التاريخ: نيسان ١٤, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
غارات "عاصفة الحزم" دمّرت منظومة الاتصالات في صنعاء وبحّاح أدّى اليمين نائباً للرئيس اليمني
باكستان تُكثّف جهودها للحل الديبلوماسي
صنعاء - أبو بكر عبدالله 
أدى رئيس الوزراء اليمني المعترف به دولياً خالد بحاح (49 سنة) في الرياض اليمين الدستورية نائباً لرئيس الجمهورية في بلاده، غداة تعيينه في هذا المنصب، فيما صرح رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بان بلاده "ستكثف" جهودها لايجاد حل ديبلوماسي للازمة في اليمن، بعدما صوت البرلمان على عدم المشاركة في تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.
 
وأدى بحاح اليمين أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي اضطر بدوره للانتقال الى السعودية بسبب سيطرة الحوثيين على اجزاء واسعة من اليمن، وخصوصاً العاصمة صنعاء. وأجريت مراسم اليمين في مبنى السفارة اليمنية بالرياض.
ورحب مجلس التعاون الخليجي بتعيين بحاح نائبا لرئيس الجمهورية. وقال في بيان إن هذا التعيين "خطوة مهمة لتعزيز الجهود التي يبذلها فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي لإعادة الأمن والاستقرار الى اليمن الشقيق".

واستقبل هادي في مقر إقامته بقصر الضيافة بالرياض وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في حضور بحاح ووزير الخارجية اليمني رياض ياسين.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أبدى خلال زيارة للرياض الاحد التقى خلالها المسؤولين السعوديين الكبار وفي مقدمهم الملك سلمان بن عبد العزيز، ان بلاده مستعدة للمساهمة في التوصل الى حل للازمة في اليمن.
 
باكستان
وبعد يومين من تصويت البرلمان الباكستاني على الحياد في النزاع اليمني، رأى شريف ان عودة حكومة هادي التي اطاحها المتمردون الحوثيون "ستكون خطوة مهمة في اتجاه احلال السلام". وقال في بيان تلاه عبر التلفزيون إن "باكستان ستكثف جهودها الديبلوماسية خلال الايام المقبلة بالتشاور مع القيادة السعودية لحل الازمة". وكرر تطميناته السابقة الى ان باكستان مستعدة للدفاع عن وحدة الاراضي السعودية. 
 
إيران
الى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في خطاب ألقاه خلال زيارة لقازاقستان تستمر يومين: "حظيت بشرف المشاركة في مؤتمر بون عندما شكلنا الحكومة الأفغانية. وفي الواقع لم نشكلها نحن بل الأفغان... يمكننا أن نفعل هذا في اليمن أيضاً".
ومعلوم ان مؤتمر بون انعقد عام 2001 لإعادة أعمار الدولة الأفغانية بعد اطاحة نظام حكم حركة "طالبان" في غزو أميركي، مما أسفر عن قيام نظام سياسي جديد تماماً في أفغانستان.


غارات "عاصفة الحزم" دمّرت منظومة الاتصالات في صنعاء 
المقاومة الجنوبية والموالون لهادي سيطروا على معسكرات في شبوة

في موازاة تفاهمات بحل سياسي ادارتها وساطة عربية ودولية لوقف الغارات التي تشنها قوات تحالف "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة العربية السعودية على اليمن وشملت اصدار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قرارا بتعيين رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح نائبا لرئيس الجمهورية تمهيدا للعودة بالأزمة اليمنية إلى مسارها السياسي، كثفت طائرات التحالف غاراتها مستهدفة مواقع في صنعاء وست محافظات.
 
ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات في محافظة إب إلى 17 قتيلا وعدد من الجرحى بعد شن طائرات التحالف غارات استهدفت معسكر الحمزة غداة غارات شنتها ليل الاحد - فجر الاثنين على اهداف مدنية في هذه المحافظة، مما أدى إلى تدمير الملعب الرياضي وبعض المرافق والمنازل.

واستهدفت مقاتلات التحالف في صنعاء الاثنين منظومة الاتصالات العسكرية في جبل عيبان غرب العاصمة، مما ادى كذلك إلى توقف بث أكثر الاذاعات المحلية. كما استهدفت مواقع عسكرية في منطقة فج عطان القريب من القصر الرئاسي.

وفي محافظة صعدة، شنت طائرات التحالف سلسلة غارات على منطقة العند فتسبب بسقوط قتلى وجرحى وتدمير جزئي لبعض المحال التجارية. واستهدفت ايضا معسكرات اللواء 172 المرابط في مديرية الصفراء، إلى منطقتي آل الصيفي وآل ذرية بمديرية سحار، بالتزامن مع استمرار حرس الحدود السعودي في قصف عدد من القرى الحدودية في مديريات رازح والظاهر ومنبه وكتاف بالمدفعية والصواريخ.

وعاودت طائرات التحالف شن غاراتها على مواقع الجيش في محافظة عمران مستهدفة اللواء 127 مشاة المرابط جنوب المدينة. وشنت غارة على مزرعة دواجن فدمرتها وعدداً من المنازل المجاورة.

وأمس، هبطت في مطار صنعاء الدولي طائرة تابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" تحمل على متنها أكثر من 15 طنا من المساعدات والمستلزمات الطبية . وقال مسؤول الامدادات الطبية في مكتب "اطباء بلا حدود" بصنعاء راشد الرازحي ان "الشحنة تحمل 15 طناً من المساعدات والمستلزمات الطبية موجهة لإغاثة المتضررين من الغارات الجوية وستوزع على كل المستشفيات".

وفي محافظة مأرب، أدت غارات التحالف إلى تدمير خطوط نقل الطاقة الكهربائية في منطقة فرضة نهم وخروج محطة انتاج الطاقة من الخدمة وانقطاع التيار الكهربائي عن أكثر المحافظات.
 
غارات الإسناد
وعاودت المقاتلات غارات الاسناد لمسلحي المقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالية للرئيس هادي، واستهدفت مواقع الجيش وكذلك اللجان الشعبية الموالية للحوثيين في محافظة عدن وقاعدة العند العسكرية، إلى مواقع عسكرية في محافظة لحج التي شهدت موجة قتال عنيف بين الجانبين في منطقة مثلت العند.

وقال عسكريون في محافظة أبين إن قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين ارغمت احدى البوارج الحربية الراسية في خليج عدن على الانسحاب بعدما تصدت لها هذه القوات لدى محاولتها التوغل في المياه الاقليمية اليمنية أمام سواحل شقراء بمحافظة أبين.

وفي محافظة شبوة، شنت طائرات التحالف خمس غارات على مواقع الجيش اليمني واللجان الشعبية الموالية للحوثيين في مدينة عتق بعد ساعات من استعادة قوات الجيش السيطرة على المدينة التي كانت خاضعة لسيطرة مسلحي "القاعدة"، مما أدى إلى تدمير هذه المواقع تماماً. كما استهدفت معسكري قوات الأمن الخاص والشرطة العسكرية ومقر اللواء 21 ميكانيكي ومقر مديرية الامن الخاص في عتق ومقر اقامة المحافظ وقائد الشرطة العسكرية ومنازل لمدنيين في منطقة عسيلان.

وتزامنت الغارات مع سيطرة مسلحي المقاومة الجنوبية الموالية للرئيس هادي على معسكر عزان واللواء الثاني مشاة ومعسكر النشيمة القريب من ميناء بلحاف.

وفي محافظة البيضاء، شنت مقاتلات التحالف سبع غارات على مقر المعهد التقني في وسط مدينة البيضاء وعلى معسكرات اللواء 117 في منطقة مكيراس، مما أدى إلى تضرر أجزاء كبيرة من مبانيها.

وأعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن شرف غالب لقمان في مؤتمر صحافي عقده في صنعاء، إن 2571 مدنيا قتلوا نتيجة الغارات بينهم 381 طفلا و214 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 3897 بينهم 618 طفلا و455 امرأة، مشيرا إلى أن الغارات دمرت 1200 منشأة مدنية ومرفق خدمي ومستشفيات ومرافق صحية ومساجد منها 72 منشأة تعليمية وموقعان آثاريان. وأوضح "إن الغارات استهدفت 334 تجمعاً سكانياً و2265 منزلا منها 91 دمرت على ساكنيها، في حين بلغ عدد النازحين 40 ألف أسرة".