التاريخ: نيسان ١٦, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
 
"النصرة" صارت القوة الكبرى في اليرموك بعد انسحاب "داعش"
"الحر" يُعلن بدء البرنامج الأميركي لتدريب مقاتلي المعارضة "المعتدلة"
تحدث سكان ومسؤول فلسطيني أمس عن سحب تنظيم "الدولة الإسلامية" معظم مقاتليه من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على مشارف دمشق، الامر الذي يجعل "جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم "القاعدة"، الجماعة المعارضة الرئيسية داخل المخيم.وأكد المستشار القانوني لـ"الجيش السوري الحر" أسامة أبوزيد بدء البرنامج الأميركي التركي لتدريب مقاتلين من المعارضة السورية "المعتدلة" في تركيا.
 
أفادت مصادر أن مئات من مقاتلي "الدولة الإسلامية" عادوا إلى معقلهم في الحجر الأسود المجاور لمخيم اليرموك والذي أطلقوا منه هجومهم في وقت سابق من هذا الشهر.
وروى أحد السكان ويدعى أبو أحمد هواري أن "غالبيتهم انسحبت في مناوشات كر وفر دارت بينهم وبين خصومهم".

وإلى سعيهم للسيطرة على المخيم، حاول مقاتلو التنظيم أيضاً هزيمة خصومهم "جماعة أكناف بيت المقدس" التي تربطها صلات بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" ولها أيديولوجية مخالفة للتنظيم.
واقتنصت "الدولة الإسلامية" بوصولها إلى مخيم اليرموك موطئ قدم على مسافة بضعة كيلومترات من مقر سلطة الرئيس بشار الأسد.

وأوضح اثنان من السكان أن التنظيم لا يزال يقاتل فلول "أكناف بيت المقدس" عند المدخل الشمالي للمخيم على تقاطع شارعي فلسطين واليرموك الرئيسيين، وأن "جبهة النصرة" صارت أكبر قوة في المخيم الذي نزح عنه عدد كبير من سكانه منذ بدأ التنظيم هجومه.

وصرّح مبعوث منظمة التحرير الفلسطينية لدى دمشق أنور عبد الهادي بأن "جبهة النصرة" صارت الجماعة الرئيسية في المخيم، وأن "الدولة الإسلامية" والجبهة كيان واحد ويتبادلان المواقع.

وواجهت "النصرة" اتهامات من خصومها بتسهيل دخول متشددي "الدولة الإسلامية" الى المخيم. وعلى رغم أن الجبهة والتنظيم يتنافسان في مناطق أخرى من سوريا، فإنهما متفقان في عدائهما لـ"أكناف بيت المقدس".
لكن سكانا لفتوا الى إن "النصرة" خلافاً لـ"الدولة الإسلامية" ليست مستعدة لدفع خصومها صوب مواجهة عسكرية، ولم تشارك في جولة الاشتباكات الأخيرة في مخيم اليرموك. 

الجبهة الجنوبية
الى ذلك، رفضت فصائل المعارضة السورية المقاتلة المنضوية في الجبهة الجنوبية في محافظة درعا، أي تعاون عسكري أو تنسيق مع "جبهة النصرة" التي اضطرت أخيراً الى الانسحاب من معبر نصيب الحدودي مع الاردن بضغط من هذه الفصائل.
وقال عصام الريس الناطق الرسمي باسم الجبهة الجنوبية التي تضم مجموعة من الكتائب المقاتلة منضوية تحت لواء "الجيش السوري الحر"، عبر "سكايب": "نرفض كل اشكال التعاون مع جبهة النصرة لان السكوت عن تجاوزاتها وبياناتها وانتهاكاتها جعلها تتمادى أكثر. لم تكن يوماً جزءاً من غرفة عملياتنا ولم نتعاون معها سابقاً حتى نتعاون معها اليوم".

وأضاف: "نريد من خلال موقفنا الذي اجتمعت عليه الفصائل أن نقول للسوريين إن ارتباط النصرة بتنظيم القاعدة أبعد الثورة عن مسارها واهدافها. لا نريد أن تصبح سوريا قاعدة للجهاد أو لتوسيع نفوذ دولة البغدادي"، في اشارة الى زعيم "الدولة الاسلامية" أبو بكر البغدادي.
ويأتي هذا الموقف بعد اصدار كتائب عدة منضوية في اطار الجبهة سلسلة بيانات في اليومين الاخيرين ترفض أي تقارب أو تعاون مع "النصرة".

وقال "جيش اليرموك" في بيان أصدره الاثنين إن "قيادته السياسية والعسكرية ترفض أي تقارب أو تعاون سواء كان عسكرياً أو فكرياً مع جبهة النصرة أو أي فكر تكفيري تتبناه أي جهة داخل الثورة السورية".

وتوترت العلاقة بين فصائل الجبهة الجنوبية ومقاتلي "النصرة" غداة السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الاردن مطلع نيسان الجاري، وطرد القوات النظامية منه. واجبرت فصائل المعارضة مقاتلي "النصرة" على الانسحاب من المعبر غداة تحكمها بحركة المرور عبر بوابته الرئيسية، وانسحبت لاحقاً من المنطقة المشتركة بين الحدود السورية والاردنية.

ولم تشارك "النصرة"، استناداً الى مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبد الرحمن، في التخطيط لعملية السيطرة على المعبر أو المعارك التي سبقته، لكنها شاركت في اليوم الاخير من الهجوم الذي انتهى بالسيطرة على المعبر، مما أثار استياءً كبيراً لدى مقاتلي المعارضة.

وفي بيان ثان الاربعاء، شرح جيش اليرموك، وهو من ابرز قوى المعارضة في الجبهة الجنوبية، ان موقفه كان نتيجة "تصرفات جبهة النصرة بشكل عام وما حدث في معبر نصيب خصوصاً، وذلك عندما قامت جبهة النصرة بالدخول الى المعبر بالقوة مستغلة انشغال مقاتلينا بتمشيط المعبر".

وقال الريس من جهته إن "سكوت الفصائل في السابق عن انتهاكات النصرة كان مرتبطاً بتركيز جهدها على المعركة الاهم وهي قتال النظام". ومع ذلك، هذا "ليس بمثابة اعلان حرب... لا نتمنى أي توتر ميداني ولا نريد ذلك لان معركتنا ليست مع النصرة".
 
ادلب
في غضون ذلك، قتل 24 شخصاً الثلثاء في غارات جوية شنتها قوات النظام على مدينة ادلب وريفها، استهدفت احداها ملجأ قتل فيه اطفال .
وقال المرصد: "استشهد 24 شخصاً على الأقل جراء قصف للطيران المروحي والحربي على مناطق في مدينة ادلب وبلدتي سراقب وكورين". واشار الى تجدد القصف صباح أمس على كورين، وان "الطيران المروحي القى براميل متفجرة عدة على سراقب".

ونقل الاعلام الرسمي السوري عن مصدر عسكري ان "سلاح الجو في الجيش العربي السوري استهدف تجمعات للارهابيين وأوكارهم" في ريف ادلب، معدداً قرى عدة بينها كورين، ومشيرا الى "مقتل العشرات وتدمير عربات مزودة رشاشات".
وسيطرت كتائب اسلامية و"جبهة النصرة" في نهاية آذار على مدينة ادلب التي انسحبت منها قوات النظام.
 
التدريب في تركيا
وفي أنقرة، أبلغ المستشار القانوني لـ"الجيش السوري الحر" أسامة أبوزيد قناة "سكاي نيوز" الاخبارية أن مقاتلي المعارضة الذين بدأوا التدريب في تركيا اختارتهم مباشرة وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، وأن هذه السنة ستشهد تدريب ما بين 500 و600 مقاتل سوري من جماعات تتمركز في الشمال السوري، موضحاً أن عمليات التدريب ستشمل المجالات العسكرية والطبية الإعلامية على حد سواء.
وتشكك المعارضة السورية المسلحة في خطة التدريب وفي انسجامها مع أهداف الثورة، خصوصاً أن مصادر أميركية أشارت إلى أن هذه الخطة تهدف الى مواجهة تنظيم "داعش" لا النظام السوري.