تونس – محمد ياسين الجلاصي سادت حال من الهدوء الحذر محافظة قبلي جنوب شرقي تونس أمس، غداة مواجهات عنيفة بين الشرطة وعاطلين من العمل اعتصموا في مقر شركة بترولية محلية.
وشهدت المنطقة ليل السبت - الأحد اشتباكات بين الأمن ومتظاهرين إثر تدخل قوات الشرطة لفك اعتصام نفذه العاطلون من العمل منذ ثلاثة أيام، أمام الشركة في مدينة دوز التابعة لمحافظة قبلي في الجنوب التونسي. وأحرق محتجون إطارات مطاط في الطرق وعند مداخل المدينة احتجاجاً على إيقاف عدد من المعتصمين المطالبين بعمل من قبل قوات الأمن، فيما شهد عدد من الشوارع مواجهات كر وفر بين الجانبين تواصلت إلى الساعات الأولى لفجر أمس الأحد.
وعاد الهدوء إلى المدينة بعد اتفاق بين السلطات الأمنية وفاعليات في محافظة قفصة، من نقابيين ومجتمع مدني، يقضي بإطلاق سراح الموقوفين الذين تعهدوا بدورهم بعدم تعطيل عمل الشركات البترولية.
وتواجه الحكومة التونسية تحدي التنمية وتوفير وظائف في ظل تردي الوضع الاقتصادي منذ الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل أربع سنوات.
ويخوض عشرات العاطلين من العمل إضراباً عن الطعام منذ 20 يوماً لمطالبة الحكومة بإيجاد فرص عمل لهم، في ظل سعي الحكومة إلى إيجاد حلول تقضي بإيجاد وظائف لهم خارج القطاع العام، نظراً لتدني قدرة موازنة الدولة.
وقال رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد في جلسة حوارية مع المجلس النيابي قبل يومين، إن «البلاد تمر حالياً بمرحلة إنقاذ ضرورية من أجل إنعاش الوضع الاقتصادي والمالي للبلاد واستعادة مختلف القطاعات الحيوية عافيتها»، داعياً إلى إيقاف تدهور الأوضاع الاجتماعية في البلاد. وأضاف «لا نملك عصا سحرية لمعالجة هذه الأوضاع المستعصية بين ليلة وضحاها، ونحن لا ندّعي أنّنا سنفضّ كلّ الإشكاليات المطروحة بجرّة قلم».
ويراهن خبراء اقتصاد على زيارة يبدأها الرئيس الباجي قائد السبسي لفرنسا غداً، على أمل تفعيل شراكة اقتصادية ملموسة، بين البلدين، تحول تونس إلى شريك حيوي لفرنسا، علماً أن فرنسا هي الشريك التجاري الأكبر لتونس، وأول مستثمر أجنبي فيها. |