التاريخ: نيسان ٢, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
"عاصفة الحزم" في أسبوعها الثاني باليمن احتدام حدودي وتقدّم حوثي في عدن
صنعاء - أبو بكر عبدالله 
دخلت الحملة الجوية لتحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده المملكة العربية السعودية على الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح يومها السابع. ومع استمرار الغارات احتدمت المعارك البرية على الحدود اليمنية - السعودية في محافظتي صعدة وحجة. وتقدم المقاتلون الحوثيون وحلفاؤهم في الجيش في رتل دبابات إلى منطقة خور مكسر بوسط عدن المعقل الرئيسي للموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي.
 
وشاهد سكان عدن مجموعات ضخمة من المقاتلين تحمل قذائف صاروخية ترافقهم دبابات وشاحنات ثبتت عليها مدافع رشاشة في خور مكسر بوسط عدن. وفر سكان كثيرون من المنطقة ويحاول البعض ركوب سفينة تغادر الميناء.

وصرح الناطق باسم قوات تحالف "عاصفة الحزم" العميد ركن طيار أحمد عسيري عن نتائج عمليات اليوم السابع للعملية العسكرية "ذكر في وسائل الإعلام أن هناك ضحايا في مصنع للألبان أو أحد معسكرات اللاجئين وذكرنا أن هذه الميليشيات تقوم باستهداف المدنيين لضرب تجمعات السكان ليأسهم من تحقيق نتائج عسكرية على الأرض. بعد منع حركتها أصبحوا في قتال مع المقاومة داخل المدن ويوجد عمليات وهم من استهدفوا مصنع الألبان والمعلومات تؤكد أنها قذائف هاون وصواريخ كاتيوشا من الحوثيين".

ورأى وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبد الله إن المشكلة الرئيسية لليمن ليست المقاتلين الحوثيين الذين سيطروا على معظم البلاد، ولكن حليفهم علي صالح، إذ أن قواته أفضل تدريبا وتسليحا. وأضاف انه لا يمكن أن يكون هناك دور في المستقبل لعلي صالح أو عائلته في اليمن في حين أن الحوثيين يمكن أن يضطلعوا بدور فقط إذا ألقوا سلاحهم.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة "انصار الله" الحوثية محمد البخيتي إن السعودية تسعى في نهاية الأمر إلى فض تحالفهم وتحريض علي صالح على الانقلاب على الحوثيين، محذرا من أن الرئيس السابق "سينتهي" اذا حاول ذلك. ولفت الى أن "السعودية هم الذين دعموا صالح 35 سنة. الآن رفض يقاتلنا". وأوضح أن علي صالح "لا يقاتلنا حبا فينا ولكن خوفاً". 


الجيش السعودي يقصف مواقع الحوثيّين في صعدة وغارات جوّية لدعم القوات الموالية لهادي في الجنوب

في اليوم السابع لانطلاق تحالف "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة العربية السعودية، كثفت طائرات التحالف غاراتها على مواقع الجيش اليمني الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين في المحافظات الحدودية، بالتزامن مع احتدام المعارك البرية بينها وبين الجيش السعودي في محافظتي صعدة وحجة.
 
قتل 37 مدنياً من عمال مصنعين لمشتقات الألبان والزيوت شرق محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر. وقال مسؤولون إن طائرات التحالف شنت فجراً غارتين على المصنعين خلال وجود عشرات العمال داخلهما، مما ادى إلى اشتعال النيران التي أدت كذلك إلى إصابة 80 عاملا بجروح انتشلتهم فرق الدفاع المدني والاطفاء ونقل بعضهم إلى المستشفيات في حال حرجة، وقدرت الأضرار بنحو 30 مليون دولار.

غارات صعدة
وتركزت أكثر غارات التحالف في محافظة صعدة على معسكرات الجيش في منطقة البقع ومعسكرات اللواء التاسع ومستودعات الامداد والتموين العسكري التابعة لقيادة محور صعدة ومعسكر الصيفي، مخلفة بحسب عسكريين اضراراً جسيمة، إلى اتلافها أكثر التموينات الغذائية لقوات الجيش المرابطة في هذه المناطق.

وشنت طائرات التحالف غارات نهارية وليلية عدة على مواقع الحوثيين في مناطق شعف رمضان وحبل حُرم والنظير ومواقع متفرقة في مديريتي حيدان وشداء وكذلك منطقة رازح الحدودية المطلة على منطقة جازان، مخلفة قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين والمدنيين، إلى تخريبها منازل.

وفي محافظة حجة الحدودية المجاورة لصعدة عاودت طائرات التحالف شن غاراتها على ميناء ميدي وقصفت الطريق الدولية بين منطقتي المزرق وحرض مما أدى إلى مقتل أربعة جنود. كما شنت غارتين على موقع عسكري تابع لقوات خفر السواحل، فقتل ستة جنود ولحق تخريب شامل بالموقع. وتحدث مسؤولون عن استهداف الطائرات المغيرة للمرة الثانية مخيمات للنازحين في منطقة المزرق من دون ذكر حصيلة للضحايا.
 
حرب برية
وتزامنت كثافة غارات التحالف في صعدة مع تصاعد الحرب البرية بين قوات الجيش والمسلحين الحوثيين من جهة وقوات الجيش السعودي من جهة أخرى، وسط قصف كثيف بالمدفعية والصواريخ. واستهدف الجيش السعودي بالصواريخ مواقع الحوثيين في مناطق القم، القلعة، والية، المنزالة، الشرفة والطوال ومناطق متعددة في مديريتي شدا ورازح الواقعتين على خط الحدود اليمنية – السعودية.
وقال مسؤولون ووجهاء إن الجيش السعودي استهدف بالمدفعية الثقيلة مبنى المجمع الحكومي في مديرية شداء، ومواقع في منطقة مران، مما أدى إلى مقتل امرأتين فضلاً عن مقتل أربعة مدنيين في رازح.
 
غارات الإسناد
واستمرت مقاتلات التحالف في تقديم الدعم الجوي لقوات الجيش واللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، التي تخوض مواجهات متقطعة مع الجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين في محافظات شبوة ولحج وعدن.
وقال عسكريون إن طائرات التحالف عاودت شن الغارات على مطار عدن والمجمع الحكومي، بعد ساعات من فرض الحوثيين سيطرة كاملة عليهما . كما اغارت على معسكر اللواء الخامس شمال المدينة، وتجمعات لقوات الجيش ومسلحي اللجان الشعبية في شرقها.

وجاء ذلك فيما أحرزت القوات الموالية للحوثيين تقدماً في جبهات القتال الدائر مع مسلحي القبائل الموالية لجماعة "الاخوان المسلمين" ومسلحي تنظيم "القاعدة" في محافظة شبوة بعد معارك ضارية في مديرية بيحان ومناطق الرملة ومركز الساق ونجد مرقد، وسجل سقوط قتلى وجرحى من المسلحين. وأعلنت قيادة القوات الموالية للحوثيين تمكن قواتها بالتعاون مع اللجان الشعبية من تطهير مواقع كانت خاضعة لسيطرة مسلحي "القاعدة" في منطقة عسيلان بمحافظة شبوة واستعادة آليات عسكرية ثقيلة كان مسلحو التنظيم استولوا عليها بعد سيطرتهم على بعض مواقع الجيش هناك.
وأكدت قيادة الجيش تدمير أكثر معاقل المسلحين في مديرية حريب، وأشارت الى أسر عدد منهم من دون ايضاح خسائر قوات الجيش في هذه المواجهات.
 
تظاهرات غضب
وأمس، حشد الحوثيون عشرات الآلاف من انصارهم في العاصمة ومحافظات تعز، الحديدة، إب وذمار في تظاهرات كبيرة دعت اليها اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين تحت شعار :"الصمود في وجه العدوان السعودي - الاميركي" وتعبيراً عن رفض الشعب اليمني الغارات التي تشنها طائرات التحالف.
ونظمت كبرى التظاهرات في صنعاء بعد احتشاد عشرات الآلاف في منطقة باب اليمن وشارع الزبيري، مرددين هتافات: "فوضناك فوضناك يا قائدنا فوضنا"، "يا قائدنا سير سير ونحن بعدك بالمسير"، "من صنعاء إلى القطي ثورة ثورة لن تحيد"، و"تسقط تسقط أمريكا.. تسقط تسقط اسرائيل".
وأكد المتظاهرون رفضهم "العدوان الأميركي - السعودي" ودعوا إلى التعبئة العامة في كل المجالات لمواجهة العدوان كما دشنوا حملة تبرعات لدعم المجهود الحربي.