التاريخ: نيسان ١٠, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
التحالف يوشك على عزل القيادة الحوثية عن المسلحين
استعرض الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض أمس مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد العلاقات الثنائية والتطورات الأخيرة في المنطقة ومن بينها أزمة اليمن. وكان أمير قطر وصل في زيارة صباح أمس اجتمع خلالها مع الملك سلمان والقيادة السعودية. وكشفت قيادة قوات التحالف أنها توشك على قطع الاتصالات بين الميليشيات والقيادة الحوثية بشكل كامل، مؤكدة أن العمل جارٍ على عزل القيادة الحوثية تماماً، من خلال استهداف الاتصالات بين صنعاء وشمال اليمن، وتحديداً صعدة التي تختبئ فيها قيادة الحوثي. وأعلنت القيادة استهدافها مستودعات وكهوف استخدمت لتخزين آليات وأسلحة وذخيرة في مناطق يمنية عدة من بينها مبني وزارة الدفاع في صنعاء.

كما استهدف طيران التحالف اللواء الـ19 في بيحان، واللواء الـ22 في شبوة، لمنعهما من استخدام آلياتهم ضد المقاومة والمدنيين. ووجه المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري على رسالة شديدة اللهجة إلى من يتواطئون من زعماء محليين وشيوخ قبائل، في إخفاء وتخزين الأسلحة بين المدنيين، مشدداً على عدم استضافة أي آليات تابعة للحوثيين وأتباع صالح، وإلا سيتم استهدافها.

ووصّف العميد عسيري وضع الميليشيات الحوثية بـ«المجموعات الصغيرة»، التي فقدت الارتباط ببعضها، وباتت تتحرك بحسب الضغط الذي يمارس عليها من عمليات التحالف، مؤكداً أن أهداف «عاصفة الحزم» تتحقق بشكل واضح.

وكشف عسيري عن صعوبات يعانيها المتمردون في الإمداد والتموين، مقللاً من شأن دخول الميليشيات بعض المناطق اليمنية، معتبراً ذلك محاولة منها إلى صناعة نصر إعلامي.

وأوضح أن قوات التحالف تحقق أهدافها بنجاح، مشيراً إلى انخفاض عمليات الدفاع الجوي ومحاولات إطلاق الصواريخ البالستية.

كما أشار إلى أن القوات البرية مستمرة في استهداف أي تحرك على الحدود الجنوبية للسعودية أو الشمالية لليمن، في حين تواصل القوات البحرية عمليات المراقبة للجزر والموانئ، لافتاً إلى إغارة التحالف على تجمع للأسلحة بالقرب من باب المندب.

وحول اقتراب بوارج إيرانية من خليج عدن، قال المتحدث باسم قوات التحالف إن من حقها البقاء ضمن المياه الدولية، لكنه شدد على أنها في حال حاولت إمداد المتمردين، فالتحالف له الحق في اتخاذ الرد المناسب.

وذكر أن الميليشيات الحوثية وأتباع صالح تتبع تكتيك «حرب الشوارع» في محاولة منها لإظهار ضربات التحالف موجهة للمدنيين، لكن اللجان الشعبية والمقاومة يواجهونهم بالتكتيك نفسه «والعمل جارٍ على دعم اللجان الشعبية بدعم نوعي سيغير الأوضاع على الأرض».

وعما إذا كان هناك زعيم للمقاومة او اللجان تتعاطى معه قوات التحالف، أوضح العميد عسيري أن «الكشف عن الأسماء ليس من مصلحة المعركة»، مشيراً إلى وجود تنسيق بين الحكومة الشرعية واللجان الشعبية.

وجدد عسيري قوله إن التحالف جاء ليحبط عملية اختطاف الحوثيين لليمن ونهب ومقدراته، ولافتاً إلى ان الاستجابة لطلب الشرعية «أمر طبيعي». وزاد: «وإلا فلا قيمة للمجتمع الدولي وقوانينه».

وأكد أن تحركات الميليشيات المتمردة أضحت «محدودة وفردية»، وان قوات التحالف تعمل بشكل جاد من أجل وصول المساعدات إلى عدن عبر التنسيق مع مع اللجان الشعبية.

وشدد على أن جميع دول التحالف تشارك بإمكاناتها في المعركة، ضارباً المثل بأحد المواقع التي ضربت وتم عرضها خلال الإيجاز الصحافي، بقوله إن طياراً مصرياً من نفذ العملية، مؤكداً أن العمل جماعي وتكاملي بين دول التحالف.

وأمس دخل المرشد الايراني علي خامنئي على خط الأزمة وشن هجوماً عنيفا على السعودية وطالبها بوقف عملياتها العسكرية في اليمن.

وفي اسلام أباد فشل وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في إقناع الجانب الباكستاني بالدعوة إلى وقف إطلاق للنار في اليمن أولاً، ثم تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ثم العمل على بدء حوار يمني داخلي بين الفصائل والأحزاب لإقامة حكومة يمنية موسعة، وهو ما يعطي الحوثيين وأنصار المخلوع اليد العليا، خصوصاً أنهم يسيطرون على العاصمة والوزارات، وقطع كبيرة من الجيش والأسلحة الثقيلة.

وشددت الحكومة الباكستانية على رفض سيطرة الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على الحكم في اليمن، واصفة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، بأنها الحكومة الشرعية التي تعترف بها باكستان والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وأن «الاستجابة لطلب الرئيس اليمني هادي في التدخل عسكرياً في اليمن، تتوافق مع القانون اليمني بصفته الرئيس الشرعي للبلاد، ومع ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التي تعتبر طهران عضواً فيها، كما تتفق مع ميثاق الأمم المتحدة».

وفي نيويورك حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من تفاقم الأزمة في اليمن لدرجة «تحوله الى ساحة فوضى وجرائم تشبه سورية وليبيا». ودعا بان جميع الاطراف الى حماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الانسانية الى المحتاجين.

واعتبر ان العودة الى مهمة موفده الى اليمن جمال بنعمر «افضل فرصة للعودة الى المفاوضات و للحفاظ على وحدة اليمن وسلامة اراضيه».

وقال السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي «ان المفاوضات في شأن مشروع القرار الخليجي مستمرة وهناك تقارب بين مواقف الاطراف والأمر يتطلب الصبر والمثابرة والحكمة للوصول الى قرار جيد».

«خيانة» سهّلت للحوثيين السيطرة على عتق

تحدثت مصادر في مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة اليمنية، عن «خيانة وتواطؤ» قادة عسكريين وأمنيين يمنيين، مكّنا الحوثيين والموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، من السيطرة على المدينة، بعد معارك ضارية.

وبعد أسبوع على إحكام تنظيم «القاعدة» سيطرته على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت (شرق)، سرت أنباء عن توجه التنظيم الى تشكيل مجلس لإدارة المدينة بإمرته.

وواصل الحوثيون توغلهم في أحياء مدينة عدن، على رغم تكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، نتيجة المقاومة الشرسة التي يبديها أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي ومسلحو «الحراك الجنوبي».

في غضون ذلك، تواصلت الغارات الجوية لطائرات دول التحالف المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» لليوم الخامس عشر، مستهدفة مواقع للحوثيين وقوات علي صالح ومعسكرات ومخازن للسلاح في صنعاء وصعدة وعمران وشبوة وعدن وتعز، في سياق محاولتها القضاء على القدرات العسكرية والدفاعية لمسلحي الجماعة، ومنع تقدمهم في المناطق الجنوبية.

وفيما أعطى بعض مسلحي القبائل في محافظتي إب وتعز، إشارات الى بوادر مقاومة مسلحة ضد الوجود الحوثي، زودت قوات التحالف أنصار هادي في مناطق ردفان التابعة لمحافظة لحج (شمال عدن) بكميات من السلاح والذخائر والمعدات القتالية، عبر إنزال مظلي، في ظل تواصل المواجهات العنيفة في مدينة الضالع المجاورة.

وفي مدينة المكلا، أحبط مسلحو تنظيم «القاعدة» أمس محاولة للتظاهر ضد التنظيم، بادر إليها عدد من الناشطين، بعد أسبوع على سيطرة التنظيم على المدينة، وسط أنباء عن نيته تشكيل مجلس لإدارتها تحت إمرته. كما أفادت مصادر أمنية بأن مسلحيه سيطروا على عدد من الزوارق التابعة لخفر السواحل، ويعتقد بأنهم فخخوها استعداداً لتنفيذ هجمات انتحارية ضد أهداف في بحر العرب.

وأكدت مصادر في مدينة عتق، أن «اللجان الشعبية الحوثية ومعها قوات الجيش الموالية للرئيس السابق تمكنت من دخول المدينة والانتشار في مرافقها الحكومية ومعسكراتها التي تعرضت للنهب قبل يوم من الوصول إليها».

واتهمت المصادر قادة عسكريين وأمنيين بـ «التواطؤ والخيانة»، وقالت إن «طيران التحالف شن غارات على مواقع للحوثيين وقواتهم، وإن أنصار هادي من رجال القبائل الموالين لحزب «الإصلاح» ومن عناصر «الحراك الجنوبي» انسحبوا بعد استنفاد قدراتهم في معارك عنيفة خاضوها في الأيام القليلة الماضية في مناطق بيحان والصفراء ومرخة.

وقصف طيران التحالف أمس مواقع للحوثيين في عدن ولحج والضالع، في ظل استمرار التوغل الحوثي في أحياء مدينة عدن التي يتمركز فيها المقاومون من أنصار هادي و «اللجان الشعبية». وتحدث شهود عن ضراوة المقاومة وتكبيدها الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مع استمرار القصف على مواقعهم في حي الشيخ عثمان وخور مكسر.

واستهدف القصف في صنعاء أمس قيادة معسكر القوات الخاصة ومقر كتيبة المظلات ومخازن تابعة لوزارة الدفاع، كما طاول موقعاً للدفاع الجوي في الجبل الأسود المطل على منطقة الصباحة غرب العاصمة، وامتد شمالاً ليضرب معسكر اللواء 310 في عمران (شمال صنعاء) ومواقع للمدفعية في منطقة الجنات قرب أكبر مصنع للأسمنت في اليمن.

وأكدت مصادر عسكرية لـ «الحياة»، أن غارات استهدفت مقر قيادة محور صعدة العسكري ومواقع أخرى في المدينة حيث معقل الجماعة، كما ضربت معسكر اللواء 22 في الحرس الجمهوري في تعز، ومواقع أخرى في المحافظة.

وقالت مصادر عسكرية إن الحوثيين سيطروا أمس على مقر اللواء المدرع 35 الذي ينتشر في محافظة تعز ومدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر، بدعم من قائد اللواء السابق منصور البرطي الذي كان هادي أصدر قراراً بإقالته بعدما طرده الجنود وأعلنوا دعمهم الشرعية.

الى ذلك، واصل هادي من مقر إقامته في الرياض، إصدار قرارات بتعيين قادة عسكريين موالين له على رأس ألوية في الجيش.

ويعاني معظم سكان اليمن ظروفاً إنسانية حرجة، بسبب اختفاء الوقود وصعوبة المواصلات وشح المواد الغذائية الأساسية وانقطاع إمدادات المياه والكهرباء، ونقص الأدوية والكوادر الصحية.

الولايات المتحدة تصعّد لهجتها ضد إيران: لن «نقف مكتوفي الأيدي» أمام زعزعة الاستقرار

أكدت الولايات المتحدة علمها بأن إيران تسلّح الحوثيين، ولن تقف مكتوفة اليدين أمام زعزعة استقرار كل المنطقة، فيما استمر القتال في جنوب اليمن بين المتمردين والمقاتلين الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي

إلى ذلك، طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني، دول المنطقة بالعمل لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لشبكة «سي بي إس»: «على إيران الاعتراف بأن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة اليدين بينما تتم زعزعة استقرار المنطقة برمتها، ويشن أشخاص حرباً مفتوحة عبر حدود دول أخرى». وأضاف: «كانت هناك - وهناك حالياً بالتأكيد - رحلات طيران قادمة من إيران. أسبوعياً، هناك رحلات من إيران رصدناها ونحن نعرف ذلك».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأربعاء، أن الطائرات الأميركية بدأت تزويد مقاتلات عملية «عاصفة الحزم» وقوداً في الجو.

وفي الوقت نفسه، أكد كيري أن الولايات المتحدة لا تسعى الى المواجهة. وقال: «لن نتخلى أبداً عن تحالفاتنا وصداقاتنا»، موضحاً أن واشنطن مقتنعة «بضرورة الوقوف في صف الذين يشعرون بأنهم مهددون بسبب الخيار الذي يمكن أن تقوم به إيران».

وهذه أول مقابلة تلفزيونية مع كيري منذ عودته من سويسرا، بعد التوصّل الى اتفاق إطار بين القوى الكبرى وطهران حول البرنامج النووي.

وفي الأثناء، قتل 20 حوثياً ليل الأربعاء وصباح الخميس في جنوب اليمن، بينهم 14 قضوا في غارات للتحالف العربي الذي تقوده السعودية على عدن، على ما أعلنت مصادر عسكرية وجنوبية.

وقال مصدر في القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، إن «14 حوثياً قتلوا في سلسلة من ثماني غارات شنّتها مقاتلات التحالف على مواقع المتمردين في حي دار سعد»، عند المدخل الشمالي لعدن. وأضاف أن «بعض المقاتلين الحوثيين فروا بعد الغارات الى محافظة لحج»، شمالاً.

وفي مدينة الضالع الجنوبية، نصب مقاتلون من الحراك الجنوبي مناصرون للرئيس هادي، مكمناً في الليل لمقاتلين حوثيين وقتلوا ستة منهم، على ما قال المسؤول في الحراك ناصر الشعيبي.

وبالقرب من عتق عاصمة محافظة شبوة الجنوبية، استهدفت غارات للتحالف معسكر «مهرة» التابع لوحدة عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين،على ما أفاد مسؤول محلي من دون أن يتمكن من إعطاء حصيلة للضحايا.

وفي أعقاب الغارة، فرّ حوالى 300 عنصر من القوات الموالية لصالح ومن الحوثيين، الى داخل عتق حيث سيطروا على مبنى الإدارة المحلية ومباني الشرطة، ورفعوا رايات الحوثيين.

في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية أن نحو 85 سجيناً فروا في عتق مع انسحاب قوات الشرطة من مقارها في المدينة وسيطرة الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح عليها. وقتل 22 شخصاً وأصيب 70 الأربعاء، في المدينة الجنوبية في عمليات قصف نفذها الحوثيون.

وذكرت الناطقة باسم الصليب الأحمر في اليمن ماري كلير فغالي، أن خمسة عمال إغاثة من المنظمة الدولية وصلوا الأربعاء الى عدن مع 400 كيلوغرام من المعدات الطبية. وما زالت المنظمة في انتظار طائرتين تحملان 48 طناً من المساعدات الطبية الى صنعاء.

وكانت السعودية أطلقت مع ثماني دول عربية، عملية «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن دفاعاً عن شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي لجأ الى الرياض.

من جهته، دان الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس، الضربات الجوية التي يشنها التحالف من دون أن يسمي السعودية التي تقوده. وتوجه روحاني الى «دول المنطقة» بالقول: «على الجميع أن يفكرو في إنهاء الحرب ووقف النار، وفي المساعدة الإنسانية». كما طالب التحالف «بالتراجع». وقال إن «الحل هو الأخوة والصداقة»، مؤكداً ضرورة «إحلال السلام والاستقرار في المنطقة».

من جهة أخرى، اتهم روحاني بالكذب الذين يقولون «في الطرف الآخر من العالم»، إنهم قلقون على مصير المنطقة، من دون أن يوضح البلد الذي يقصده. وقال إنه إذا كان الأمر كذلك فعلاً، «فلماذا تشجعون المعتدين؟». وتابع: «فلنعمل على إحضار اليمنيين إلى مائدة التفاوض ليقرروا مستقبلهم. ولنتقبل أن مستقبل اليمن سيكون بأيدي شعب اليمن لا بأيدي أي طرف آخر».