التاريخ: نيسان ١٩, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
الحوثي يفرز اليمن طائفياً وقبائل حضرموت تنضم إلى الشرعية
الحكومة اليمنية ترفض «خطة السلام» الإيرانية
الرياض - خالد العمري { الحدود السعودية اليمنية – عناد العتيبي 
استجاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمناشدة الأمم المتحدة، التي نادت بدعم الشعب اليمني بالحاجات الإنسانية، عبر إصداره أمراً بتخصيص 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن، من خلال الأمم المتحدة. وأكد بيان صدر عن الديوان الملكي أمس «وقوف السعودية التام إلى جانب الشعب اليمني الشقيق».

واتهمت قوات التحالف أمس، المتمردين الحوثيين بارتكاب ممارسات بشعة ضد المدنيين. وبينما رحبت قيادة «عاصفة الحزم» بانضمام قبائل حضرموت إلى الشرعية، بدأت بتنفيذ وعيدها للمتعاونين مع الحوثي بقصف اللواءين 125 و117 المتمردَين.

وكشف المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري، عن ممارسات ترتكبها الميليشيات الحوثية، كإطلاق النار عشوائياً على من لا يلتزم أوامرها، واختطافها عمال إغاثة في محافظة لحج، إضافة إلى ممارسة فرز طائفي - قبلي بحق اليمنيين الهاربين إلى منفذ الطوال السعودي، والتعامل معهم بناء على انتماءاتهم المذهبية والقبلية.

في الوقت نفسه، شكلت قيادة التحالف جسراً بحرياً من جيبوتي إلى الموانئ الغربية لليمن، لنقل المساعدات والمواد الإغاثية للشعب اليمني، لأجل تخفيف معاناته، معلنة تقديرها قرار جيبوتي فتح مجالها الجوي لعمليات «عاصفة الحزم». وقالت إنه «يدعم جهود التحالف».

وركزت قيادة التحالف أمس على دعم اللجان الشعبية، إذ نفذت عمليات في مثلث (لحج - تعز - عدن)، كما دعمت اللواء 35 الذي يخوض معارك مع المتمردين في تعز، إلى جانب استهدافها القصر الجمهوري في المدينة ذاتها، بعدما تحول إلى مركز قيادة ومخزن ضخم للأسلحة.

وفي حين وصل عدد الغارات التي شنها طيران التحالف 2000 غارة منذ بداية العمليات، قصفت المقاتلات صواريخ «سكود» تم تحريكها، فيما واصلت إسقاط المساعدات العسكرية واللوجستية للمقاومة، التي بدأت تحرز تقدماً مهماً في عدن.

وأعلن المتحدث باسم التحالف استشهاد جندي وإصابة آخرين في اشتباكات متواصلة في قطاع نجران منذ عصر أول من أمس حتى فجر أمس، كاشفاً عن وجود معلومات لدى قيادة التحالف بنوايا حوثية للقيام بعملية نوعية على الحدود السعودية.

وأكد أن القوات تعاملت مع مصادر النار بحسب الوضع، مشدداً على أن «لن نسمح للمتمردين بتهديدنا، وسيستمر قصف عمقهم». وقال إن ميليشيات الحوثي تحاول جرّ قوات التحالف إلى معركة غير محسوبة». وأضاف: «لكن نحن من نحدد الزمان والمكان، وسنبقي زمام المبادرة بأيدينا».

وأوضح العميد عسيري أن الحوثيين أصدروا تصاريح مزورة لشركات الطيران، لدفعها إلى دخول المنطقة المحظورة جوياً، وهو ما حدث مع الطائرة الكينية التي دخلت الأجواء اليمنية من دون إذن، وأجبرت على الهبوط في مدينة جازان السعودية، مشيراً إلى أنها غادرت بعد الانتهاء من إجراءات التحقيق.

وأشار إلى أن اللجان الشعبية عثرت في منازل سكنية، استولت عليها من الحوثي، على كميات من الأسلحة، فيما يعد دليلاً على تحول منازل المدنيين إلى مستودعات للذخيرة.

وفي إسلام آباد، أكّد المفتي العام لباكستان الشيخ محمد رفيع عثماني وقوف الشعب الباكستاني مع المملكة في الدفاع عن الشرعية في اليمن، والتعامل بحزم مع المتمردين الحوثيين.

وشدد مفتي باكستان على أن السعودية «اتخذت القرار الصحيح»، بسعيها في البداية إلى الإصلاح بين الأطراف اليمنية، ثم قرارها الوقوف مع الحق والدفاع عن الشرعية في اليمن بطلب من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، بعد ما رفضت الفئة الباغية الصلح، مؤكداً أن العلماء وجميع أبناء الشعب الباكستاني يقفون مع المملكة لإحقاق الحق ضد الفئة الباغية في اليمن.

من جهته، وصف الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي اللبناني محمد الحسيني عاصفة الحزم بـ«نهضة عربية» مضيفاً: «المنظومة العربية قامت من جديد، ونحن نرى فيها خيراً إن شاء الله».

وفي اليمن، أعلنت قبائل وادي وصحراء حضرموت اليمنية أمس، تأييدها الشرعية الدستورية، والرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه خالد محفوظ بحاح، والأعمال العسكرية التي تنفذها «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية وبقية دول التحالف.

وعبّرت في بيان صدر عن اجتماع قبائل وادي وصحراء حضرموت، الذي عُقد أمس في مدينة سيئون، نقلته وكالة الأنباء السعودية، عن شكرها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة دول مجلس التعاون الخليجي وبقية دول التحالف، على مبادرتهم ونجدتهم إخوانهم في اليمن.

الحكومة اليمنية ترفض «خطة السلام» الإيرانية

قال ناطق باسم الحكومة اليمنية أمس (السبت) إن اليمن رفض «خطة سلام» المكونة من أربع نقاط والتي قدمتها إيران للأمم المتحدة.

وتدعو الخطة الإيرانية إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء كل الهجمات العسكرية وتقديم المساعدات الإنسانية واستئناف حوار وطني واسع وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا تقصي أحداً.

وقال الناطق باسم الحكومة اليمنية راجح بادي من العاصمة القطرية الدوحة «نرفض المبادرة الإيرانية. هدف المبادرة المناورة السياسية فقط».

وتتهم الحكومة اليمنية والسعودية الداعم الرئيسة لها إيران بالتدخل في شؤون اليمن في إطار مساعيها للهيمنة على المنطقة وتنفي طهران ذلك.

وتنفي إيران أيضا أنها تقدم دعما عسكريا مباشرا للمقاتلين «الحوثيين».

ولم يبد ديبلوماسيون غربيون وعرب في نيويورك اهتماماً يذكر بالخطة الإيرانية، قائلين إنهم لا يعتبرون إيران وسيط سلام محايداً في اليمن.

وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتفق مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في مكالمة هاتفية أول من أمس على أن الحل السياسي من خلال التفاوض اساسي لإحلال السلام الدائم في اليمن.

52 قتيلاً في مواجهات بجنوب اليمن

أفادت مصادر طبية وعسكرية أمس أن 52 شخصاً على الأقل قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية في جنوب اليمن في معارك بين أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي وخصومه من الحوثيين وأتباع الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح.

وتضاف هذه الحصيلة إلى 76 شخصاً قتلوا الجمعة، لترفع العدد إلى 128 قتيلاً في يومين بجنوب اليمن وفق حصيلة لوكالة الأنباء الفرنسية واستناداً إلى مصادر طبية وعسكرية وقبلية. وقال سكان إن اطلاق نار ودوي انفجارات سمع طوال الليل في أحياء سكنية في تعز ثالث مدن اليمن (جنوب غرب) حيث قتل 27 شخصاً في معارك عنيفة بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس هادي.

وصرح مصدر طبي للوكالة أن «بين القتلى 19 متمرداً شيعياً». وأضاف أن اربعة جنود من اللواء 35 المدرع واربعة مقاتلين موالين لهادي قتلوا أيضاً. وذكر شهود عيان أن طيران التحالف استهدف مواقع للقوات الأمنية الخاصة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. كما شهدت احياء في عدن، خصوصاً دار سعد والمعلا، مواجهات جديدة، بحسب قول السكان.

وقال مدير الصحة في عدن الخضر لصور للوكالة إن «13 مدنياً بينهم ثلاث نساء وثلاثة مقاتلين موالين لهادي قتلوا في عدن منذ مساء الجمعة». واوضح أحد مساعدي محافظ عدن نايف البكري أن الضحايا الـ 16 قضوا برصاص قناصة الحوثيين المتمركزين «بالعشرات على سطوح مبان في مختلف الأحياء».

وفي رأس عمران على بعد 15 كلم غرباً، خاض مقاتلون موالون لهادي معارك عنيفة ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم الذين يحاولون منذ خمسة أيام التقدم باتجاه مصفاة عدن، بحسب ما ذكر أعضاء في «اللجان الشعبية» القوات شبه العسكرية الموالية لهادي.

وقالت المصادر نفسها إن المقاتلات قصفت مواقع المتمردين وحلفائهم في هذه المنطقة أيضاً. وفي محافظة لحج المجاورة، قالت مصادر عسكرية إن مواجهات جرت للسيطرة على قاعدة العند الجوية بين المتمردين ومقاتلين موالين لهادي نجحوا بمساندة رجال قبائل في التقدم في القطاع والسيطرة على تلة تشرف على القاعدة الجوية.

إلى ذلك، قتل تسعة متمردين السبت في كمينين لقوات موالية لهادي في شمال وشمال غرب مدينة الضالع في شمال عدن، وفق ما أفاد المتحدث باسم القوات الموالية لرئيس الدولة ناصر الشيبي لوكالة الأنباء الفرنسية.