الرباط - محمد الأشهب أكد رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران أن رفض بلاده التدخلات في شؤونها الداخلية يحتم عليها تجنب أي تدخل في الشؤون الداخلية للآخرين. أتى ذلك في معرض دفاع رئيس الحكومة «الإسلامي» عن لقائه القيادة المصرية على هامش القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ. وقال: «لا بد من التحلي بواقعية وبعد النظر».
وانتقد معارضي زيارته الأخيرة لمصر واجتماعه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أول لقاء بين القيادة المصرية وزعيم حزب «العدالة والتنمية» الذراع السياسي لـ»الإخوان» في المغرب.
وأوضح بن كيران على هامش ندوة في الرباط مساء الخميس، أنه يحتفظ بقناعاته الشخصية لنفسه وأن هناك ملفات وقضايا تلزم بلاده بالانفتاح، مشيراً الى أن العلاقات بين الرباط والقاهرة ترتدي طابعاً تاريخياً «وتلزمنا استحضار العقل لإصلاح ذات البين». وأكد ان العلاقات الخارجية للمغرب هي من اختصاص المؤسسة الملكية، و «لا يمكن أن يباشرها شخصان أو ثلاثة، بل يرعاها شخص واحد هو الملك» محمد السادس. وأتت تصريحات بن كيران في أعقاب جدل أثاره الإسلاميون في المغرب حول أبعاد زيارته الأخيرة لمصر، على رغم أنها كانت للمشاركة في القمة العربية في شرم الشيخ.
وبدا بن كيران أقرب الى تفهم مسار الأحداث، وإن دفع في اتجاه العمل من أجل رأب الصدع، في إشارة إلى مبادرة سابقة لم تكتمل معالمها، قبل عزل الرئيس السابق محمد مرسي. على صعيد آخر، انتقد رئيس الكتلة النيابية لـ «العدالة والتنمية» في مجلس النواب عبد العزيز أفتاتي مذكرة رفعتها أحزاب المعارضة لطلب تحكيم المؤسسة الملكية في خلافات تتعلق بالتحضير للانتخابات. ورأى أن المذكرة تستهدف «التحكم» وليس التحكيم. واتهم فصائل المعارضة بالسعي الى «تشكيل جبهة لمناهضة الإصلاح والتغيير»، وبمحاولة «الحجر» على المؤسسة الملكية التي هي فوق الأحزاب.
من جهة أخرى، دعا وزير العدل والحريات مصطفى الرميد المغاربة إلى مساعدة حكومة بن كيران في محاربة الفساد، مؤكداً أن الأمر لم يعد مقتصراً على الحكومة. واعتبر الرميد أن الفساد «معركة يجب أن يكون المواطنون أول المساهمين فيها».
ونفى الوزير الاتهامات الموجهة إليه من أحزاب المعارضة، بانتقاء الملفات المعروضة على القضاء، وقال إنه يحيل كل الشكاوى المرتبطة بالفساد دون تمييز. |