التابع لجبهة أنصار الدين من طرف آخر، في محيط مسجد الرسول الأعظم في حي جمعية الزهراء غرب حلب، وقد وردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأضاف أنه «ارتفع إلى 6 عدد الشهداء الذين قضوا نتيجة قصف الطيران المروحي ببرميل متفجر منطقة في حي باب الحديد، من ضمنهم مقاتل على الأقل من الفصائل المقاتلة».
وتزامنت الاشتباكات في حلب مع أنباء عن تقدم لقوات النظام في ريف المحافظة الجنوبي، إذ ذكر «المرصد» أن الاشتباكات استمرت أمس «بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في محيط قرية الرشادية قرب خناصر بريف حلب الجنوبي، وقد وردت أنباء عن تقدم قوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة». وأردف أن ثلاثة مقاتلين من المعارضة قُتلوا في اشتباكات مع النظام قرب خناصر.
أما على أبواب حلب الشمالية، فقد دارت «اشتباكات متقطعة بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، في محيط قريتي باشكوي وحندرات بريف حلب الشمالي»، وفق «المرصد».
وفي محافظة إدلب، أشار «المرصد» إلى قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة معرة النعمان، فيما نفذ الطيران الحربي غارتين على الأطراف الجنوبية لبلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل طفل. وذكر أيضاً أن قرية الرامي بجبل الزاوية تعرضت لقصف من قوات النظام في شن قصف الطيران الحربي مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي. كذلك ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة عدة على بلدتي كورين وكفرلاته بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي غارات أخرى على بلدة كورين تحديداً، كما أورد «المرصد».
وفي محافظة اللاذقية على الساحل السوري، تحدث «المرصد» عن قصف الطيران الحربي والمروحي مناطق في الريف الشمالي، في حين قتل مقاتل من الكتائب الإسلامية إثر استهدافه من قوات النظام في محيط جبل دورين بريف اللاذقية الشمالي.
وفي وسط البلاد، قصف النظام منطقة السطانية بريف حمص الشرقي ومدينة تلبيسة بريفها الشمالي، ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في هذه المدينة ومناطق أخرى في قرية الزعفرانة. أما في محافظة حماة المجاورة، فقد أشار «المرصد» إلى قصف استهدف قرية أم حارتين وبلدة عطشان بالريف الشرقي وإلى شن الطيران الحربي ثلاث غارات على قريتي الميكمن ومسعدة بريف حماة الشرقي أيضاً. وذكر «المرصد» كذلك أنه «ارتفع إلى 20 على الأقل عدد شهداء الكتائب الإسلامية والمقاتلة الذين قضوا في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها... في محيط حواجز لقوات النظام بريف حماة الشمالي الغربي، في حين قتل ما لا يقل عن 13 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال اشتباكات مع الفصائل المقاتلة والإسلامية بريف حماة الشمالي الغربي وخلال اشتباكات بريف حماة الشرقي». وتابع أن قوات النظام قصفت بعد منتصف ليل الجمعة - السبت بلدة عقرب بريف حماة الجنوبي، في حين قصف عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» بقذائف الهاون أماكن تمركز النظام في منطقة عقارب بريف حماة الشرقي، ما أدى إلى مقتل عنصر من القوات الحكومية. وتابع أن «اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية من طرف آخر قرب البلدة (عقارب)، ووردت معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
وفي ضواحي دمشق، شن الطيران الحربي 5 غارات على بلدة زبدين وأطرافها في الغوطة الشرقية، بينما دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، في محيط مدينة داريا، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في المدينة»، وفق ما ذكر «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى سماع «دوي انفجار عند أطراف مخيم اليرموك من جهة ريف دمشق الجنوبي ناجم عن تفجير تنظيم الدولة الإسلامية عبوة قرب تمركز لمقاتلين من فصائل إسلامية». ولفت إلى سقوط ثلاثة قتلى من تنظيم «الدولة» وآخرين لم يُعرف عددهم من مقاتلي فصائل المعارضة الإسلامية في المواجهات بين الطرفين في مخيم اليرموك وضواحيه.
وفي شرق سورية، قصفت قوات النظام حويجة صكر عند أطراف مدينة دير الزور، كما قصفت طائراته محيط المطار العسكري ومحيط المدينة، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، في حي الرصافة، وفق ما أورد «المرصد». أما في محافظة الحسكة المجاورة، فقد تجددت الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، في محيط بلدة تل تمر ووردت «معلومات مؤكدة عن مصرع مقاتلين من الطرفين»، وفق ما ذكر «المرصد» الذي نقل أيضاً عن سكان اتهامهم تنظيم «الدولة» بتفجير كنيسة السيدة العذراء في قرية تل نصري في ريف تل تمر.
|