اشتبكت القوات السعودية مع المقاتلين الحوثيين أمس في أعنف تبادل للنار عبر الحدود منذ بدء حملة الغارات الجوية التي تقودها السعودية منذ ستة أيام، بينما دعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين الى تدخل بري عربي سريع. ودخل الحوثيون قاعدة عسكرية عند باب المندب الاستراتيجي. وانتقد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل "الدعم" الذي تقدمه ايران للحوثيين في اليمن، مؤكداً ان بلاده "ليست من دعاة الحرب". وردت طهران بان "الهجوم السعودي" على اليمن يعرض للخطر "كل المنطقة". وروى سكان ومصادر قبلية في شمال اليمن أن تبادلا للقصف بالمدفعية والصواريخ سجل في أجزاء عدة من الحدود السعودية. وأضافوا أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف، فيما حلقت طائرات هليكوبتر سعودية.
وفي عدن بجنوب البلاد واصل المقاتلون الحوثيون ووحدات من الجيش متحالفة معهم هجوماً على القوات الموالية للرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي وحاولوا السيطرة على آخر معقل رئيسي لقوات الرئيس.
وقال مسؤولون محليون لـ"رويترز" إن مقاتلين حوثيين دخلوا قاعدة عسكرية ساحلية تطل على مضيق باب المندب الاستراتيجي على البحر الأحمر. وأضافوا أن جنوداً من الفرقة المدرعة الـ17 في حي الضباب بمحافظة تعز بجنوب غرب اليمن فتحوا البوابات للحوثيين. وقتل 36 شخصاً على الأقل حين قصفت قوات الحوثيين موالين لهادي في عدن. وأغارت طائرات للتحالف على مواقع للحوثيين قرب المطار.
ودعت حكومة هادي المقيم حالياً في السعودية الى تدخل عربي بري في اليمن "في أسرع وقت ممكن". وقال وزير الخارجية اليمني رداً على سؤال لقناة "العربية الحدث" السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها عما إذا كان يطلب تدخلاً بريا عربياً: "نعم نحن نطلب ذلك وبأسرع وقت ممكن حتى يتم بالفعل انقاذ البنية التحتية".
وفي مدينة الضالع بجنوب اليمن، قال سكان إن اشتباكات عنيفة دارت وتبادل انفصاليون جنوبيون إطلاق نيران المدفعية مع الحوثيين الذين تدعمهم وحدات من الجيش موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن احدى طائراتها منعت من الهبوط في صنعاء لايصال إمدادات طبية.
غارات تحالف "عاصفة الحزم" تدخل اسبوعها الثاني اليوم واسناد عملاني لجبهات الجنوب
صنعاء - أبو بكر عبدالله تدخل اليوم غارات "عاصفة الحزم" التي تشنها في اليمن طائرات تحالف اقليمي تقوده المملكة العربية السعودية أسبوعها الثاني مع استمرار قصفها مواقع الدفاع الجوي في العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية عدة. اتجه التحالف إلى تقديم دعم جوي لقوات الجيش واللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في المعارك التي تخوضها مع قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين في أربع محافظات جنوبية، وسط دعوات عبرت عنها أكثر القوى السياسية اليمنية الى وقف الغارات على المدن اليمنية والعودة إلى طاولة الحل السياسي.
وجددت مقاتلات التحالف غاراتها على المطارات وقواعد الدفاع الجوي ومنصات الصواريخ في صنعاء ومحافظات تعز وعدن ولحج. كما شنت غارات على مواقع الجيش اليمني والحوثيين في محافظة صعدة و محافظات جنوبية عدة، واستهدف بعضها منشآت البنية التحتية.
وتواجه غارات التحالف مقاومة من الدفاعات الأرضية في العاصمة وأكثر المحافظات على رغم الخراب الذي لحق بغالبية منصات وقواعد الدفاع الجوي، فيما استمرت الغارات في يومها السادس باستهداف معسكرات الدفاع الجوي وقوات الاحتياط ومستودعات امداد الجيش بصنعاء، وشنت أربع غارات في تعز اسفرت عن تدمير موقع كتيبة الصواريخ التابعة لقوات اللواء 22 مدرع.
وفي محافظة إب، صرح مدير أمن مديرية يريم العميد عبد الملك البشاري بأن غارات التحالف استهدفت فجر الثلثاء محطتي وقود وثلاثة صهاريج للنفط والغاز كانت على الطريق الدولية بين يريم و كتاب، مما أدى إلى مقتل 13 مدنياً وإصابة 31 وتدمير أربعة منازل.
غارات على صعدة ووجهت طائرات التحالف أكثر غاراتها الى مواقع للجيش اليمني والحوثيين في محافظة صعدة ، وخصوصا في مناطق شدا والحصامة وحرض الواقعة على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية. وتزامنت الغارات في ظل تبادل للقصف بالصواريخ والمدفعية بين الحوثيين وقوات الجيش السعودي مع احتدام المواجهات البرية بين الجانبين في مناطق متفرقة على خط الحدود مما أرغم مئات المدنيين على النزوح إلى مناطق آمنة. وقال مسؤولون ووجهاء إن قرى يمنية عدة تعرضت لقصف مدفعي كثيف من قوات الجيش السعودي مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين إلى تخريب منازل ومزارع. غارات الاسناد وجنوباً، شنت مقاتلات التحالف غارات على معسكري الجرباء وعبود التابعين للواء 33 مدرع في محافظة الضالع، سعياً إلى دعم قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي في هذه المحافظة في المواجهات الدائرة بينها وبين قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين.
وشملت عملية الاسناد كذلك غارات على مطار وميناء عدن وقاعدة العند الجوية في محافظة لحج، الى عدد من المواقع العسكرية الخاضعة لسيطرة القوات الموالية للحوثيين في محافظة شبوة، وخصوصاً بعد فرض قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين سيطرتها على هذه المحافظات، وسط مقاومة من مقاتلي اللجان الشعبية استمرت حتى ليل أمس في بعض مناطق هذه المحافظات. وشنت مقاتلات التحالف غارات أخرى على مواقع عسكرية في محافظتي لحج وأبين. ارتفاع عدد الضحايا وسجلت الغارات والمعارك الميدانية في بعض المحافظات الجنوبية سقوط مزيد من الضحايا في صفوف الجنود ومقاتلي اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي والحوثيين، وقال وجهاء في محافظة شبوة إن غارات التحالف تسببت بمقتل خمسة جنود وجرح 15 أكثرهم من الموالين للرئيس هادي، فيما قتل 11 من الجنود والمدنيين وأصيب آخرون في مواجهات مسلحة متجددة بين القوات الموالية للحوثيين والرئيس في مديرية بيحان بالمحافظة نفسها.
وفي عدن قال مسؤولون إن 10 من مسلحي اللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس هادي على الأقل قتلوا بعد عملية قصف بالمدفعية استهدفت مبنى سكني تحصنوا فيه في محافظة عدن التي تحاول قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين السيطرة عليها. كما قتل ثلاثة من المسلحين الحوثيين في هجوم استهدف سيارتهم في منطقة ردفان بمحافظة لحج بعدما سلكت سيارتان على متنهما مسلحون حوثيون الطريق الخطأ في اتجاه منطقة ردفان بينما كانتا في طريقهما إلى محافظة عدن.
وقال عسكريون إن قتلى وجرحى سقطوا في مواجهات متجددة بين الجانبين بعد شن مقاتلي اللجان الشعبية الموالية لهادي هجمات على معسكرات اللواء 33 مدرع في مسعى للسيطرة عليها. وفي محافظة حضرموت، روى سكان ووجهاء أن قوات الجيش الموالية للحوثيين سيطرت على مركز قيادة المنطقة العسكرية الثالثة بعد احتجاجات نفذها ضباط وجنود في مركز قيادة المنطقة العسكرية.
|