التاريخ: نيسان ١٥, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
دو ميستورا يُجري "مشاورات منفصلة" مع أطراف النزاع في جنيف
"داعش" ينسحب من أحياء في اليرموك وتقرير عن هجمات كيميائية
أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا أنه يريد اجراء مشاورات منفصلة مع اطراف النزاع في سوريا في ايار في جنيف، بينما انسحب مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" من احياء عدة داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين كانوا قد سيطروا عليها عقب اقتحامهم المخيم مطلع نيسان الجاري.
 
صرح الناطق باسم الامم المتحدة أحمد فوزي خلال مؤتمر صحافي بأن "دو ميستورا سيبدأ الشهر المقبل في ايار سلسلة مشاورات منفصلة ... مع اطراف النزاع في سوريا والجهات الاقليمية والدولية للاستماع الى وجهات النظر"، الا أنه "لم يتم بعد ارسال الدعوات".

وفي سوريا، أطلقت جماعات ما يعرف بالجبهة الجنوبية في جنوب غرب سوريا مواقف معادية لـ"جبهة النصرة" الفرع السوري لتنظيم "القاعدة" في ما يمثل مؤشرا لاحتكاك بين الجانبين قد يؤدي إلى تجدد الاشتباكات بين خصوم الرئيس بشار الأسد.

وقال بشار الزعبي رئيس جماعة "جيش اليرموك" في بيان أرسل الى "رويترز": "علينا أن نعلن موقفنا واضحاً، فلا جبهة النصرة ولا أي شي آخر بهذا الفكر يمثلنا". وفي إشارة إلى زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري، على أنه "لا يمكننا الانتقال من حكم الأسد إلى الظواهري والنصرة".

وأوضح أبو المجد الزعبي رئيس "الهيئة السورية للإعلام" المرتبطة بالجبهة الجنوبية إن الهدف هو عزل "جبهة النصرة"، وأن "الباب مفتوح لهروب مقاتلي الجبهة للانضمام إلى فصائل الجبهة الجنوبية. نحن لا ندعو للمواجهة لكن الجبهة الجنوبية أقوى".

ويبدو أن الدافع وراء البيان هو حوادث، بينها محاولة من "جبهة النصرة" القبض على قائد في الجبهة الجنوبية والتوتر بين الجانبين عند معبر نصيب مع الأردن.
وتضم الجبهة الجنوبية جماعات أقوى من الجهاديين في المنطقة وفقاً لتقديرات، بينها تقدير لمسؤول في الاستخبارات الاميركية.
غير أن "جبهة النصرة" لاتزال تتمتع بحضور كبير، وربما تطلع تنظيم "الدولة الإسلامية " أيضاً الى التوسع في المنطقة.

وفي الأيام الأخيرة، شن مقاتلو "الدولة الإسلامية" هجوما على قاعدة جوية في محافظة السويداء، في إطار نمط من الهجمات يتجاوز معاقلها الشرقية. وصد الجيش السوري هذا الهجوم.
ووصف بشار الزعبي الهجوم بانه محاولة من تنظيم "الدولة الإسلامية" لاعلان وصوله الى المنطقة، ومن الضروري تقديم المزيد من الدعم الدولي للجبهة الجنوبية لدرء الخطر الجهادي.
 
اليرموك
وفي دمشق، صرح الامين العام لـ"جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" وامين سر "تحالف فصائل المقاومة الفسطينية في سوريا" خالد عبد المجيد: "انسحب مقاتلو داعش وتراجعوا من بعض احياء المخيم"، مشيرا الى ان "الاشتباكات لا تزال مستمرة ولكن في شكل متقطع بين الفصائل الفلسطينية وتنظيم داعش".

وبات مقاتلو "الدولة الاسلامية" وفقا لمصادر فلسطينية يسيطرون على الجزء الجنوبي الغربي من المخيم، فيما تنتشر "كتائب اكناف بيت المقدس" في الجزء الشرقي وتسيطر بقية الفصائل الفلسطينية على المناطق المتاخمة لحي التضامن وشارع اليرموك.

وتتمركز قوات النظام خارج المخيم وتفرض حصارا محكما عليه، لكن عبد المجيد تحدث عن "غرفة عمليات مشتركة مع الجيش تخطط لاستعادة المخيم وانهاء تواجد تنظيم داعش فيه".
وأعلن مصدر امني سوري في دمشق ان "الامور في مخيم اليرموك تعالج في سياقها الامني والسياسي"، وان "الفصائل الفلسطينية حققت تقدماً واستطاعت استعادة بعض النقاط الحيوية في شارع لوبية وشارع الثلاثين والعملية مستمرة".

وقال سامر، وهو احد القاطنين في المخيم عبر الانترنت:"لم نر أياً من مقاتلي داعش منذ اكثر من ثلاثة ايام".

ولـ"كتائب اكناف بيت المقدس"، وهي فصيل قريب من حركة المقاومة الاسلامية "حماس" ومعارض للنظام السوري حضور داخل المخيم، مع العلم ان مقاتليها كانوا في مقدم من تصدى لاقتحام "الدولة الاسلامية"، وسبق لهم ان قاتلوا الى جانب فصائل المعارضة السورية.

ولا يشارك أفراد حركة "فتح" و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" في القتال داخل المخيم. وطالبت قيادات الفصيلين في وقت سابق بتحييد اليرموك عن الصراع المستمر بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية.
 
مواد كيميائية
على صعيد آخر،كشفت منظمة "هيومان رايتس ووتش" انها تمتلك "ادلة قوية" على استخدام قوات النظام السوري مواد كيميائية سامة خلال هجمات عدة استهدفت محافظة ادلب في شمال غرب البلاد الشهر الماضي، وهي معلومات وصفها مصدر امني سوري بانها "اكاذيب".

وقالت المنظمة الحقوقية ومقرها نيويورك، في تقرير، ان "ادلة قوية توحي بلجوء القوات الحكومية الى استخدام مواد كيميائية سامة في هجمات عدة بالبراميل المتفجرة في محافظة ادلب بين 16 و31 آذار الماضي". واعتبرت ان "هذه الهجمات تشكل خرقاً لاتفاق حظر الاسلحة الكيميائية ولقرار صادر عن مجلس الامن "، في اشارة الى القرار 2209 القاضي بتجريم استخدام السلاح الكيميائي في سوريا.

واستهدفت الهجمات، استناداً الى المنظمة، مناطق خاضعة لسيطرة مجموعات المعارضة المسلحة في اطار المعارك التي دارت للسيطرة على مدينة ادلب. واوردت ان "جبهة النصرة" ومجموعات مسلحة معارضة شنت في 18 آذار هجوما شاملا على قوات النظام، بلغ ذروته بسيطرتها على المدينة.

واشارت الى "تحقيقات اجرتها حول ستة هجمات القت خلالها المروحيات التابعة للحكومة براميل متفجرة تحتوي على عبوات غاز، قال سكان محليون انها تضم مواد كيميائية"، مضيفة ان "روايات الشهود والادلة المستمدة من الصور ومقاطع الفيديو تشير بقوة الى هجوم كيميائي في ثلاثة هجمات"، فيما "تتطلب الهجمات الثلاثة الاخرى متابعة التحقيقات". وأقرت بانها "لم تتمكن بشكل قاطع من تحديد المادة الكيميائية المستخدمة"، ناسبة الى شهود عدة من اطباء ومسعفين وصفهم رائحة غاز الكلور القوية.
ونفى مصدر امني سوري الانباء عن استخدام غاز الكلور او مواد كيميائية في ادلب.