فتح تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) معارك جديدة في سورية، كان بينها خطف 50 شخصاً وسط البلاد، بالتزامن مع مواجهات مع مقاتلين أكراد وقوات النظام في شمال شرقي البلاد. ومُنيت الجلسة الثانية من «منتدى موسكو» بالفشل جراء «مماطلة» وفد الحكومة وعدم تجاوبه مع أفكار شخصيات «معارضة»، في وقت جددت مندوبة الأردن في الأمم المتحدة دينا قعوار تمسك بلادها بـ «دعم حل يحقق الانتقال السياسي» ضمن استمرار الجدال مع مندوب الحكومة السورية في نيويورك.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن تنظيم «الدولة الإسلامية لا يزال يحتجز منذ أيام ما لا يقل عن خمسين مواطناً في ريف حماة الشرقي (وسط)، بعد هجوم نفذه في 31 آذار (مارس) قرب قرية المبعوجة التي يقطنها مواطنون من المسلمين السنة ومن أبناء الطائفتين الإسماعيلية والعلوية».
واستمرت المعارك بين «داعش» وفصائل إسلامية في مناطق في مخيم اليرموك جنوب دمشق، الذي تعرض أمس لقصف من قبل قوات النظام، في وقت سحبت منظمة التحرير الفلسطينية موافقة كان أعلنها مندوبها إلى سورية أحمد مجدلاني. ورفضت في بيان «زج شعبنا ومخيماته في أتون الصراع الدائر في سورية الشقيقة».
وكان لافتاً اندلاع مواجهات عنيفة قرب مطار عسكري في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية بين دمشق والأردن، ودارت الاشتباكات قرب مطار الثعلة العسكري وتل ضلفع شرق مطار خلخلة العسكري في الريف الشمال. وأشار «المرصد» إلى مشاركة عناصر من «داعش» في المعارك.
شمالاً، قال أحد قادة مقاتلي المعارضة إن «داعش» عزز قواته شمال مدينة حلب ثانية كبريات مدن سورية، حيث هاجم جماعات منافسة في إطار هجمات أوسع خارج معاقله الشرقية.
ويعتقد أن فتح هذه الجبهات ناتج من الضغوطات التي يتعرض لها «داعش» في الغرب. وبقيت المعارك مفتوحة في شمال شرقي البلاد، بحصول مواجهات «بين التنظيم وقوات النظام والمسلحين الموالين جنوب مدينة دير الزور»، إضافة الى «اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من طرف، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في ريف بلدة تل تمر»، وفق «المرصد».
وإذ قتل وجرح عشرات بغارات شنتها مقاتلات النظام على الرقة معقل «داعش»، أفيد بمقتل عشرة بتفجير سيارة في حي موال للنظام في حمص وسط البلاد.
سياسياً، فشلت الأطراف المجتمعة في «منتدى موسكو» في التوصل إلى تفاهمات أو الاتفاق على موعد لاحق لاستكمال المشاورات، واتهمت أطراف في المعارضة الوفد الحكومي بـ «المماطلة وتعمد إفشال الحوار» وعدم الاتفاق على ورقة مشتركة. وشهدت النقاشات سجالات ساخنة لـ «جهة إصرار المعارضة على وضع صياغات محددة تهدف إلى تكريس الاتفاق على مسار جنيف وليس انطلاقاً من مبادئ جنيف كما اقترح الوفد الحكومي»، وفق مصادر معارضة، وقالت إن «مسألة حصر السلاح ودعم الجيش النظامي» أثيرت في المناقشات.
في نيويورك، ردت مندوبة الأردن لدى الأمم المتحدة دينا قعوار، على الاتهامات السورية لبلادها بخصوص «دعم وتمويل الجماعات الإرهابية». وقالت في رسالتين متطابقتين موجهتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن، إن «الأردن سيبقى داعما لإيجاد حل سياسي للنزاع يحقن الدماء ويحقق الانتقال السياسي بما ينسجم مع الطروحات المشروعة للشعب السوري الشقيق».
وكان القائم بالأعمال السوري لدى الأمم المتحدة حيدر علي أحمد، دعا المجلس الى «الاضطلاع بمسؤولياته في محاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله واجتثاث جذوره (...) واتخاذ التدابير الرادعة في حق الدول الداعمة والممولة للإرهاب»، ذاكراً اسم عدد من الدول بينها الأردن.
«داعش» يخطف 50 شخصاً في حماة... وقتلى بغارة على الرقة
أفيد بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خطف خمسين شخصاً في وسط سورية بالتزامن مع استمرار معاركه في مخيم اليرموك في جنوب دمشق. وقتل وجرح حوالى عشرين مدنياً بغارة على الرقة في شمال شرقي البلاد.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه «لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يحتجز منذ أيام ما لا يقل عن خمسين مواطناً من ريف حماة الشرقي، بعد الهجوم الذي نفذه في 31 آذار (مارس) على قرية المبعوجة التي يقطنها مواطنون من المسلمين السنة ومن أبناء الطائفتين الإسماعيلية والعلوية».
وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن الخبر لم يعمم حتى الآن للحؤول دون عرقلة مفاوضات جارية من أجل الإفراج عن الرهائن. إلا أن هذه المفاوضات لم تؤد إلى نتيجة بعد.
وبين المخطوفين عشرة اسماعيليين، منهم ست نساء. أما الأربعون الآخرون فهم من البدو السنة، وبينهم 15 امرأة. وأعرب عبدالرحمن عن خشيته من «سبي النساء».
وخطف الرهائن من المبعوجة واقتيدوا وفق «المرصد»، إلى مناطق سيطرة التنظيم في ريف حماة الشرقي.
وكان التنظيم أعدم في 31 آذار 37 مدنياً في المبعوجة، وبينهم طفلان، بـ «إحراقهم وقطع رؤوسهم أو إطلاق النار عليهم»، وفق «المرصد».
وتعرض التنظيم المتطرف منذ تصاعد نفوذه في سورية والعراق في الصيف الماضي مراراً لمدنيين، وخطف وقتل بأبشع الوسائل أشخاصاً من طوائف مختلفة، متهماً الأفراد المنتمين إلى الأقليات بالكفر، والسنة المناهضين له بالعمالة أو الارتداد.
في دمشق، قال «المرصد السوري» أن اشتباكات دارت «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل إسلامية من جهة أخرى في مخيم اليرموك، في حين تعرضت مناطق في مخيم اليرموك لقصف صاروخي من قبل قوات النظام»، ذلك علماً أن «المرصد» كان تحدث عن سيطرة «داعش» على 90 في المئة من المخيم مقابل إعلان مسؤول فلسطيني عن سيطرته على ثلث المخيم فقط.
وفي ريف دمشق، استمرت الاشتباكات بين «الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية «من جهة أخرى في أطراف القلمون، فيما تعرضت أماكن بالقرب من منطقة الرحيبة لقصف جوي»، وفق «المرصد».
وبين دمشق والأردن، قال «المرصد» أن الاشتباكات استمرت أمس «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلين يعتقد أنهم من تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في منطقة تل ضلفع شرق مطار خلخلة العسكري في ريف السويداء الشمالي، حيث تمكن المقاتلون من التقدم في المنطقة، عقب اشتباكات عنيفة، أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وأنباء عن أسر المقاتلين لعناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، إضافة لأنباء عن تمكن قوات النظام من استعادة نقاط سيطر عليها المقاتلون صباح اليوم» (أمس).
في شمال شرقي البلاد، دارت «اشتباكات بين تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في جنوب مدينة دير الزور، كما قصفت قوات النظام أماكن في حي الرصافة بمدينة دير الزور»، وفق «المرصد» الذي أفاد بأن «داعش» اعتدى بالضرب المبرح على رجل، حاول إدخال مواد غذائية إلى الأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام بمدينة دير الزور، ذلك بعد «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى قرب دوار البانوراما عند المدخل الجنوبي لمدينة دير الزور، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
الأكراد
كما استمرت «الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من طرف، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في ريف بلدة تل تمر، وسط مصرع عدد من مقاتلي الطرفين»، وفق «المرصد» الذي أشار إلى «انفجار ناجم من تفجير نفذه تنظيم الدولة الإسلامية».
في الرقة، قال «المرصد» أنه «استشهد وجرح ما لا يقل عن 16 شخصاً، وأنباء أولية عن المزيد من الخسائر البشرية جراء تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في مدينة الرقة وأطرافها» في شمال شرقي البلاد، بالتزامن مع غارات شنتها مقاتلات النظام على «مناطق في بلدة الخريطة بريف دير الزور الغربي، إضافة إلى غارتين على مناطق في بلدة سفيرة تحتاني بريف دير الزور الغربي استهدفتا منطقة مقر لـ «الحسبة» التابع لـ «داعش».
وفي العودة إلى المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، قال «المرصد» أنه «استشهد شاب من بلدة الكسوة في ريف دمشق الغربي برصاص قوات النظام في منطقة المناشر، بينما قصفت الكتائب الإسلامية بالصواريخ تمركزات لقوات النظام في اللواء 81 بمنطقة الرحيبة في القلمون الشرقي، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في مدينة الزبداني»، وفق «المرصد» الذي قال: «سمعت أصوات إطلاق نار في بلدة جديدة عرطوز بالغوطة الغربية دون معلومات عن سبب إطلاق النار، كذلك ارتفع إلى 12 عدد الصواريخ من نوع أرض-أرض والتي أطلقتها قوات النظام وسقطت على أماكن في بلدة زبدين ومحيطها بالغوطة الشرقية» للعاصمة.
وبين دمشق والأردن، «قصفت قوات النظام مناطق بالقرب من مسجد في بلدة المسيفرة بريف درعا، ومناطق أخرى في بلدة كفرشمس» في ريف درعا، وفق «المرصد» الذي أشار إلى «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى بالقرب من المنطقة الواقعة بين بلدتي الكرك الشرقي وام ولد بريف درعا، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباكات». |