اتسعت دائرة فصائل «الجيش السوري الحر» التي أكدت القطيعة مع «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريف درعا جنوب البلاد وقرب حدود الأردن وهضبة الجولان المحتلة، وانسحب «داعش» من أحياء في مخيم اليرموك جنوب دمشق، في وقت أعرب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عن نيته عقد سلسلة لقاءات مع الجهات الدولية والإقليمية في جنيف.
وأصدرت فصائل «الجيش الحر» في «الجبهة الجنوبية» بيانات منفصلة، تضمنت موقفاً مشتركاً مفاده «رفض أي تقارب عسكري أو فكري مع الفكر التفكيري». وقال «جيش اليرموك» إن قيادته «السياسية والعسكرية ترفض أي تقارب أو تعاون، سواء كان عسكرياً أو فكرياً، مع جبهة النصرة أو أي فكر تكفيري تتبناه أي جهة داخل الثورة السورية، وتعتبر قيادة الجيش أن الجبهة الجنوبية هي المكون العسكري الوحيد الممثل للثورة السورية في الجنوب السوري».
ولم تعرف خلفيات هذه البيانات، لكن يُعتقد أنها ترتبط بضغوطات من دول غربية تدعم «الجيش الحر» وتخشى امتداد «النصرة» و «داعش» الموجودتين في شمال سورية وشرقها، إلى جنوب البلاد قرب الحدود الإسرائيلية والأردن، علما أن البرنامج الأميركي لتدريب المعارضة المعتدلة وتسليحها لمحاربة «داعش» انطلق قبل أيام. ومُورست قبل أيام ضغوطات لانسحاب «النصرة» من المنطقة المشتركة بين الحدود السورية- الأردنية، بعد انسحابها من البوابة الحدودية لمعبر نصيب الحدودي الذي سيطرت عليه الفصائل المقاتلة بداية نيسان (أبريل) الجاري. وقال بشار الزعبي قائد «جيش اليرموك»: «علينا أن نعلن موقفنا واضحاً، لا جبهة النصرة ولا أي أحد آخر بهذا الفكر يمثلنا». وفي إشارة إلى أيمن الظواهري زعيم تنظيم «القاعدة»، قال: «لا يمكننا الانتقال من حكم (بشار) الأسد إلى الظواهري والنصرة».
في دمشق، قال أمين عام «جبهة النضال الشعبي الفلسطيني» وأمين سر تحالف فصائل المقاومة الفسطينية في سورية خالد عبدالمجيد: «انسحب عناصر «داعش» وتراجعوا من بعض أحياء مخيم اليرموك»، لافتاً الى ان «الاشتباكات لا تزال مستمرة، لكن في شكل متقطع بين الفصائل الفلسطينية وتنظيم داعش».
سياسياً، أفاد الناطق باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي أمس، بأن دي ميستورا «سيبدأ الشهر المقبل سلسلة مشاورات منفصلة مع أطراف النزاع في سوريا والجهات الإقليمية والدولية للاستماع الى وجهات نظرهم». مضيفاً: «ستنطلق هذه العملية الشهر المقبل في جنيف»، موضحاً في الوقت نفسه أن «طبيعة العملية» لم تتقرر بعد.
قتلى في اشتباكات بحلب... وقصف البنية التحتية في ادلب
قتل وجرح 33 عنصراً في اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات النظام قرب مبنى الاستخبارات الجوية في حلب شمالاً بعد تفجيره من قبل مقاتلي المعارضة مساء أول من أمس، في وقت اندلعت اشتباكات قرب موقع عسكري للنظام في ريف ادلب وسط استمرار القصف على البنية التحتية في المدينة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان مقاتلي «جبهة النصرة والفصائل الإسلامية انسحبوا من المدرسة التي سيطروا عليها في حي جمعية الزهراء إثر هجوم نفذه المقاتلون مساء (أول من) أمس على الحي، وذلك عقب تفجير نفق في محيط مبنى الاستخبارات الجوية الذي عمدت قوات النظام إلى إفراغه، بعد تفجير نفق أسفل مبنى في منطقة الاستخبارات الجوية بجمعية الزهراء غرب حلب، في الخامس من آذار (مارس) من العام الحالي». واضاف ان الهجوم الاخير «أسفر عن استشهاد ومصرع ما لا يقل عن 13 مقاتلاً من جبهة النصرة والفصائل الإسلامية، ومقتل وجرح 20 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومعلومات عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الأخير». كما أن تفجير النفق في محيط مبنى فرع الاستخبارات الجوية بجمعية الزهراء، جعل من دار الأيتام خط الدفاع الاول لقوات النظام عن حي جمعية الزهراء، بينما قصفت قوات النظام مناطق في حي قاضي عسكر.
وتعرضت مناطق في بلدة حريتان لقصف من قبل قوات النظام، فيما دارت «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، في محيط قرى باشكوي وحندرات وسيفات بريف حلب الشمالي»، بحسب «المرصد». واضاف ان اشتباكات دارت أيضاً في محيط حي بستان القصر جنوب غرب حلب.
وألقى الطيران المروحي «برميلاً متفجراً على منطقة في حي مساكن هنانو شرق حلب، كما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مناطق سيطرة الكتائب المقاتلة في حي الاشرفية شمال حلب، بينما قصف الطيران الحربي قرية رسم العبود القريبة من بلدة دير حافر التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بريف حلب الشرقي»، بحسب «المرصد» الذي افاد بـ «مقتل رجل وإصابة نحو 7 آخرين بينهم نساء وأطفال جراء تعرض مناطق في قرية شربع بريف مدينة الباب لقصف جوي».
في محافظة ادلب المجاورة، قال «المرصد» ان «أربعة اشخاص قتلوا وأصيب آخرون بجروح جراء تنفيذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة كورين بريف إدلب (شمال غرب)، بينما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على أماكن في بلدة سرمين. وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية ابلين ومناطق أخرى في قرية بسامس بجبل الزواية، كما نفذ الطيران الحربي غارة على أماكن في قرية بسامس، وسط استمرار القصف من قبل قوات النظام على أماكن في القرية، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، في حين قتل عنصر من المسلحين الموالين لقوات النظام في اشتباكات مع مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة في محيط بلدة الفوعة والتي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية».
ونفذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في مدينة ادلب التي كانت سيطرت عليها فصائل معارضة قبل اسبوعين «ما أدى لسقوط عدد من الشهداء والجرحى»، بحسب «المرصد». واضاف: «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة منطقة تل النبي ايوب بجبل الزاوية». من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن قوات الأسد استهدفت مدينة إدلب بعدد من صواريخ أرض- أرض، تسببت بمجزرة راح ضحيتها قتلى وجرحى بعد سقوط تلك الصواريخ على فرن الشعار الآلي لصناعة الخبز ومؤسسة استهلاكية». واضافت: «عدد القتلى زاد عن خمسة أشخاص، في حين بلغ الجرحى أكثر من 20 شخصاً، بعضهم حالته خطرة، وسط حالة من الهلع والخوف، حيث اعتقد الأهالي في البداية أن الانفجار ناجم من مفخخات بسبب قوته وغياب الطيران من الأجواء، ليتم التأكد بعدها أن مصدر الانفجار هو سقوط صورايخ أرض - أرض ضخمة وبعيدة المدى وغير معروفة النوع».
ودارت «اشتباكات بين جيش الفتح الذي يضم عدداً من الفصائل وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في محيط حاجز القرميد، ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات النظام»، وذلك ضمن محاولات مقاتلي المعارضة السيطرة على مواقع النظام العسكرية.
من جهتها، قالت شبكة «كلنا شركاء» المعارضة، ان «جيش الفتح» شن هجوماً موسعاً على معسكر القرميد التابع لقوات النظام قرب بلدة قميناس الواقعة جنوب شرقي مدينة إدلب. واضافت ان «كتائب “جيش الفتح” استهدفت قوات النظام بعشرات الصواريخ وقذائف المدفعية والهاون، وحققت إصابات في قلب معسكري النظام في معمل القرميد وقرية المسطومة». وزادت ان «قوات النظام المتمركزة في محيط معسكر القرميد انسحبت إلى داخل المعسكر، تحت ضربات القوة المهاجمة على المعسكر».
وكانت قوات النظام حاولت التقدم إلى بلدة قميناس انطلاقاً من مواقعهم في معسكر القرميد، و «وُجهوا بمقاومةً عنيفة من قبل كتائب الثوار المتمركزة في نقاط حراسة بمحيط المعسكر، وأردت كتائب الثوار ثلاثةً من عناصر النظام قتلى خلال الاشتباكات»، بحسب «كلناء شركاء».
في وسط البلاد، قال «المرصد»: «استشهد 7 أشخاص بينهم 6 من عائلة واحدة جراء قصف الطيران الحربي لمناطق في قرية أم حارتين بالريف الشرقي لحماة. والعدد مرشح للإرتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، بينما قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين مناطق في قرية عطشان بريف حماه الشرقي، كذلك تعرضت أماكن في قريتي قسطون وقليدين وأماكن أخرى بريف حماة الغربي لقصف من قبل قوات النظام، في حين فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة اللطامنة بالريف الشمالي لحماة، أيضاً ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على أماكن في الأراضي الزراعية الواقعة بين بلدة مورك وقرية الصياد بريف حماة الشمالي».
وأشار نشطاء الى أن «داعش» أعدم رجلاً في ريف حماة، حيث قام التنظيم بفصل رأسه عن جسده، وذلك بعد اعدام التنظيم 46 مواطناً بينهم 3 أطفال في قرية المبعوجة بريف السلمية الشرقي بمحافظة حماة.
في دمشق، قصفت قوات النظام مناطق في مدينة الزبداني بقذائف الهاون «ترافق مع فتح قوات النظام لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق المدينة، في حين نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في اطراف مدينة دوما، ومناطق اخرى في مدينة زملكا، ومنطقة عين ترما ومزارع بلدة مسرابا بالغوطة الشرقية»، بحسب «المرصد» الذي قال ان الطيران «شنّ غارات على مناطق في حي جوبر شرق دمشق، بينما استهدفت الكتائب الاسلامية بقذائف الهاون تمركزات لعناصر تنظيم «الدولة الاسلامية»، على اطراف مخيم اليرموك» جنوب العاصمة. وتابع: «سقط صاروخان يعتقد أنهما من نوع ارض- ارض أطلقتهما قوات النظام، على مناطق في بلدة زبدين بالغوطة الشرقية، ليرتفع إلى 34 على الأقل، عدد الصواريخ التي أطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة زبدين، خلال تسعة أيام».
وفي الجولان، دارت «اشتباكات عنيفة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف، و»حزب الله» اللبناني مدعماً بمقاتلين ايرانيين وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في محيط قرى وبلدات مسحرة وأم باطنة والعجرف والحميدية والصمدانية الغربية بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة، وسط قصف وفتح قوات النظام لنيران رشاشاتها الثقيلة على أماكن في المناطق ذاتها وأماكن أخرى بالقطاع الأوسط»، بحسب «المرصد» الذي اشار الى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
وفي ريف درعا، قصفت قوات النظام مناطق في بلدة الكرك الشرقي، بحسب «المرصد» واضاف ان مروحيات النظام القت «البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة انخل وبلدتي صيدا والكرك الشرقي، ما ادى لاستشهاد 3 أطفال في بلدة الكرك الشرقي وسقوط جرحى، والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالة خطرة، بينما اعتقلت قوات النظام رجلاً من بلدة الحارة على احد حواجزها في مدينة دمشق، واقتادته الى جهة مجهولة».
في شمال شرقي البلاد، دارت «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف وعناصر تنظيم «الدولة الاسلامية « من طرف آخر قرب حاجز مفرق البترول شرق مدينة الحسكة، اثر هجوم الاخير على المنطقة ما ادى إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، بحسب «المرصد». واضاف ان «طائرات حربية تابعة للتحالف العربي- الدولي شنت ضربات على أماكن في منطقة البوليل بالريف الشرقي لدير الزور، كما قصفت طائرات حربية أماكن في منطقة المعامل بالمدخل الشمالي لمدينة ديرالزور».
|